تقنية آمنة لاستخراج الذهب من النفايات الإلكترونية دون مخاطر

تشير أحدث الإحصائيات إلى أن العالم أنتج ما يقرب من 62 مليون طن من النفايات الإلكترونية في عام 2022 فقط، وهو ما يكفي لملء أكثر من مليون ونصف شاحنة نفايات كبيرة الحجم، ومن المتوقع أن تصل كمية هذه النفايات إلى 82 مليون طن بحلول عام 2030 إذا استمرت المعدلات الحالية للنمو، وتحتوي هذه الأجهزة المهملة على كميات كبيرة من المعادن الثمينة مثل الذهب، حيث يتم فقدان أكثر من 75% من هذه المواد القيمة بسبب عدم إعادة التدوير الفعالة.

الأضرار البيئية الناتجة عن استخراج الذهب التقليدي

وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة للذهب في الصناعات الحديثة مثل الإلكترونيات والفضاء والطب، فإن عمليات استخراجه التقليدية تسبب أضرارا بيئية جسيمة، ففي المناجم الكبيرة يتم استخدام مادة السيانيد السامة التي تلوث مصادر المياه وتؤثر على النظم البيئية المحيطة، أما في التعدين الحرفي الصغير فينتشر استخدام الزئبق الذي يعد من أخطر الملوثات البيئية ويشكل تهديدا مباشرا لصحة العمال، إن هذه المشاكل دفعت الباحثين للبحث عن طرق بديلة أكثر أمانا وفعالية لاستخراج الذهب، خاصة من المصادر الثانوية مثل النفايات الإلكترونية التي تحتوي على تركيزات عالية من المعادن الثمينة.

تقنية جديدة لاستخراج الذهب تجمع بين الكفاءة والاستدامة

تقنية جديدة لاستخراج الذهب تجمع بين الكفاءة والاستدامة

تمكن فريق بحثي دولي من تطوير طريقة جديدة لاستخراج الذهب من النفايات الإلكترونية باستخدام مواد كيميائية آمنة نسبيا، تعتمد التقنية على تفاعل حمض التريكلورويسوسيانوريك - وهو مركب شائع الاستخدام في تطهير المياه - مع الذهب في وجود الماء المالح، ثم يتم استخلاص الذهب المذاب باستخدام بوليمر مبتكر مصنوع من الكبريت الزائد في صناعة النفط، والذي يتميز بقدرته الفائقة على امتصاص الذهب بشكل انتقائي. وما يميز هذه الطريقة هو إمكانية إعادة تدوير جميع المواد المستخدمة فيها، بما في ذلك البوليمر والمحاليل الكيميائية مما يجعلها حللا مستداما بيئيا. كما أن التكلفة المنخفضة للمواد المستخدمة تجعل هذه التقنية واعدة للتطبيق على نطاق واسع، سواء في مصانع إعادة التدوير الكبيرة أو في المناطق النائية حيث يعمل الحرفيون.