كشفت عالمة الجيوفيزياء، الدكتورة سوزان هوف، عن تفسير علمي لظواهر غامضة أثارت الخوف لعقود في بلدة سامرفيل بولاية كارولينا الجنوبية، منذ الخمسينيات انتشرت قصص بين السكان المحليين حول ظهور شبح على مسارات السكك الحديدية المهجورة قرب طريق يُعرف باسم "أولد لايت رود".
وفقا للأسطورة، فإن رجلاً كان يعمل أو يسافر عبر السكك الحديدية لقي حتفه تحت عجلات القطار وبعد ذلك بدأت زوجته في التجول في المنطقة وهي تحمل فانوسا، مما أدى إلى ظهور أضواء غريبة تطفو في الهواء وتتحرك باتجاه المارة، مما عزز الاعتقاد بأن المنطقة مسكونة بالأرواح.
مشاهدات غامضة: هل المنطقة مسكونة حقا؟
على مدى عقود، أفاد السكان المحليون بحدوث ظواهر غريبة، مثل:
اهتزاز السيارات دون سبب واضح.
إغلاق الأبواب تلقائيا.
سماع أصوات همس دون مصدر محدد.
مشاهدة أضواء متوهجة بألوان زرقاء وخضراء تتحرك في الهواء.
كل هذه المشاهدات جعلت "شبح سامرفيل" من أكثر الألغاز رعبا وإثارة للجدل في المنطقة.
تفسير علمي: هل الزلازل هي السبب؟
الدكتورة سوزان هوف، المتخصصة في مخاطر الزلازل، قدمت تفسيرا علميا لهذه الظواهر، في عام 2023 لاحظت العالمة "انثناء" في مسارات السكك الحديدية، وهو مؤشر على أن المنطقة قد تكون مبنية على خط صدع زلزالي نشط، كما أكدت وثائق تاريخية أن زلزالا قويا ضرب تشارلستون عام 1886، مما أدى إلى تحريك خطوط السكك الحديدية جنوب سامرفيل بمقدار 15 قدما (4.57 متر).
بناءً على ذلك، ترجح هوف أن النشاط الزلزالي الخفيف قد يكون السبب الحقيقي للظواهر الغامضة في المنطقة.
ما هي "أضواء الزلازل"؟
أحد أكثر الألغاز إثارة في سامرفيل هو ظهور كرات متوهجة زرقاء أو خضراء، والتي يعتقد السكان أنها مرتبطة بـ"شبح سامرفيل"، إلا أن الدكتورة هوف تشير إلى أنها قد تكون "أضواء زلازل"، وهي ظاهرة طبيعية تحدث أثناء النشاط الزلزالي.
تنتج هذه الأضواء عن إطلاق غازات مثل الرادون أو الميثان من باطن الأرض بسبب الضغط الجيولوجي، وقد تشتعل بفعل الكهرباء الساكنة أو احتكاك الصخور، ما يفسر المشاهدات المتكررة في المنطقة.
اهتزاز السيارات والأصوات الغامضة: تفسير علمي محتمل
بالإضافة إلى الأضواء، أبلغ السكان عن اهتزاز سياراتهم دون سبب واضح وسماع أصوات غامضة. تعزو هوف هذه الظواهر إلى:
زلازل ضحلة صغيرة: قد تسبب اهتزاز السيارات وإغلاق الأبواب تلقائيا.
موجات صوتية منخفضة التردد: هذه الموجات، الناتجة عن نشاط زلزالي، يمكن أن تقع ضمن نطاق السمع البشري، مما يفسر سماع أصوات الهمس دون مصدر واضح.
لماذا ترتبط السكك الحديدية بهذه الظواهر؟
تشير الدكتورة هوف إلى أن وجود السكك الحديدية قد يكون عاملاً مهمًا في انتشار هذه الظواهر. فمن المعروف أن خطوط السكك الحديدية غالبا ما تتبع ممرات طبيعية تتشكل فوق الصدوع الزلزالية، مما يجعلها بيئة مناسبة لظهور أضواء الزلازل وغيرها من الظواهر الجيولوجية.
هل انتهى لغز "شبح سامرفيل"؟
مع أن التفسيرات العلمية قد تزيل الغموض عن "شبح سامرفيل"، إلا أن الاعتقادات والأساطير التي نشأت حوله قد تظل قائمة بين السكان المحليين. تقول الدكتورة هوف:
"آمل أن تساعد دراسة هذه الظواهر الغامضة في تحسين فهمنا لأضواء الزلازل، كما قد تساهم في تحديد الصدوع النشطة في شرق الولايات المتحدة."
سواء كان السبب زلازل خفية أو مجرد خيال شعبي، فإن "شبح سامرفيل" سيظل جزءا من تاريخ المنطقة وتراثها الغامض.