شهدت صناديق البيتكوين ETF تراجعاً ملحوظاً في التدفقات الداخلة، مما أثار تساؤلات حول استمرارية الصعود الأخير للعملة الرقمية الأشهر عالمياً، ووفقاً لأحدث البيانات، انخفضت التدفقات الداخلة لهذه الصناديق بشكل حاد بعد أن كانت تشتري أكثر من 18,000 وحدة بيتكوين في أوائل نوفمبر، حيث بلغت التدفقات الخارجية الصافية حالياً نحو -1,000 وحدة بيتكوين، مما يشير إلى تغير في ديناميكيات السوق وتراجع الطلب المؤسسي.
تباطؤ الطلب المؤسسي وتأثيره على السوق
تُعتبر التدفقات الداخلة القوية لصناديق البيتكوين ETF أحد العوامل الرئيسية التي تقف وراء الاتجاهات الصعودية للعملة الرقمية، حيث تعمل هذه التدفقات على زيادة ضغط الشراء، مما يؤدي إلى دفع الأسعار لأعلى، ومع ذلك، فإن التراجع الأخير في هذه التدفقات يشير إلى فقدان السوق للزخم الذي كان يتمتع به سابقاً، مما قد يؤدي إلى زيادة التقلبات وتراجع الأسعار.
تشير البيانات إلى أن ذروة التدفقات الداخلة في نوفمبر تزامنت مع صعود حاد لسعر البيتكوين فوق مستوى 90,000 دولار، ولكن مع انخفاض نشاط الشراء تدريجياً وتحوله إلى تدفقات خارجية، يبدو أن المستثمرين المؤسسيين إما يقومون بجني الأرباح أو ينتظرون نقاط دخول أفضل، وهذا التحول في المشاعر قد يشكل عائقاً أمام تحركات سعر البيتكوين في المدى القريب.
المؤشرات الفنية تعكس الحذر
تعكس الرسوم البيانية لسعر البيتكوين هذا التباطؤ في الطلب، حيث كان سعر البيتكوين يتداول عند 97,039 دولاراً وقت كتابة هذا التقرير، حيث يظهر المتوسط المتحرك لـ50 يومًا عند 98,512.84 دولاراً، بينما يقف المتوسط المتحرك لـ200 يوماً عند 97,764.64 دولارًا، مما يشير إلى وجود مقاومة محتملة أمام الصعود.
يواجه البيتكوين صعوبة في استعادة هذه المتوسطات المتحركة الرئيسية، مما يدل على ضعف الزخم الصعودي، وبالإضافة إلى ذلك، ظل حجم التداول منخفضاً نسبياً، مما يعزز فكرة أن المشترين يترددون في دفع السعر لأعلى، وإذا استمر تراجع الطلب على صناديق ETF، فقد يواجه البيتكوين صعوبة في الحفاظ على مستواه فوق 97,000 دولاراً، وقد يشهد المزيد من التراجعات.
الصلة بين صناديق ETF وسعر البيتكوين
تعتمد قدرة البيتكوين على الحفاظ على مستوياته الحالية إلى حد كبير على ما إذا كانت تدفقات صناديق ETF ستستقر أو ستستمر في الانخفاض، وإذا عاد الطلب المؤسسي للارتفاع مرة أخرى، فقد يستعيد البيتكوين زخمه الصعودي، ومع ذلك، إذا استمرت اتجاهات تراجع الاهتمام بصناديق ETF، فقد يجد البيتكوين صعوبة في البقاء فوق مناطق الدعم الرئيسية، وقد يختبر مستويات أدنى في الأسابيع المقبلة.
ماذا يعني هذا للمستثمرين؟
يجب على المستثمرين مراقبة نشاط صناديق ETF عن كثب، حيث يظل هذا النشاط مؤشراً حاسماً لمعنويات السوق، حتى يحدث انعكاس في اتجاهات الشراء، من المرجح أن يظل تحرك سعر البيتكوين غير مؤكد، مع إمكانية زيادة التقلبات على المدى القصير.
في النهاية، يعكس تراجع تدفقات صناديق البيتكوين ETF تغيرًا في مشاعر المستثمرين المؤسسيين، مما قد يؤثر على اتجاهات السوق في المستقبل القريب. يجب على المستثمرين البقاء في حالة تأهب واتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة بناءً على تطورات السوق.