الكيماويات الموجودة في الإطارات تسبب تلف الكبد وتسمم المخ

مواد سامة في إطارات السيارات تهدد صحتك والبيئة دراسة تحذر من خطر صامت مواد سامة في إطارات السيارات تهدد صحتك والبيئة دراسة تحذر من خطر صامت

كشفت دراسة علمية حديثة أن المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع إطارات السيارات تتراكم في أعضاء الجسم الحيوية، مما يتسبب في أضرار خطيرة للكبد والمخ، حتى عند تركيزات منخفضة تشبه تلك الموجودة في مياه الأمطار في المدن.

تأثير مرعب على الأسماك.. وماذا عن البشر

أجرى باحثون تجارب طويلة الأمد على أسماك الزرد، تعرضت لمادتي 6PPD (المستخدمة في جميع الإطارات تقريبا كمادة حافظة) ومشتقها السام 6PPD-quinone، فوجدوا أن 6PPD يتركز في الكبد والأعضاء التناسلية، وأن 6PPD-quinone يتسلل إلى المخد بنسبة تفوق 5 أضعاف تركيزه في الكبد، وكلا المادتين تسببتا في التهاب الكبد وتراكم الدهون وتغيرات سلوكية تشبه القلق.

كبد مدمر ووظائف معطلة

بعد 3 أشهر من التعرض أظهرت الأسماك ارتفاع إنزيمات الكبد (ALT, AST) علامة على تلف الخلايا، واختلال التمثيل الغذائي للدهون والجلوكوز، وهو مشابه لمرض الكبد الدهني غير الكحولي عند البشر، وتثبيط بروتين PPARγ المنظم للأيض ما يزيد خطر الاضطرابات الأيضية.

كما أن المخ ليس بمنأى تغيرات سلوكية غريبة حيث رصد العلماء على الأسماك المعرضة خمول حركي ونقص النشاط، مع تفضيل البقاء في الأماكن المظلمة (سلوك يشير إلى التوتر) مع تراجع إنتاج الطاقة في الكبد ما قد يفسر الخمول.

هل نأكل هذه السموم

وقد حذرت الدراسة من أن هذه الكيماويات تنتقل عبر مياه الأمطار إلى الأنهار والمحيطات وتم اكتشافها في أسماك مستهلكة مثل القراميط والماكريل، كما أن تركيزاتها في مياه المدن (0.21 إلى 2.71 ميكروجرام/لتر) قريبة من المستويات المدروسة.

وقد طالب الباحثون بـمراقبة مشتقات الكيماويات (مثل 6PPDQ) وليس المواد الأصلية فقط، وتطوير أنظمة معالجة مياه متقدمة للحد من هذا التلوث الصامت وتقييم مخاطر طويلة الأمد على البشر خاصة مع تشابه عمليات الأيض بين الأسماك والإنسان.

فهذه المواد أخطر مما نتصور فالتحول الكيميائي يجعلها أكثر سمية رغم انخفاض تركيزها.