أعلنت شركتا جنرال أتوميكس للأنظمة الجوية (GA-ASI) وألترا ماريتايم (Ultra Maritime) عن شراكة استراتيجية تهدف إلى تطوير تقنيات متقدمة لاكتشاف وتتبع الغواصات المعادية باستخدام الطائرات المسيرة (UAS)، في خطوة من شأنها تعزيز القدرات الدفاعية للولايات المتحدة وحلفائها في مواجهة التهديدات المتزايدة تحت سطح البحر.
التحدي الأكبر الغواصات الخفية والحرب الإلكترونية
مع تزايد أعداد الغواصات المعادية وتطور تقنيات التخفي، بالإضافة إلى انتشار التشويش على أنظمة GPS أصبحت الحاجة إلى حلول فعالة وميسورة التكلفة للحرب المضادة للغواصات أكثر إلحاحا من أي وقت مض، وعلى الرغم من أن الطائرات المسيرة تعد الحل الأمثل لهذا التحدي، إلا أن القيود التقنية حالت دون التوصل إلى حلول عملية حتى الآن.
ومن أجل حل هذه القيود فإن هذه الشراكة ستجمع بين طائرة MQ-9B SeaGuardian أكثر الطائرات المسيرة تطورا في العالم من إنتاج GA-ASI، وبين أجهزة السونار المصغرة منخفضة الطاقة التي طورتها ألترا ماريتايم وهي الأولى من نوعها عالميا.
فالطائرة المسيرة MQ-9B SeaGuardian توفر قدرات استخباراتية واستطلاعية متعددة المجالات لا مثيل لها، مع مدى عمل طويل يصل إلى 40 ساعة متواصلة، أما السونار المصغر الذي يقل حجمه إلى النصف مقارنة بالأجهزة التقليدية، مما سيسمح بنشر ضعف عدد الأجهزة على الطائرة الواحدة، ويزيد من فعالية التغطية في المساحات الواسعة.
بالإضافة إلى القدرة على العمل دون GPS حيث تم تجهيز النظام بتقنيات اتصالات متقدمة تتيح له العمل في البيئات المحجوبة عن GPS مما يجعله حلا مثاليا للمعارك المستقبلية.
اختبارات عملياتية في المحيط الهندي والهادئ
من المقرر أن تبدأ الاختبارات الميدانية لهذه التقنية في 2025 بدءا من منطقة الهندو-باسيفيك، حيث ستجرى تجارب عملية لتقييم فاعليتها في سيناريوهات حقيقية، والجدير بالذكر أن هذا المشروع يمول بالكامل من أبحاث وتطوير الشركتين، دون الحاجة إلى تمويل حكومي إضافي.
وتعد هذه الشراكة نقلة نوعية في مجال الحرب المضادة للغواصات حيث تقدم حلا منخفض التكلفة وذاتي التشغيل قادرا على مواجهة التهديدات المتطورة في البيئات المعادية، ومع دخول هذه التقنيات الخدمة ستمتلك القوات البحرية الأمريكية وحلفاؤها أدوات أكثر فاعلية للحفاظ على السيطرة تحت الأمواج.