تخيل أن ساعتك الذكية المعطلة لا تتحول إلى نفايات إلكترونية، بل تذوب في الماء خلال 3 أيام هذا ما حققه علماء كوريون بتطوير ذاكرة إلكترونية عالية الأداء تتحلل تماما عند تعرضها للماء.
الابتكار المقدم من معهد كوريا للعلوم والتكنولوجيا (KIST) يجد حلا محتملا لأزمة النفايات الإلكترونية المتصاعدة، حيث تجمع بين كفاءة التخزين وقابلية التحلل البيئي دون المساس بالأداء.
ذاكرة عضوية جديدة تجمع بين الأداء الفائق والاستدامة
يعتمد الابتكار على جزيء مصمم خصيصا يسمى PCL-TEMPO، وهو مزيج من جزيء TEMPO القادر على تخزين البيانات الكهربائية، والبولي كابرولاكتون (PCL)، وهو بوليمر حيوي يستخدم في التطبيقات الطبية، وتميزت الأجهزة الجديدة بأداء مذهل فقد تحملت أكثر من مليون دورة تشغيل، وحافظت على البيانات لأكثر من 10 آلاف ثانية، وصمدت أمام 3000 عملية ثني دون تلف.
وأوضح الدكتور سانغو تشو قائد الفريق البحثي، أن هذه أول ذاكرة عضوية عالية الأداء قابلة للتحلل الذاتي، كما يمكن التحكم في وقت بدء التحلل عبر تعديل سماكة الطبقة الواقية، مما يفتح الباب أمام تطبيقات طبية وعسكرية ثورية.
تكنولوجيا قابلة للتحلل للأجهزة الطبية والعسكرية
وتتميز هذه الأجهزة بأنها شفافة ومرنة وتتوافق مع الجسم البشري، مما يجعلها مثالية للأجهزة الطبية القابلة للتحلل بعد أداء مهمتها دون الحاجة لجراحة استخراج، كما يمكن استخدامها في أنظمة المراقبة الصحية التي تستخدم لمرة واحدة، أو في أدوات الاستطلاع العسكري التي تتحلل بعد انتهاء المهمة.
وعلى عكس الإلكترونيات القابلة للتحلل السابقة، التي عانت من ضعف الأداء، نجح الفريق الكوري في دمج الوظائف الإلكترونية مباشرة في البوليمر، مما يضمن كفاءة عالية مع الحفاظ على الخصائص البيئية.
فمع تصاعد أزمة النفايات الإلكترونية عالميا، حيث يتم التخلص من ملايين الأطنان سنويا، يقدم هذا الابتكار حلا مستداما، كما يسعى الفريق لتطوير أجهزة إلكترونية ذكية قابلة للتحلل ذاتيا، مع إمكانية إضافة خصائص مثل الإصلاح الذاتي والاستجابة للضوء، مما يسرع من انتشار الجيل الجديد من الإلكترونيات الصديقة للبيئة.