وفقا لإحصائيات "الصحة الوطنية 2023" الصادرة عن وكالة مكافحة الأمراض الكورية، فإن معدل انتشار الربو في كوريا يبلغ حوالي 2.4% من إجمالي السكان وهي نسبة مرتفعة، وتظهر بيانات هيئة مراجعة وتقييم التأمين الصحي أن حوالي 1.75 مليون مريض زاروا المستشفيات بسبب الربو في 2022، مع زيادة مطردة خلال السنوات الخمس الماضية، ويعزو الخبراء هذه الزيادة إلى عوامل بيئية مثل تلوث الهواء والغبار الدقيق وارتفاع معدلات الشيخوخة السكانية.
أعراض مشتركة بين البرد والربو تسبب التشخيص الخاطئ
وقال البروفيسور مون جي يونغ من قسم أمراض الجهاز التنفسي والحساسية في المركز الطبي بجامعة كونكوك: "إذا شعرت بضيق التنفس والسعال بعد نزلة برد، فقد يكون ذلك ربوا".
ويتشارك البرد والربو في أعراض متشابهة مما يسبب خلطا لدى المرضى، لكن البرد عدوى فيروسية مؤقتة بينما الربو مرض مزمن يتميز بالتهاب متكرر في الشعب الهوائية، وأكد البروفيسور مون: "لا تهمل ضيق التنفس المصاحب للبرد، فقد يكون مؤشرا على الربو ويتطلب فحصا دقيقا".
فالربو مرض تنفسي مزمن يتسم بفرط استجابة الشعب الهوائية وضيقها، مما يسبب سعالا متكررا وضيق تنفس وأزيزا صدريا، وغالبا ما يتم الخلط بينه وبين البرد أو التهاب الشعب الهوائية البسيط، لكنه مرض يحتاج للسيطرة المستمرة بدلا من العلاج الفوري، وأوضح البروفيسور مون: "الربو مرض يحتاج لتشخيص مبكر وعلاج مستمر، ولا يمكن علاجه بجلسة واحدة بل يتطلب إدارة دقيقة ومتابعة منتظمة".
العلاج المبكر والمنتظم مفتاح السيطرة على الربو
وتتضمن العوامل المسببة لتفاقم الربو، الحساسية والعدوى والهواء البارد والغبار بالإضافة إلى الضغط النفسي، وينصح الأطباء بإجراء اختبار وظائف الرئة إذا استمر السعال أكثر من 4 أسابيع أو صاحبته صعوبة في التنفس أثناء الرياضة.
ويركز علاج الربو على الكورتيكوستيرويدات المستنشقة التي تتحكم بالالتهاب وتقلل الأعراض، كما حذر البروفيسور مون من التوقف عن استخدام البخاخات عند اختفاء الأعراض لأن ذلك قد يؤدي لانتكاسة.
ورغم صعوبة الشفاء التام من الربو إلا أنه مرض يمكن السيطرة عليه عبر:
1. التشخيص الدقيق
2. العلاج الشخصي
3. تعديل البيئة المحيطة
4. الأدوية المنتظمة
واختتم البروفيسور مون نصائحه: "إن فهم حالة المريض وتحويل استخدام البخاخات إلى روتين يومي هو مفتاح تحسين جودة الحياة لمرضى الربو فالعلاج المستمر يعني تنفسا صحيا".