اكتشاف نوع البروتين الذي يسبب التهاب الكبد الدهني غير الكحولي يقدم نتائج واعدة لعلاج تلف الكبد

تحديد العامل المسبب لتلف الكبد

يعد الشكل الحاد من مرض الكبد الدهني الذي يسمى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي NASH هو أحد أخطر الأمراض التي تصيب الكبد، ولكن هناك عدد قليل من خيارات العلاج ولا توجد أدوية حالياً، وفي دراسة جديدة، حدد الباحثون في جامعة ييل العامل المسبب لتلف الكبد الذي يلاحظه الأطباء عند المرضى المصابين بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي وهذا الاكتشاف قد يفتح خيارات علاجية جديدة في المستقبل.

نُشرت الدراسة يوم أمس في عدد 27 أيلول في مجلة Science Translational Medicine.

مخاطر التهاب الكبد الدهني غير الكحولي NASH

يعد مرض الكبد الدهني غير الكحولي من أكثر أمراض الكبد المزمنة شيوعاً في جميع أنحاء العالم، وهي حالة تتراكم فيها الدهون الزائدة في الكبد ويتم تشخيصها في كثير من الأحيان لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة، وإذا تركت الحالة دون علاج، يمكن أن تتطور إلى شكل أكثر خطورة من التهاب الكبد أو السرطان.

السمنة والتهاب الكبد الدهني غير الكحولي

مع ارتفاع معدلات السمنة خلال العقود القليلة الماضية، ارتفعت أيضاً عدد حالات التهاب الكبد الدهني غير الكحولي، حيث يعاني ما يقدر بنحو 5% من البالغين في الولايات المتحدة لوحدها من التهاب الكبد الدهني غير الكحولي، والذي يتميز بتلف الكبد والتهابه الذي يمكن أن يسبب تليف الكبد أو تندبه، ويعد التهاب الكبد الدهني غير الكحولي الآن السبب الأول لعمليات زراعة الكبد في الولايات المتحدة، ولهذا السبب، فإن الحد من تليف الكبد قد يقلل بشكل كبير من الحاجة إلى هذا الإجراء.

وقال الدكتور "دين يملاماي" الأستاذ المساعد في قسم طب الأطفال في كلية الطب بجامعة ييل وكبير مؤلفي الدراسة: "قد يحتاج عدة مئات الآلاف من الأشخاص سنوياً إلى عملية زراعة الكبد بسبب التهاب الكبد الدهني غير الكحولي، ولن يتمكن معظمهم من الحصول على كبد جديد، لذلك نحن نبحث عن طرق أخرى للحد من عبء المرض".

دور بروتين CYR61 في تطور التهاب الكبد الدهني غير الكحولي

في أبحاث سابقة أجريت على الفئران والبشر، وجد علماء من جامعة ييل وآخرون أن البروتين المسمى CYR61 يزداد عندما يتناول الأفراد نظام غذائي غني بالدهون، وقد دفعهم ذلك إلى التساؤل عما إذا كان CYR61 قد يلعب دوراً في تطور مرض الكبد غير الدهني والتهاب الكبد الدهني.

وفي الدراسة الجديدة، استخدم الباحثون فأراً مصاباً بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي وقاموا بتقييم كيفية تأثير CYR61 على تلف الكبد.

تأثير بروتين CYR61 على تلف الكبد

ووجد الباحثون أن هناك تعبيراً أكبر عن CYR61 في الكبد المصاب بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي مقارنة بتلك الموجودة في الفئران السليمة، ولاحظوا أيضاً أنه مع وصول خلايا الدم البيضاء إلى الكبد المصاب، تسبب CYR61 في التهابها، مما أدى إلى زيادة تلف الكبد.

حجب بروتين CYR61 يقدم نتائج واعدة لعلاج تلف الكبد

ومع ذلك، وعندما قام الباحثون بإيقاف وظيفة CYR61، عن طريق تعطيل الجين الذي يرمز له وعن طريق إيقاف وظيفته بجسم مضاد، أظهرت الفئران المصابة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي انخفاضاً في التهاب الكبد وانخفاض تندب الكبد، كما تحسنت لدى الفئران قدرة تحمل الغلوكوز.

وفي مرض السكري من النوع 2، يكون لدى الجسم قدرة منخفضة على التحكم في نسبة السكر في الدم، أو الغلوكوز، ولذلك فإن حجب CYR61 يساعد الجسم على إدارة الغلوكوز، مما يشير إلى أنه قد يكون مفيداً أيضاً في علاج مرض السكري من النوع 2، والذي يرتبط، مثل التهاب الكبد الدهني غير الكحولي، بالسمنة.