كشفت دراسة علمية حديثة أجرتها "جمعية القلب الأمريكية" ونشرت في دورية Journal of the American Heart Association عن وجود علاقة بين التعرض لمواد per- and polyfluoroalkyl substances (PFAS) أثناء الحمل وارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال عند بلوغهم سن المراهقة.
هذه المواد الكيميائية الصناعية التي تلقب بـ"الأبدية" لصعوبة تحللها، تستخدم على نطاق واسع في تغليف المواد الغذائية والأواني غير اللاصقة والمواد المقاومة للبقع والماء ومنتجات العناية الشخصية
تأثير التعرض للمواد الكيميائية على ضغط الدم
شملت الدراسة 1,094 طفلا من بوسطن مع تحليل أكثر من 13,000 قراءة لضغط الدم، وتوصلت إلى نتائج مقلقة:
1. الأطفال المعرضون لمستويات أعلى من PFAS أثناء الحمل أظهروا ارتفاع في ضغط الدم الانقباضي بنسبة 1.39-2.78%، وارتفاع في ضغط الدم الانبساطي بنسبة 1.22-2.54%.
2. التأثير كان أكثر وضوحا لدى الذكور وأطفال الأمهات من أصول أفريقية.
3. خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم زاد بنسبة 6-8% لدى هذه الفئات.
أكد الباحثون في جامعة جونز هوبكنز أن حل هذه المشكلة يتطلب تدخلات على مستوى السياسات العامة، حيث أوصوا بما يلي تشديد الرقابة على استخدام PFAS في المنتجات الاستهلاكية، وتحسين مراقبة جودة المياه وتوعية المستهلكين بمخاطر هذه المواد وتطوير بدائل أكثر أمانا.
المواد الكيميائية وتأثيرها على الأجيال القادمة
وقال الدكتور مينجيو تشانغ الباحث الرئيسي في الدراسة: "إن نتائجنا تؤكد الحاجة إلى حماية بيئية أقوى، فتقليل التعرض لـPFAS خلال الحمل والطفولة يتطلب إجراءات على مستوى السياسات العامة".
وحذر الدكتور جاستن زكريا من مستشفى تكساس للأطفال من أن "هذه المواد تبقى في أجسامنا لسنوات، وقد يكون للتعرض لها أثناء الحمل آثار تمتد لأجيال قادمة"، وأضاف: "التحسينات التي نجريها اليوم قد تنقذ حياة الأجيال المستقبلية".