تركيا تعزز قدرات طائراتها القتالية بصواريخ AIM-120C-8 المتطورة

تركيا تدخل عصرا جديدا بتسليح طائراتها بـ  صواريخ AIM-120C-8 الأحدث عالميا تركيا تدخل عصرا جديدا بتسليح طائراتها بـ صواريخ AIM-120C-8 الأحدث عالميا

وافقت وزارة الخارجية الأمريكية في 14 مايو 2025 على صفقة محتملة لبيع صواريخ AIM-120C-8 المتقدمة متوسطة المدى جو-جو (AMRAAM) لصالح جمهورية تركيا، هذه الصواريخ المطورة من قبل شركة RTX الرائدة في مجال الصناعات الدفاعية الأمريكية تعد من بين الأسلحة الأكثر تطورا في فئتها، مما يعزز استراتيجيات التفوق الجوي الحديثة عبر تدمير الأهداف بدقة وفعالية خارج نطاق الرؤية.

تعزيز الجاهزية القتالية لحلف الناتو

يمثل هذا القرار خطوة استراتيجية لتعزيز الجاهزية القتالية الجوية المشتركة لحلف الناتو في منطقة تشهد توترات متزايدة، فصواريخ AIM-120C-8 هي أحدث نسخة محسنة من عائلة صواريخ AMRAAM وتتميز بتحسينات كبيرة في المدى ودقة النظام التوجيهي ومقاومة التشويش الإلكتروني.

ووفقا لبيانات متاحة وتقارير نشرها آرمي ريكوجنيشن فإن هذه الصواريخ تستفيد من ترقيات مستمدة من برنامج AIM-120D مع الحفاظ على توافقها مع متطلبات التصدير للحلفاء، ويمكن إطلاقها من طائرات مقاتلة مثل F-16 وF-15 وF/A-18 بالإضافة إلى الطائرات الأحدث مثل F-35، حيث يصل مداها إلى أكثر من 160 كيلومترا في ظروف الإطلاق المثالية.

تكامل سلس مع الأسطول التركي

إن تركيا تمتلك بالفعل نسخا سابقة من صواريخ AMRAAM، وسيمكنها دمج النسخة C-8 مع أسطولها من طائرات F-16C/D التي تخضع حاليا لترقيات في أنظمة الرادار والأجهزة الإلكترونية.

وعند مقارنة صواريخ AIM-120C-8 بالصواريخ القديمة مثل AIM-7 Sparrow أو الصواريخ الروسية من نوع R-27، فإن صواريخ AIM-120C-8 توفر معدل نجاح أعلى في التدمير وقدرة أفضل على مقاومة التشويش وإمكانية التوجيه في جميع الظروف الجوية.

ورغم أن الصاروخ الأوروبي ميتيور الذي تطوره شركة MBDA قد يتفوق في المدى بفضل نظام الدفع الصاروخي، إلا أنه أكثر تكلفة وأقل توافقا مع المنصات القديمة مما يجعل الـ AIM-120C-8 خيارا متوازنا لقوات الناتو الجوية.

التداعيات الاستراتيجية والعسكرية

إن هذه الصفقة تعزز قدرة تركيا عسكريا على فرض التفوق الجوي في أجوائها الوطنية ومناطق النزاع المحيطة، مثل شرق المتوسط وشمال سوريا وجنوب القوقاز، أما سياسيا فتؤكد هذه الخطوة استمرار التعاون الدفاعي بين أنقرة وواشنطن رغم الخلافات السياسية الأخيرة.

كما أن تعزيز ترسانة تركيا بصواريخ متوافقة مع معايير الناتو يرسل رسالة واضحة إلى الخصوم الإقليمين، خاصة في ظل تصاعد التوترات مع القوات الجوية المدعومة من روسيا وإيران.

إن صفقة صواريخ AIM-120C-8 تمثل خطوة محسوبة لتعزيز الردع الجوي الجماعي لحلف الناتو في منطقة مضطربة، أما بالنسبة لتركيا فهي ليست مجرد ترقية عسكرية بل إشارة إلى تعزيز التعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة في عالم تزداد فيه التهديدات تعقيدا وسرعة، وتصبح الأسلحة الدقيقة مثل هذه الصواريخ ضرورة حيوية لأي دولة تسعى إلى حماية أجوائها وفرض الردع عبر القوة.