في مفاجأة أذهلت كثيراً من المتداولين شهد سعر البيتكوين انخفاضاً ملحوظاً ليصل إلى 102,000 دولار بعد أن كان عند أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر عند 105,720 دولاراً في 12 مايو، هذا التراجع جاء بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة والصين عن اتفاقية مؤقتة لتخفيف حدة الحرب التجارية بينهما، مما أثار تساؤلات حول سبب رد فعل البيتكوين السلبي تجاه أخبار إيجابية في الظاهر.
حيث أعلنت الولايات المتحدة والصين عن هدنة لمدة 90 يومًا تشمل تخفيضاً للتعريفات الجمركية على الواردات، مع إمكانية تمديدها إذا سارت المفاوضات بشكل إيجابي، ومن بين القضايا المطروحة للنقاش التلاعب بالعملات وإغراق أسعار الصلب وقيود تصدير أشباه الموصلات
اسباب تراجع البيتكوين رغم الأخبار الإيجابية؟
لكن رغم أن هذه الخطوة أدت إلى صعود قوي في أسواق الأسهم كان تأثيرها معاكساً على البيتكوين والذهب، حيث تراجع الذهب بنسبة 3.4% في نفس اليوم، بينما ظل البيتكوين دون زخم صعودي واضح.
ومن أسباب تراجع البيتكوين رغم تحسن الآفاق الاقتصادية بسبب الاتفاقية التجارية، اتجه المستثمرون إلى الأسهم التي تعتبر مستفيداً مباشراً من تخفيف التعريفات، مما قلل الطلب على الذهب والبيتكوين كملاذات آمنة، وأيضاً ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) إلى أعلى مستوى في 30 يوماً، مما يشير إلى ثقة المستثمرين بالاقتصاد الأمريكي رغم بعض المؤشرات الاقتصادية المختلطة.
وهناك اسباب أخرى لتراجع البيتكوين وهي تحقيقه مكاسب بنسبة 24% خلال الشهر الماضي، بينما ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 7% فقط، مما جعل بعض المتداولين يعيدون توزيع استثماراتهم لتحقيق أرباح سريعة من الأسهم.
وهناك مخاوف من تركيز حيازات البيتكوين حيث أثارت شركة مايكروستراتيجي مخاوفاً بعد الإعلان عن شراء 13,390 بيتكوين إضافية بين 5 و11 مايو، مما رفع حيازتها مع بلاك روك إلى 1.19 مليون بيتكوين، أي نحو 6% من المعروض في السوق، ويرى بعض المحللين مثل بيتر شيف أن اعتماد الشركة على الاقتراض لشراء المزيد من البيتكوين قد يعرضها لخسائر كبيرة إذا انخفض السعر، لكن الشركة زادت حدود رأس المال لديها لتجنب ذلك.
ماذا عن مستقبل البيتكوين
ورغم التراجع الحالي تظل التوقعات إيجابية للبيتكوين على المدى المتوسط بسبب تزايد الطلب المؤسسي عبر صناديق ETF التي شهدت تدفقات بقيمة ط2 مليار دولار في الأسبوع الأول من مايو، والتحسن التدريجي في الاقتصاد العالمي مما قد يعيد جذب المستثمرين إلى العملات الرقمية كملاذ احتياطي ضد التضخم.
إن التراجع الحالي للبيتكوين ليس بالضرورة مؤشراً على ضعف أساسي، بل هو رد فعل قصير الأجل لتحول السيولة نحو الأسهم بعد صفقة التعريفات، ومع ذلك فإن استمرار الطلب المؤسسي وتقلبات الاقتصاد الكلي قد يعيدان الزخم قريباً، خاصة إذا عادت المخاوف التضخمية أو التوترات الجيوسياسية إلى الواجهة.