عند الشعور بألم مفاجئ في الصدر أو ضيق تنفس أو خفقان القلب، يظن الكثيرون أنهم يعانون من نوبة قلبية، لكن في 40% من الحالات تكون هذه الأعراض ناتجة عن نوبة هلع، فكلا الحالتين تسببان رعبا شديدا وألما جسديا، لكن الفرق جوهري فالنوبة القلبية حالة طبية طارئة تهدد الحياة، بينما نوبة الهلع هي رد فعل نفسي لا يسبب ضررا عضويا والتمييز بينهما ينقذ الأرواح.
الفرق بين النوبة القلبية ونوبة الهلع
النوبة القلبية تحدث عند انسداد الشريان التاجي، مما يوقف تدفق الدم إلى عضلة القلب، ووفقا لـ"منظمة الصحة العالمية"، 85% من الوفيات الناجمة عنها تحدث بسبب التأخر في العلاج، وأبرز أعراضها: ألم ضاغط في منتصف الصدر (مثل ثقل كبير) يمتد إلى الذراع اليسرى أو الفك مع غثيان وتعرق بارد، هذه الأعراض تستمر لأكثر من 15 دقيقة ولا تتحسن بالراحة.
أما نوبة الهلع فهي تفاعل قلق حاد، حيث يفرز الجسم هرمونات التوتر بكميات كبيرة، وأعراضها تشمل: ألم صدر حاد (كطعنة سكين) وتنفس سريع مع خدر في الأطراف وشعور بالانفصال عن الواقع، وتبلغ ذروتها خلال 10 دقائق ثم تختفي، والجدير بالذكر أن 30% من مرضى القلب يعانون أيضا من اضطرابات الهلع، مما يعقد التشخيص، فالفحص الطبي الفوري هو الحل الوحيد للتأكد.
إجراءات عملية للتفريق والتعامل مع آلام الصدر المفاجئة
إن التمييز بين الحالتين يعتمد على 3 عوامل:
1. طبيعة الألم: ففي النوبة القلبية يكون الألم مزمنا وشبيها بالحرقان، بينما في الهلع يكون حادا ومتقطعا.
2. المحفزات: فالنوبة القلبية تحدث بعد مجهود بدني أو ضغط دم مرتفع، بينما الهلع يحدث فجأة حتى أثناء النوم.
3. الاستجابة للعلاج: فأعراض القلب لا تتحسن بمهدئات القلق، بينما الهلع يختفي بالتنفس العميق.
وفي دراسة نشرتها "جمعية القلب الأوروبية" أكدت أن 20% من حالات النوبات القلبية تشخص خطأ على أنها هلع، خاصة لدى النساء لذلك ينصح الأطباء بـعدم تجاهل أي ألم صدر غير مبرر، واستخدام الأسبرين فورا إذا كان الألم ضاغطا، والاتصال بالإسعاف حتى لو تحسنت الأعراض.
وفي الختام إن الفرق بين الحياة والموت قد يكون دقائق، فلا تتردد في طلب المساعدة إذا شككت في الأعراض، واطلب فحصا قلبيا سنويا إذا كنت من الفئات عالية الخطورة.