يشهد مجال الطب التجديدي تطورات غير مسبوقة بفضل تقنيات تحرير الجينات وخاصة نظام كريسبر/كاس9، ووفقا لمراجعة علمية حديثة نشرت في دورية "إنجنيرينج" من جامعة كولومبيا، تفتح هذه التقنيات آفاقا واسعة لعلاج أمراض مستعصية وإصلاح الأنسجة التالفة بطرق غير تقليدية.
تقنية كريسبر في الطب التجديدي
ويستهدف الطب التجديدي إصلاح أو استبدال الأنسجة والأعضاء التالفة عبر عدة استراتيجيات منها:
- استخدام الخلايا الجذعية
- التحفيز البيولوجي
- هندسة الأنسجة
لكن هذه الطرق التقليدية تواجه تحديات مثل الآثار الجانبية غير المستهدفة ونقص الدقة، أما تقنية كريسبر/كاس9 اتخذت اتجاه جديد حيث توفر:
- تعديلات جينية دقيقة (حذف، إضافة، تعديل قواعد)
- تحكم دقيق في مصير الخلايا
- تحسين وظائف الأنسجة
ولكن رغم النجاحات تواجه تقنية كريسبر بعض التحديات ک:
- صعوبة توصيل مكونات النظام إلى الخلايا المستهدفة
- مشكلة التعديلات الجينية غير المقصودة
- قيود تتعلق بالمناعة وقدرة التغليف
تطبيقات واعدة لتقنية كريسبر في علاج الأمراض الوراثية
وأظهرت تقنية كريسبر نتائج مبشرة في علاج أمراض جينية مثل:
1. التليف الكيسي فتم تصحيح طفرات جين CFTR في الخلايا الجذعية للجهاز التنفسي باستخدام تقنية كريسبر، مما يمهد لعلاجات جذرية للمرض.
2. فقر الدم المنجلي حيث وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على علاج يعتمد على كريسبر/كاس9 لإسكات جين Bcl11a لزيادة إنتاج الهيموغلوبين الجنيني.
3. تخلق العظم الناقص فقد أثبتت دراسات نجاح تصحيح الجينات المتحورة في خلايا مستخلصة من المرضى، مما يفتح باب الأمل لعلاجات جديدة.
أما الأبحاث الحالية فتركز على تطوير أنظمة توصيل أكثر كفاءة وتحسين دقة التعديلات الجينية وتقليل الآثار الجانبية.
وفي الختام تمثل تقنيات كريسبر نقلة نوعية في مجال الطب التجديدي، حيث توفر أدوات غير مسبوقة لعلاج أمراض مستعصية وإصلاح الأنسجة، فمع تطور أنظمة التوصيل وزيادة الدقة، قد نشهد قريبا ثورة حقيقية في علاج العديد من الحالات التي كانت تعتبر مستعصية.