شركة بايكار التركية تؤسس مركز صيانة استراتيجي للطائرات المسيرة في المغرب لتعزيز وجودها في إفريقيا

مركز بايكار لصيانة الطائرات المسيرة في المغرب

في خطوة استراتيجية لتعزيز وجودها في السوق الإفريقية، أعلنت شركة "بايكار" التركية، الرائدة في تصنيع الطائرات المسيرة، عن إنشاء شركة فرعية في المغرب تحت اسم "أطلس ديفنس" (Atlas Defence)، يهدف هذا المشروع إلى إنشاء مركز صيانة للطائرات المسيرة التي باعتها الشركة للجيش المغربي، مما يعزز التعاون الدفاعي والاقتصادي بين أنقرة والرباط.

تفاصيل الاستثمار الجديد في المغرب

تم تسجيل شركة "أطلس ديفنس" رسميا في السجل التجاري المغربي بتاريخ 5 ديسمبر 2024، وفقا لما نشر في الجريدة الرسمية المغربية (العدد 5857) الصادر في 29 يناير 2025. يبلغ رأس مال الشركة 2.5 مليون درهم مغربي (حوالي 680,000 دولار أمريكي)، مما يعكس التزام "بايكار" بتوسيع عملياتها في إفريقيا.

توسع استراتيجي لتعزيز الدعم الفني وخدمات الصيانة

يأتي هذا الاستثمار في إطار استراتيجية "بايكار" الأوسع لتعزيز عملياتها الدولية، لا سيما في سوق الطائرات المسيرة بإفريقيا. يهدف المركز الجديد إلى:

تحسين خدمات الصيانة والدعم الفني للعملاء الإقليميين.

تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي بين تركيا والمغرب.

خلق فرص عمل محلية والمساهمة في الاقتصاد المغربي.

المغرب: أحد أهم عملاء "بايكار" في إفريقيا

يُعتبر المغرب من أوائل الدول الإفريقية التي اقتنت الطائرات المسيرة من طراز "بيرقدار TB2". ففي أبريل 2021، وقّع المغرب عقدا مع "بايكار" لشراء 13 طائرة بيرقدار TB2 بقيمة 70 مليون دولار، وتم تسليم الدفعة الأولى في سبتمبر من نفس العام. كما شمل العقد:

أربع محطات أرضية للتحكم بالطائرات.

نظام محاكاة قابل للتخصيص للتدريب.

بنية تحتية رقمية لتعقب الطائرات.

مركز عمليات للطائرات المسيرة في القواعد الجوية المغربية.

تدريب الطيارين المغاربة على تشغيل الطائرات المسيرة

أوفد المغرب مجموعات من العسكريين إلى تركيا لتلقي تدريب متخصص على تشغيل طائرات "بيرقدار TB2". أنهت أول دفعة من الضباط المغاربة تدريبها في سبتمبر 2021، ما عزز جاهزية القوات الجوية المغربية لتشغيل هذا النوع من الطائرات بكفاءة عالية.

هل يسعى المغرب لاقتناء طائرات "أقنجي" المتطورة؟

بعد نجاح تجربة "بيرقدار TB2"، أبدى المغرب اهتماما متزايدا بالحصول على طائرات مسيرة أكثر تطورا، مثل "بيرقدار أقنجي"، والتي تتميز بقدرتها على حمل حمولة أكبر وأداء مهام أكثر تعقيدا، مما يعزز قوة المغرب الجوية.

التعاون الدفاعي بين المغرب وتركيا في تصاعد مستمر

تعكس استثمارات "بايكار" في المغرب التوجه المتزايد نحو التعاون العسكري والتكنولوجي بين البلدين. ففي الوقت الذي تسعى فيه تركيا لتعزيز مكانتها في قطاع الطائرات المسيرة عالميا، يهدف المغرب إلى تعزيز استقلاله الدفاعي وتحديث قواته المسلحة.

لماذا يعتبر مركز الصيانة الجديد خطوة استراتيجية؟

تحسين جاهزية الأسطول الجوي المغربي عبر توفير خدمات الصيانة محليا.

تقليل الاعتماد على الشركات الأجنبية في صيانة الطائرات المسيرة.

إمكانية توسيع نطاق الصيانة ليشمل طائرات "أقنجي" مستقبلاً.

التوسع العالمي لـ"بايكار" والتحديات المحتملة

تعد هذه الخطوة جزءا من توسع "بايكار" في الأسواق الناشئة، حيث تقوم الشركة حاليا بإنشاء مصنع في أوكرانيا بطاقة إنتاجية تصل إلى 120 طائرة سنويا، كما أسست خط تجميع في السعودية، وعلى الرغم من أن المنشأة المغربية أصغر حجمًا، إلا أنها تؤكد التزام "بايكار" بإرساء وجود طويل الأمد في إفريقيا.

المغرب يعزز صناعة الدفاع المحلية بالشراكة مع إسرائيل

إلى جانب التعاون مع تركيا، يعمل المغرب على تطوير صناعته الدفاعية المحلية، حيث وقّع اتفاقية مع شركة "بلو بيرد أيرو سيستمز" (BlueBird Aero Systems) الإسرائيلية لإنشاء مصنع للطائرات المسيرة في أبريل 2024. لكن المشروع يواجه تأخيرات بسبب الصراع في غزة.

 نحو استقلال دفاعي أكبر للمغرب

يمثل إنشاء "بايكار" لمركز صيانة في المغرب خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الدفاعي والتكنولوجي بين الرباط وأنقرة، كما يعكس توجه المغرب نحو تحديث قواته المسلحة وتقليل اعتماده على الموردين الخارجيين، ومع استمرار المغرب في بناء شراكات استراتيجية مع تركيا وإسرائيل، يبدو أنه يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق استقلال دفاعي أكبر ودور إقليمي أكثر تأثيرا في إفريقيا.