شهدت عملة البيتكوين، العملة الرقمية الأشهر عالمياً، تراجعاً ملحوظاً في قيمتها خلال الأسابيع الأخيرة، مما أثار مخاوف المستثمرين وأعاد تسليط الضوء على تقلبات سوق العملات الرقمية، ووفقاً لتحليلات حديثة، انخفض سعر البيتكوين بنسبة 13.8% خلال الأيام التسعة الماضية، مما أدى إلى حالة من التوجس بين المشاركين في السوق.
مؤشر الخوف والجشدة يعكس حالة من التردد
سجل مؤشر الخوف والجشدة (Fear and Greed Index) درجة 26، مما يشير إلى انتشار حالة من الخوف بين المستثمرين، وهذا المؤشر، الذي يقيس مشاعر السوق، يعكس بشكل واضح العلاقة بين الحالة النفسية للمستثمرين وحركة الأسعار، فالتدفقات الخارجة الكبيرة من صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) ساهمت بشكل كبير في تعزيز هذه الحالة السلبية.
تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة.. مؤشر على ثقة السوق
تشير البيانات الأخيرة إلى وجود اتجاهات مقلقة فيما يتعلق باستثمارات صناديق الاستثمار المتداولة، ففي 28 فبراير، بلغت التدفقات الداخلة 94.3 مليون دولار، لكن هذه الأرقام تبدو ضئيلة مقارنة بالتدفقات الخارجة التي بلغت 1.14 مليار دولار في 25 فبراير، وهذه الفجوة الكبيرة بين التدفقات الداخلة والخارجة تعكس حالة من عدم الاستقرار وتراجع الثقة في قدرة البيتكوين على تحقيق الأرباح.
وفقاً للمحلل أكسل أدلر من CryptoQuant، فإن السوق يحتاج إلى تغيير في الظروف الاقتصادية الكلية وزيادة الطلب المستقر حتى تظهر مرحلة من الاستقرار والتراكم، وهذه العوامل الخارجية تلعب دوراً محورياً في تحديد اتجاهات السوق على المدى القصير والمتوسط.
واقع حاملي البيتكوين قصيري الأجل.. خسائر وإمكانيات تعافي
تواجه شريحة كبيرة من حاملي البيتكوين قصيري الأجل خسائر كبيرة، حيث يبلغ متوسط الخسائر حالياً حوالي 6.4%، وهذه الخسائر تضع المستثمرين في موقف صعب، حيث يتوجب عليهم الاختيار بين الاستمرار في الاحتفاظ بالعملة أو البيع لتجنب المزيد من الخسائر.
تشير النسب التاريخية، مثل نسبة القيمة السوقية إلى القيمة المحققة (MVRV)، إلى أن الخسائر تظهر عادةً عندما تنخفض هذه النسبة إلى أقل من 1، فالظروف الحالية للسوق قد تعيد تكرار الأنماط التي شوهدت خلال دورات التخفيض السابقة للبيتكوين، حيث سبقت فترات الانخفاض الطويلة مراحل تعافي قوية.
توقعات مستقبلية: هل نرى مرحلة استقرار قادمة؟
إذا تمكن سعر البيتكوين من الاستقرار حول نطاق 65,000 إلى 70,000 دولار، فقد يشهد السوق بيئة أكثر ملاءمة لتراكم العملة من قبل حامليها قصيري الأجل، ومع ذلك، فإن هذا السيناريو يعتمد بشكل كبير على الظروف الاقتصادية الخارجية وعلى تحول مشاعر المستثمرين من الخوف إلى الحذر أو التفاؤل.
التاريخ يشير إلى أن تعافي السوق غالباً ما يتبع فترات استقرار وتراكم، لكن الحذر يبقى ضرورياً في هذه الأوقات التي تحيط بها الكثير من الشكوك.
تظل توقعات البيتكوين مرتبطة بعدة عوامل، بما في ذلك تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة والمشاعر الاقتصادية الكلية، وعلى المستثمرين أن يظلوا يقظين في ظل استمرار تراجع البيتكوين، مع إمكانية تحقيق استقرار حول نطاق 65,000 إلى 70,000 دولار، فالمشهد الحالي يؤكد على أهمية التحليل الشامل للسوق وتبني استراتيجيات حذرة، سواء للمستثمرين الجدد أو ذوي الخبرة.