كشفت دراسة جديدة صادمة عن وجود مستويات مقلقة من المعادن الثقيلة السامة في جميع عينات الأرز التي تم اختبارها في المتاجر الأمريكية بما في ذلك الزرنيخ والكادميوم والرصاص والزئبق.
فوفقا لتقرير صادر عن منظمة "أطفال أصحاء، مستقبل مشرق" تم العثور على الزرنيخ في 100% من عينات الأرز المختبرةالتي أخذت من متاجر في 20 منطقة أمريكية، بينها نيويورك ولوس أنجلوس وميامي.
وأشارت الدراسة إلى أن الأكثر إثارة للقلق أن واحدة من كل أربع عينات تجاوزت الحد المسموح به من الزرنيخ في حبوب أرز الأطفال، والذي حددته إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA بـ 100 جزء في المليار.
فجوة تنظيمية خطيرة
أشار الباحثون إلى أن هذه القيود التنظيمية لا تنطبق على أرز المائدة الذي يتناوله باقي أفراد الأسرة، رغم أنه يشكل جزءا أساسيا من وجبات الرضع والأطفال الصغار، وقد شملت الدراسة اختبار 145 علامة تجارية شهيرة للأرز بما في ذلك ماركات مثل ترادر جو، بنز، وجويا، فتراوحت مستويات المعادن الثقيلة بين 63 إلى 188 جزءا في المليار مع تسجيل بعض العينات مستويات تصل إلى 240 جزءا في المليار، وقد تصدر الزرنيخ قائمة المعادن الأكثر تركيزا يليه الكادميوم بينما ظهرت كميات أقل من الرصاص والزئبق.
ردود فعل متباينة
ففي رد فعله أكد اتحاد الأرز الأمريكي التزامه بمعايير السلامة لكنه خفف من حدة المخاوف بتصريحه: نحن ندرك أن وجود الزرنيخ في الغذاء يثير قلق المستهلكين لكننا لا نعتقد أن هذه المستويات تشكل خطرا على الصحة العامة وسنواصل العمل مع إدارة الغذاء والدواء لضمان الامتثال لأي معايير جديدة.
كما لفتت إدارة الغذاء والدواء والمعاهد الوطنية للصحة NIH إلى أن الزرنيخ غير العضوي الذي سجلت الدراسة مستويات عالية منه أكثر سمية من النوع الطبيعي كما صنفته وكالة حماية البيئة EPA كمادة مسرطنة.
نصائح لتقليل التعرض
كما قدم التقرير ثلاث توصيات عملية من أجل التخفيف من آثار المعان السامة
1. طبخ الأرز كالمعكرونة: وذلك باستخدم من ٦ الى ١٠ اكواب من الماء لكل كوب أرز ثم تصفية الماء الزائد قبل التقديم.
2. اختيار بدائل صحية: مثل الكينوا والشعير والكسكس التي تحتوي على معادن أقل.
3. اختيار أنواع الأرز بحكمة: كالأرز الأبيض من كاليفورنيا أو أرز السوشي أو الأرز البسمتي الهندي أو الأرز الجاسمين التايلاندي، وتجنب: الأرز البني و الأرز الأبيض من جنوب شرق الولايات المتحدة وأرز أربوريو الإيطالي لاحتوائها على مستويات أعلى.
وفي الختام يبقى المستهلكون وخاصة الآباء أمام مسؤولية اتخاذ خيارات واعية لحماية أسرهم من هذه المخاطر الخفية، بسبب عدم وجود معايير كافية لتنظيم محتوى المعادن في أرز المائدة.