كشفت دراسة حديثة من علماء في كلية ترينيتي دبلن أن موجات الحر تلعب دورا رئيسيا في انتشار العديد من الأمراض، حيث وجدت أن الاختلافات في شدة وطول موجة الحر يمكن أن تزيد أو تقلل العبء المرضي بمقدار 13 ضعفا في النماذج الحيوانية التجريبية.
وجاءت هذه النتائج في وقت حاسم حيث يواصل التغير المناخي والأحداث الجوية المتطرفة تأثيرها على العالم بأسره، مثل ارتفاع الحرارة إلى 50 درجة مئوية في باكستان وموجة البرد القارس في جنوب أفريقيا.
مالعلاقة بين الحرارة ومسببات الأمراض ؟
وأوضح الباحثون أنه بينما يوجد فهم جيد لتأثير درجات الحرارة على بعض الفيروسات والطفيليات، إلا أن تأثير موجات الحر المفاجئة أو البرودة القاسية لا يزال غامضا.
ففي هذه الدراسة استخدم العلماء برغوث الماء (Daphnia magna) وميكروب (Ordospora colligata) كنموذج لتحليل تأثير موجات الحر المختلفة، وتمت دراسة 64 موجة حر مختلفة وتبين أن التفاعل بين شدة الموجة ومدتها ودرجة الحرارة الأساسية يلعب دورا حاسما في انتشار المرض.
تداعيات موجات الحر على الصحة العامة
وأشارت نيام مكارتان الباحثة الرئيسية في الدراسة، إلى أن 58% من الأمراض البشرية تفاقمت بسبب التغير المناخي، حيث تؤثر درجات الحرارة على مناعة البشر وسلوكهم، كما حذرت الدراسة من أن النماذج الحالية المبسطة قد تفوت تعقيدات حرجة، مشيرة إلى أن 70% من إصابات كوفيد-19 في صيف 2022 ربما كانت نتيجة موجات الحر.
وبالإضافة إلى ذلك يتسبب الاحتباس الحراري في انتشار البعوض الحامل لأمراض مثل الضنك والزيكا والملاريا إلى مناطق جديدة في أوروبا، مما يزيد من المخاطر الصحية العالمية، مما يؤكد على ضرورة الفهم أفضل لتأثير التغير المناخي على ديناميكيات الأمراض.