فب تحليلٍ استراتيجي يُنذر بتغييرات جيوسياسية كبرى، حذر دارو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة "أنثروبيك" (إحدى أبرز شركات الذكاء الاصطناعي العالمية)، من تحول العالم إلى نظامٍ "ثنائي القطب" تهيمن فيه الصين على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، خاصةً في المجالات العسكرية، متجاوزةً الولايات المتحدة التي قد تفقد صدارتها التكنولوجية بحلول عام 2030.
الاستثمارات الصينية: طموح لا يعرف الحدود
وفقا لتصريحات أمودي، تعتمد الصين استراتيجيةً هجوميةً مدعومةً بتمويل حكومي ضخم، حيث خصصت ميزانيةً تُقدر بـ 150 مليار دولار حتى عام 2030 لتطوير بنية تحتية بحثية متكاملة. وتُشير البيانات إلى أن:
- 40% من المشاريع العسكرية العالمية للذكاء الاصطناعي تُنفذ حاليًا في الصين.
- 70% من الأبحاث المنشورة في مجلات الذكاء الاصطناعي الرائدة تحمل توقيع باحثين صينيين.
- تعاونت الشركات الصينية العملاقة مثل "هواوي" و"بايدو" مع الجيش الصيني لتصميم أنظمة قتالية مستقلة، منها:
- طائرات مسيرة ذاتية التعلم تُحدد الأهداف دون تدخل بشري.
- أنظمة حرب إلكترونية قادرة على تعطيل البنى التحتية الحيوية للخصوم في ثوانٍ.
- روبوتات استخباراتية تُحلل ملايين البيانات لتنبؤ بحركات العدو.
الولايات المتحدة: تحديات داخلية تُعيق التقدم
في المقابل، يواجه الجانب الأمريكي عقباتٍ معقدةً وفقًا لأمودي، منها:
1. تشتت الاستثمارات: يعتمد التمويل على شركات القطاع الخاص (مثل غوغل ومايكروسوفت) دون تنسيقٍ مركزي مع الحكومة.
2. قيود أخلاقية: تُطالب منظمات حقوقية بفرض رقابة صارمة على استخدام الذكاء الاصطناعي في الأغراض العسكرية، خوفا من انتهاك الخصوصية أو "نهاية السيطرة البشرية".
3. منافسة شرسة: تُقدم الصين عروضا استثماريةً جاذبةً للخبراء العالميين، بينما تشهد أمريكا هجرةً عكسيةً لعلمائها بسبب سياسات الهجرة الصارمة.
لماذا الذكاء الاصطناعي العسكري خطير؟
يُشير الخبراء إلى أن التفوق في هذا المجال لا يعني التفوق التكنولوجي فحسب، بل يُعيد تعريف مفاهيم "الحرب" و"الأمن القومي"، حيث:
- قد تُصبح الجيوش التقليدية عاجزةً أمام هجمات الذكاء الاصطناعي الخاطفة.
- تُهدد الأنظمة الذكية استقرار الدول عبر اختراق أنظمتها المالية أو الطاقوية.
- تُسارع الصين لتصدير تكنولوجياتها إلى دول إفريقيا وآسيا، مما يُعزز نفوذها الجيوسياسي.
ردود الفعل الدولية: مخاوف وغموض
أثارت تحذيرات أمودي ردودا متباينةً:
- الاتحاد الأوروبي: دعا إلى تشكيل تحالف دولي لوضع "ميثاق أخلاقي" لاستخدام الذكاء الاصطناعي.
- روسيا: أعلنت تعاونها مع الصين في مشاريع بحثية عسكرية مشتركة.
- منظمات حقوقية: طالبت بفرض عقوبات على أي دولة تستخدم أنظمة ذكاء اصطناعي "قاتلة" دون رقابة.
مستقبل النظام العالمي: هل نعود لعصر القطبية الثنائية؟
يُجادل محللون بأن الصين تسعى لخلق عالمٍ تُهيمن فيه على "التكنولوجيا" كما هيمنت أمريكا على "النفط" في القرن العشرين. لكنّ المخاوف الأكبر تدور حول:
- اندلاع "حرب باردة تكنولوجية" تُقسّم العالم إلى معسكرين.
- فقدان الدول النامية استقلاليتها بسبب اعتمادها على الأنظمة الصينية.
- تصاعد خطر "الحروب الخاطفة" التي قد تُدمر دولا بأكملها خلال ساعات.
التوقعات: ماذا بعد 2030؟
إذا استمرت الصين بنفس الوتيرة، فقد تتمكن من:
- اختراق الدرع الإلكتروني للدول المنافسة بحلول 2035.
- إنتاج جيش آلي بالكامل قادر على شن حروب متعددة الجبهات بحلول 2040
- الهيمنة على صناعة الرقائق الإلكترونية وهي عصب تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
السباق بين الصين وأمريكا لم يعد مجرد تنافسٍ اقتصادي، بل تحوّل إلى معركةٍ وجوديةٍ تُحدد مَن سيكتب قواعد النظام العالمي الجديد. والسؤال الأكبر: هل ستنجح البشرية في وضع ضوابط أخلاقية لهذه التكنولوجيا قبل فوات الأوان؟