اكتشاف جسيم نيوتريني شبحي فائق الطاقة في البحر المتوسط قادم من أعماق الكون

جسيم شبحي نيوتريني فائق الطاقة

أعلن العلماء عن اكتشاف مذهل لجسيم نيوتريني فائق الطاقة، تم رصده باستخدام جهاز خاص للكشف عن النيوترينوات المغمورة في البحر الأبيض المتوسط، هذا الاكتشاف يمثل خطوة هامة في فهم الكون والعمليات الفيزيائية الأكثر نشاطا فيه.

ما هي النيوترينوات ولماذا تُعتبر "شبحية"؟

النيوترينوات هي جسيمات دون كتلة تقريبا، وتعتبر أصغر بكثير من الإلكترونات، بسبب صغر حجمها وخفتها، يمكن لهذه الجسيمات أن تمر عبر المواد الصلبة وحتى عبر أجسامنا دون أن نلاحظها، لهذا السبب يطلق عليها العلماء اسم "الجسيمات الشبحية"، مما يجعل اكتشافها أمرا صعبا للغاية.

اكتشاف النيوترينو الفائق الطاقة في البحر الأبيض المتوسط

تم اكتشاف النيوترينو الفائق الطاقة باستخدام جهاز خاص يقع تحت البحر الأبيض المتوسط، أثناء مروره عبر المادة، اصطدم النيوترينو بجسيم آخر تحت الماء، مما أدى إلى إنتاج جسيم يُسمى الميون (Muon) بالإضافة إلى وميض من الضوء الأزرق، وهو ما سمح للعلماء بتحديد وجوده.

هذا النيوترينو المكتشف مؤخرا هو الأكثر نشاطا حتى الآن، حيث يُعتقد أنه أكثر نشاطا بنحو 30 مرة مقارنةً بأي نيوترينو تم اكتشافه سابقا. ما يثير الاهتمام هو أن هذا الجسيم يأتي من خارج مجرة درب التبانة، رغم أن مصدره الدقيق ما يزال لغزًا علميا.

أهمية الاكتشاف وماذا يعني هذا للعلماء؟

يعد هذا الاكتشاف خطوة كبيرة في فهم العلماء للعمليات الأكثر نشاطًا في الكون، يُعتقد أن هذا النيوترينو قد يحمل دلائل على وجود المزيد من النيوترينوات فائقة الطاقة، ربما أكثر مما كان متوقعًا في السابق، يُمكن أن يساعد هذا في إضاءة الجوانب المظلمة من الكون وتقديم رؤى جديدة حول الظواهر الفلكية العميقة.

كيف يتم اكتشاف النيوترينوات؟

النيوترينوات، التي تنبعث من النجوم مثل الشمس، تتدفق عبر أجسامنا بمعدل تريليونات في الثانية، ولأنها نادرة جدا وصعبة الاكتشاف، لا يمكن للعلماء ملاحظة النيوترينوات التي تتحرك بمفردها، بدلا من ذلك يقوم العلماء بقياس ما يحدث عندما تصطدم هذه الجسيمات بأجسام أخرى، كما حدث في هذا الاكتشاف المذهل.

مرصد النيوترينو تحت البحر الأبيض المتوسط

جهاز الكشف الذي تمكن من رصد هذا الاكتشاف هو جزء من مرصد النيوترينو في أعماق البحر، الذي ما يزال قيد الإنشاء، يتم وضع كواشف النيوترينوات عادةً تحت الماء أو الجليد أو في أعماق الأرض لحمايتها من الإشعاع الأرضي الذي قد يؤثر على نتائج التجارب.

تصريحات العلماء حول الاكتشاف

ووفقا للدراسة التي نُشرت في مجلة Nature، تم رصد اصطدام النيوترينو بجسيم آخر قبل عامين، وقال آرت هايجبوير، المؤلف المشارك في الدراسة من المعهد الوطني لفيزياء الجسيمات دون الذرية في هولندا،: "هذا الاكتشاف يعد جزءا من محاولة لفهم أقوى العمليات نشاطا في الكون، وكيف يمكن للجسيمات الشبحية أن تساهم في ذلك."

يُعد هذا الاكتشاف خطوة محورية في مجال فيزياء الجسيمات، حيث يعزز فهمنا للعمليات الفيزيائية التي تحدث في أعماق الكون، يعكف العلماء الآن على مزيد من التحليل لمحاولة الكشف عن مصدر هذه الجسيمات الفائقة الطاقة، وفتح الباب أمام فصول جديدة من الفهم العلمي حول الكون والمادة.