أجرى فريق من الباحثين تجربة استمرت أسبوعين، اكتشفوا من خلالها أن حظر الإنترنت على الهواتف الذكية قد يؤدي إلى تحسين كبير في الصحة النفسية للمشاركين، وزيادة رفاههم العام، وتحسين قدرتهم على التركيز، بل إن هذا التدخل قد يعكس تدهورا عقليا ناتجا عن التقدم في العمر استمر لعقد من الزمن. تشير الدراسة إلى أن تقليل الاتصال المستمر بالإنترنت يمكن أن يخفف من العديد من الآثار النفسية السلبية المرتبطة باستخدام الهواتف الذكية لفترات طويلة.
تحسين الصحة النفسية ورفاهية الأفراد من خلال حظر الإنترنت على الهواتف
أظهرت دراسة أجرتها جامعة تكساس أن حظر الإنترنت لمدة أسبوعين قد يساعد في تحسين الصحة النفسية بشكل ملحوظ. وفقًا لمركز "بيو" للبحوث، يمتلك الآن 91% من الأمريكيين هواتف ذكية مزودة بالإنترنت، وهو ما يمثل زيادة كبيرة عن نسبة الثلث في عام 2011. كما أظهرت دراسة أخرى أن الأشخاص يقضون في المتوسط 5 ساعات و16 دقيقة يوميا في النظر إلى شاشاتهم.
هل الاتصال المستمر بالإنترنت يؤثر على صحتنا النفسية؟
زاد استخدام الهواتف الذكية بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مما أثار مخاوف بشأن تأثير هذا الاتصال الدائم على صحتنا النفسية. أظهرت دراسة استطلاعية أجرتها "غالب" في عام 2022 أن 58% من مستخدمي الهواتف الذكية في أمريكا، بما في ذلك 80% من الشباب تحت سن 30 عامًا، يشعرون بالقلق من أنهم يقضون وقتا طويلاً على أجهزتهم.
أجرى الدكتور أدريان وارد، أستاذ التسويق في جامعة تكساس، دراسة مع فريق من الخبراء في علم النفس والصحة النفسية وسلوك المستهلك. في تجربة محكومة، وجدوا أن حظر الإنترنت على الهواتف الذكية لمدة أسبوعين أدى إلى تحسن في ثلاثة مجالات نفسية رئيسية: الصحة النفسية، والرفاهية الذاتية، والقدرة على التركيز.
تمت الدراسة على 467 مشاركا بمتوسط عمر 32 عامًا، حيث طُلب منهم تثبيت تطبيق على هواتفهم الذكية يحظر الإنترنت بما في ذلك المتصفحات ووسائل التواصل الاجتماعي، مع السماح فقط بإجراء المكالمات والرسائل النصية.
أظهرت النتائج أن 91% من المشاركين حققوا تحسنا في الأقل في أحد هذه المجالات الثلاثة.
71% من المشاركين أفادوا بتحسن في صحتهم النفسية مقارنة بما كانت عليه قبل فترة الحظر.
أظهرت نتائج التركيز تحسنًا يعادل عكس تدهور عقلي ناتج عن التقدم في السن لعشر سنوات.
كيف يؤثر تقليل الاتصال بالإنترنت على الحياة اليومية؟
أوضح الباحثون أن المشاركين الذين قللوا من استخدام الإنترنت على هواتفهم أصبحوا يقضون وقتا أطول في الأنشطة غير الرقمية مثل الهوايات، والتفاعل الاجتماعي المباشر، والمشي في الطبيعة. شعروا بتحسن في النوم، وزيادة الاتصال الاجتماعي، وأصبحوا يشعرون بمزيد من السيطرة على قراراتهم الشخصية.
الآثار المستقبلية لتقليل استخدام الإنترنت على مستوى العمل والتسويق
يرى الدكتور وارد أن هذه النتائج قد تعني أن هناك حاجة متزايدة لدى المستهلكين للتقنيات التي تساعدهم على تقليل الوقت الذي يقضونه على الإنترنت، ينصح بتطوير تطبيقات أو نماذج تجارية تساعد الأفراد على تقليل استهلاكهم للإنترنت. على سبيل المثال، يمكن لأرباب العمل تقديم تطبيقات تساعد الموظفين على تحسين سعادتهم وزيادة إنتاجيتهم عن طريق تقليل استخدام الإنترنت عبر الهواتف الذكية.
هل ينبغي فرض هذه العادة على المستخدمين؟
يشير وارد إلى أنه يجب إعطاء الأفراد خيار اتخاذ القرار بأنفسهم. في الدراسة، فقط 57% من المشاركين قاموا بتثبيت التطبيق، وكان ربعهم فقط قد أكملوا فترة الأسبوعين بدون اتصال بالإنترنت.