كشف باحثون في كينيا عن أداة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكنها التنبؤ بحالات سوء التغذية الحاد لدى الأطفال قبل حدوثها بستة أشهر، يأتي هذا الابتكار في وقت يعاني فيه 5% من أطفال كينيا من سوء التغذية الحاد وفقا لمسح الصحة الديموغرافية لعام 2022.
كيف يعمل نموذج الذكاء الصناعي التنبؤي؟
النموذج طوره فريق من جامعة جنوب كاليفورنيا بالتعاون مع مختبر مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي ومنظمة أمرف الصحية ووزارة الصحة الكينية، ويعتمد النظام على بيانات سريرية من أكثر من 17 ألف منشأة صحية في كينيا، بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية التي ترصد الغطاء النباتي الزراعي.
ويستخدم النموذج بيانات من نظام DHIS2 الحكومي، وهو نظام معلومات صحية معتمد في أكثر من 125 دولة، حيث يتم دمج هذه البيانات مع تحليل صور الأقمار الصناعية لتحديد المناطق والمواعيد المتوقعة لتفاقم سوء التغذية.
وأظهرت النتائج دقة تصل إلى 89% للتنبؤات الشهرية و86% للتنبؤات نصف السنوية، وهو تحسن كبير مقارنة بالنماذج التقليدية، وتقول لورا فيرغسون مديرة الأبحاث في معهد USC: "الهدف تمكين السلطات الصحية من التحرك المبكر لمنع تفاقم الأزمة".
أمل جديد في المعركة ضد سوء التغذيةأمل جديد في المعركة ضد سوء التغذية
ويأمل الباحثون بتوسيع نطاق استخدام الأداة في 80 دولة منخفضة الدخل حيث يظل سوء التغذية سببا رئيسيا لوفيات الأطفال، ويقول بيتر أوفوير من منظمة هيلين كيلر: "إن دمج بيانات الغطاء النباتي يحسن دقة التنبؤات، لكن جودة بيانات DHIS2 تظل تحديا".
ويشير الخبراء إلى ضرورة تعاون القطاعات الصحية مع الزراعة وإدارة الكوارث لتحقيق أقصى استفادة من هذه الأداة، كما يؤكد صامويل مبورو من أمرف أفريقيا: على أهمية الاستثمار في البنية التحتية الرقمية والتدريب لضمان نجاح هذه المبادرات.
إن هذه الأداة تمثل أملا جديدا في المعركة ضد سوء التغذية، لكن نجاحها سيعتمد على تحسين جودة البيانات والتعاون بين القطاعات المختلفة لإنقاذ حياة ملايين الأطفال المعرضين للخطر.