طور العلماء دواء جديدا باسم SHP1705 يستهدف بروتينات الساعة البيولوجية التي تختطفها الخلايا الجذعية للورم الأرومي الدبقي (أشرس أنواع أورام الدماغ) لتعزيز نموها ومقاومة العلاج.
الورم الأرومي الدبقي معضلة علاجية مستعصية
على الرغم من خضوع معظم المرضى للجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي، فإن الأورام تعاود الظهور غالبا بسبب الخلايا الجذعية المقاومة في سلسلة من الدراسات قبل السريرية ، كشف فريق بحثي دولي بقيادة الدكتور ستيف كاي من جامعة كاليفورنيا الجنوبية والدكتور جيريمي ريتش من جامعة نورث كارولينا، عن أن المركب الجديد يعطل آلية الساعة البيولوجية التي تعتمد عليها الخلايا السرطانية للبقاء والتكاثر.
بروتينات الساعة البيولوجية نقطة ضعف جديدة في السرطان
إن هذه البروتينات تنظم الإيقاعات الداخلية للجسم مثل دورات النوم والاستيقاظ، لكن الخلايا السرطانية تسيطر عليها خاصة بروتين CRY2 لتعزيز نمو الورم، يعيد دواء SHP1705 تنشيط هذا البروتين محولا أدوات السرطان ضده. كما أكد الباحثون بأن لديهم أدلة متزايدة على أن الخلايا الجذعية السرطانية تستغل بروتينات الساعة البيولوجية، وإذا عطلناها ستفقد هذه الخلايا قدرتها على التكاثر
كما أكد الدكتور ستيف كاي أن الدواء يتميز بدقته فهو ينشط CRY2 في الخلايا السرطانية فقط دون التأثير على الخلايا السليمة مما يضمن فعالية وأمانًا أعلى.
نتائج واعدة في الدراسات قبل السريرية وبعدها
حيث أظهر SHP1705 فعالية في تعطيل الخلايا الجذعية السرطانية مع الحفاظ على الخلايا الطبيعية، ونجح في علاج خلايا مقاومة للعلاج الكيميائي مما يجعله خيارا محتملا حتى بعد انتكاسة الورم، وفي التجارب على الحيوانات قلص الدواء حجم الأورام وزاد معدل البقاء على قيد الحياة، كما عزز حساسية السرطان للإشعاع.
كما أثبتت تجارب المرحلة الأولى التي أجرتها شركة Synchronicity Pharma (التي شارك في تأسيسها د. كاي) أن الدواء آمن على البشر، مع أعراض جانبية طفيفة مثل الصداع والغثيان، كما خطط الفريق الآن لبدء تجارب المرحلة الثانية على مرضى الورم الأرومي الدبقي.
وقد تلعب بروتينات الساعة البيولوجية أدوارا في سرطانات أخرى، مثل تعطيل المناعة وتغذية الأورام بالأوعية الدموية، مما يفتح الباب أمام علاجات جديدة لأمراض مستعصية متعددة.