البحرية الأمريكية ترسل أقوى مجموعاتها البحرية إلى أوروبا والبحر المتوسط

بقيادة حاملة الطائرات بقيادة حاملة الطائرات "جيرالد فورد".. أمريكا ترسل أقوى أساطيلها إلى المتوسط

في صباح يوم 24 يونيو 2025، انطلقت مجموعة الضربات الحربية الأمريكية بقيادة حاملة الطائرات المتطورة يو إس إس جيرالد آر فورد من قاعدة نورفولك البحرية في ولاية فرجينيا، متجهة نحو منطقة عمليات القيادة الأوروبية، هذه الخطوة العسكرية الاستراتيجية الكبرى تأتي في إطار خطة واشنطن لتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في منطقة البحر المتوسط، التي تشهد حاليا تحولات أمنية وسياسية كبيرة تؤثر على موازين القوى الإقليمية، وتسعى الولايات المتحدة من خلال هذه العملية إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، أهمها الحفاظ على الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية، وردع أي تهديدات محتملة قد تستهدف المصالح الأمريكية أو مصالح حلفائها في أوروبا والشرق الأوسط.

حاملة طائرات أمريكية متطورة تقود عملية عسكرية كبرى

تضم هذه المجموعة الحربية الحديثة، التي تعد الأقوى في الأسطول الأمريكي، حاملة الطائرات العملاقة جيرالد آر فورد التي تزن أكثر من 100 ألف طن وتعتبر الأكثر تطورا تقنيا في العالم، وترافق الحاملة مجموعة قتالية متكاملة تضم خمس مدمرات حديثة من فئة أرلي بيرك المسلحة بأنظمة صواريخ متطورة، بالإضافة إلى غواصة هجومية نووية، أما الجناح الجوي للمجموعة فيشمل 70 طائرة مقاتلة من أحدث الطرازات، موزعة بين أسراب من مقاتلات إف/إيه-18 سوبر هورنت المتعددة المهام، وطائرات الحرب الإلكترونية إي إيه-18 جي غرولر المتخصصة في التشويش الإلكتروني، وطائرات الإنذار المبكر إي-2 دي هوك آي التي توفر رادارا متقدما لاكتشاف التهديدات البعيدة، إن هذا المزيج القتالي المتنوع يمكن المجموعة من تنفيذ طيف واسع من العمليات العسكرية بدءا من الدفاع الجوي وحماية الأساطيل، مرورا بالضربات الجوية الدقيقة ضد الأهداف البرية، ووصولا إلى العمليات البحرية المعقدة ضد السفن والغواصات المعادية.

تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في مناطق التوتر

يأتي نشر هذه القوات في وقت تشهد فيه أوروبا الشرقية ومنطقة البحر الأسود تصاعدا خطيرا في التوترات العسكرية، حيث تستمر روسيا في تحركاتها العسكرية المثيرة للقلق بالقرب من حدود حلف الناتو، كما أن تدهور الوضع الأمني في عدة بؤر ساخنة بالشرق الأوسط خاصة في سوريا وليبيا، ويزيد من أهمية هذا الانتشار العسكري الأمريكي.

فمن خلال هذه الخطوة تريد واشنطن إرسال رسالة واضحة إلى جميع الأطراف حول التزامها الراسخ بحماية حلفائها، مع التأكيد على قدرتها على الاستجابة السريعة والفعالة لأي تطورات طارئة أو تصعيد عسكري في هذه المناطق الحساسة التي تعتبر حيوية للأمن القومي الأمريكي.

استراتيجية الردع الأمريكي في مواجهة التهديدات الحديثة

وتعكس هذه العملية العسكرية الضخمة استراتيجية الولايات المتحدة الشاملة لتعزيز الردع العسكري عبر النشر الاستباقي للقوات في النقاط الساخنة حول العالم، كما تساهم في تعزيز التعاون العسكري مع حلفاء الناتو، وتطوير القدرات الدفاعية المشتركة لمواجهة التهديدات الأمنية الحديثة مثل الحرب الإلكترونية، والهجمات غير التقليدية، واستخدام الطائرات المسيرة القتالية، ويمثل هذا الانتشار نقلة نوعية في الوجود العسكري الأمريكي بأوروبا، حيث يتم تركيز الجهود بشكل خاص على حماية الممرات البحرية الحيوية، وضمان أمن خطوط الإمداد والتجارة الدولية، وتعزيز الأمن الإقليمي الشامل في مواجهة التحديات المتزايدة التي تطرحها القوى المنافسة، كما يأتي هذا الانتشار متزامنا مع سلسلة من المناورات العسكرية المشتركة المخطط لها بين القوات الأمريكية وحلفائها في الناتو لاختبار مستوى الجاهزية القتالية وتبادل الخبرات العسكرية.