الصيام المتقطع حل مستدام لمشكلة الوزن الزائد

مجرد تغيير مواعيد الأكل فقط فعل ما فشلت فيه كل الحميات مجرد تغيير مواعيد الأكل فقط فعل ما فشلت فيه كل الحميات

في عالم يكافح فيه الملايين مع مشكلة السمنة وزيادة الوزن، تظهر دراسة حديثة بصيص أمل جديد، البحث الذي قاده فريق من معهد أبحاث الصحة الحيوية في غرناطة بإسبانيا، يكشف أن مجرد تغيير توقيت تناول الطعام قد يكون المفتاح لحل مستدام لمشكلة الوزن الزائد.

تغيير مواعيد الأكل يخفض الوزن دون حرمان

حيث شارك في هذه الدراسة 99 شخصاً بالغاً يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، تتراوح أعمارهم حول 49 عاماً ، وقد تم تقسيم المشاركين إلى أربع مجموعات بشكل عشوائي، المجموعة الأولى استمرت في تناول الطعام دون قيود زمنية، بينما التزمت المجموعات الثلاث الأخرى بنظام الصيام المتقطع، حيث تقتصر فترة تناول الطعام على 8 ساعات يومياً، مع اختلاف توقيت هذه الفترة بين المجموعات.

خسارة 4 كيلو في 3 أشهر.. النتائج تتحدث

بعد الربع الأول من العام بدأت الصورة تتضح المجموعة التي التزمت بالصيام المتقطع، بغض النظر عن توقيت فترة الأكل حققت نتائج مدهشة، في المتوسط فقد أفراد هذه المجموعات ما بين 3 إلى 4 كيلوغرامات، بينما لم تتجاوز خسارة المجموعة الأولى 1.4 كيلوغرام، ولكن الأكثر إثارة كان التحسن في قياسات الخصر و الورك، والتي تعتبر مؤشرات مهمة على الصحة العامة وخطر الأمراض المزمنة، حيث سجلت مجموعات الصيام انخفاضاً يتراوح بين 3 إلى 5 سنتيمترات في محيط الخصر، مقارنة بانخفاض طفيف في المجموعة الأولى.

لا فرق بين الأكل مبكراً أو متأخراً في خسارة الوزن

لكن على عكس ما كان متوقعاً لم يظهر البحث أي فرق ذي دلالة إحصائية بين الذين اختاروا فترة الأكل الصباحية قبل العاشرة صباحاً و أولئك الذين فضلوا الفترة المسائية بعد الواحدة ظهراً إن هذه النتيجة تحطم الاعتقاد السائد بأن الأكل المبكر أفضل دائماً لخسارة الوزن.

وعندما عاد الباحثون بعد عام كامل لفحص المشاركين كانت المفاجأة السارة، فمعظم الذين التزموا بالصيام المتقطع استمروا في الحفاظ على وزنهم الجديد، بل إن بعضهم واصل تحسين نتائجه في المقابل، بدأت المجموعة الأولى في استعادة الوزن المفقود تدريجياً.

الصيام المتقطع: موضة أم أسلوب حياة دائم

في عالم تنتشر فيه الحميات المعقدة التي تتطلب حساب السعرات ووزن الأطعمة، يقدم الصيام المتقطع حلاً بسيطاً حيث وضح البروفيسور جوناتان ر. رويز قائد الفريق البحثي "إن هذا النهج يزيل التعقيد من عملية إدارة الوزن، فلا حاجة لحساب السعرات أو وزن الأكل بعد الآن فقط تغيير توقيت الوجبات قد يفي بالغرض "، ما يجعل هذه الطريقة واعدة حقاً هو معدل الالتزام المرتفع الذي وصل إلى 88% في بعض المجموعات، هذا يختلف جذرياً عن معظم الحميات التي يعاني الناس في الالتزام بها على المدى الطويل كما أن الآثار الجانبية كانت محدودة جداً، حيث انسحب خمسة مشاركين فقط بسبب أعراض خفيفة.

تعتبر هذه الدراسة نهجاً جديداً في إدارة الوزن، فالصيام المتقطع يثبت أنه ليس مجرد موضة عابرة، بل قد يكون أسلوب حياة مستدام لملايين الأشخاص حول العالم الذين يكافحون مع مشاكل الوزن، ففي عالمنا السريع الذي نعيش فيه، قد يكون تغيير توقيت الوجبات هو الحل العملي الذي كنا نبحث عنه طوال هذا الوقت.