البحرية البريطانية تدمج طائرة "بوما" المسيرة مع مروحية "ميرلين" في عملية مشتركة

"العيون الطائرة" فوق الأطلسي كيف غيرت الطائرات المسيرة مستقبل العمليات البحرية

كشفت البحرية الملكية البريطانية عن نجاح أول عملية مشتركة بين طائرة مسيرة من نوع "بوما" ومروحية "ميرلين إم كيه 2" خلال مهمة استطلاع في المحيط الأطلسي، وجاءت هذه الخطوة كجزء من استراتيجية أوسع لدمج الطائرات المسيرة مع الأنظمة المأهولة لتعزيز القدرات القتالية البحرية.

مروحية 'ميرلين' تعتمد على 'العيون الطائرة' لتحقيق التفوق العملياتي

حيث أجرت المروحية "ميرلين" العملية مع إيقاف أجهزة الاستشعار والرادار الخاصة بها، معتمدة كليا على البيانات التي زودتها بها طائرة "بوما" المسيرة، التي أطلقت من سفينة الإسناد "آر إف إيه تايد سبرينغ"، وقد مثلت هذه التجربة علامة فارقة في انتقال البحرية البريطانية نحو عمليات جوية هجينة، حيث تعمل الأنظمة المأهولة والمسيرة بتناغم لتحقيق تفوق عملياتي.

ويعكس مصطلح "العيون الطائرة" الدور الذي لعبته الطائرة المسيرة في تمديد نطاق الرؤية والاستطلاع للمروحية، مما سمح لطاقم "ميرلين" بمراقبة الأهداف من مسافة آمنة دون الكشف عن موقعهم.

وتعتبر المروحية "ميرلين إم كيه 2" مروحية مضادة للغواصات والعمليات السطحية، تبلغ سرعتها القصوى 309 كم/س وتصل إلى مدى 925 كم.

أما طائرة "بوما" المسيرة فهي طائرة استطلاع خفيفة طولها 1.4 متر العرض 2.8 متر تستطيع التحليق لمدة ساعتان، تشغل حاليا من قبل السرب الجوي البحري 700X.

مزايا التكامل بين الأنظمة المأهولة والمسيرة

إن التكامل في العمل بين الأنظمة المأهولة والأنظمة المسيرة يؤمن:

1. تقليل المخاطر والحفاظ على الطائرات المأهولة بعيدا عن نطاق اكتشاف العدو.

2. الكفاءة التشغيلية حيث يزداد عمر الطائرات المأهولة عبر تقليل ساعات الطيران غير الضرورية.

3. المرونة القتالية فهي تمكن القوات البحرية من تنفيذ عمليات متعددة الطبقات باستخدام أنظمة مسيرة للاستطلاع وتقييم الأضرار.

ويشير الخبراء إلى أن هذه التجربة تمثل تحولا في العقيدة العسكرية للبحرية البريطانية، خاصة في مواجهة تهديدات مثل الصواريخ طويلة المدى والحرب الإلكترونية، كما أن استخدام الطائرات المسيرة منخفضة التكلفة يوفر حلا عمليا لتعزيز القدرات الاستخباراتية دون تحميل ميزانية العمليات أعباء إضافية.

كما تعزز هذه التجربة مكانة البحرية البريطانية كرائدة في مجال دمج الأنظمة المسيرة ضمن حلف الناتو، مما يفتح الباب أمام نماذج جديدة من العمليات الجوية البحرية الأكثر ذكاء وتكيفا مع تحديات المستقبل.