البرازيل تبدأ مفاوضات رسمية لشراء نظام الدفاع الجوي الإيطالي EMADS

البرازيل تتخلى عن الهند وتتجه نحو صواريخ أوروبا المتقدمة البرازيل تتخلى عن الهند وتتجه نحو صواريخ أوروبا المتقدمة

أنهت البرازيل رسميا مفاوضاتها مع الهند بشأن شراء نظام الدفاع الجوي "أكاش"، لتتجه بدلا من ذلك إلى فتح محادثات مباشرة مع إيطاليا لاقتناء نظام "EMADS" الأوروبي المتقدم، ويأتي هذا التحول الاستراتيجي بعد أشهر من التقييمات الداخلية ضمن القوات المسلحة البرازيلية، مدفوعا بالحاجة إلى قدرات اعتراض جوية تتجاوز ارتفاع 3 آلاف متر، وهي قدرة تفتقر إليها الأنظمة الحالية لدى الجيش البرازيلي، وتصل قيمة الصفقة المحتملة إلى نحو 915 مليون دولار أمريكي، في ظل تنامي التحديات الإقليمية والعالمية، لا سيما على الحدود الشمالية مع فنزويلا وغويانا.

أسباب فشل صفقة "أكاش" الهندية وتحول البرازيل نحو أوروبا

وكانت المفاوضات الأولية مع الهند تتمحور حول نظام "أكاش" متوسط وطويل المدى، الذي تنتجه شركتا BDL وBEL، وكان ينظر إليه كخيار محتمل لتحديث الدفاع الجوي البرازيلي، إلا أن الرفض الهندي لتقديم النسخة الأحدث من النظام، والتي تشمل تحسينات تستند إلى تكنولوجيا إسرائيلية، دفع الجيش البرازيلي إلى تعليق المفاوضات، فوفقا لمصادر عسكرية نقلتها "CNN Brasil"، فإن النسخة المقدمة لم تكن تلبي المعايير التقنية والعملياتية المطلوبة.

وعلى الرغم من تعليق الصفقة رسميا، فإن الاتصالات الدبلوماسية بين الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قد تعيد فتح باب التفاوض مستقبلا وإن لم يتم تحديد موعد لذلك حتى الآن.

تفاصيل نظام EMADS وتقييم الجيش البرازيلي له ميدانيا

وبعد توقف محادثات "أكاش"، أعاد الجيش البرازيلي تقييم خياراته وبدأ رسميا محادثات مع إيطاليا بشأن نظام "EMADS" الذي يعتمد على صواريخ CAMM وCAMM-ER، القادرة على الاشتباك مع أهداف على ارتفاع 20 كيلومترا ومدى يصل إلى 45 كيلومترا.

وفي يوليو 2025 زارت بعثة عسكرية رفيعة المستوى إيطاليا لمتابعة عروض حية شملت منظومات MAADS وGRIFO، وتتمتع هذه الأنظمة بتكنولوجيا رادار متقدمة وإمكانية التكامل مع رادارات برازيلية مثل Saber M200 ورادار Kronos الإيطالي، وتعتبر مناسبة للاستخدام ضمن شبكة دفاع وطنية مرنة تشمل التكوينات الثابتة والمتحركة، وتعد قدرة النظام على إعادة الانتشار بسرعة وانخفاض بصمته اللوجستية من الميزات الرئيسة التي تراعي تضاريس البرازيل الشاسعة واحتياجاتها العملياتية.

توافق بين الجيش والبحرية وتمهيد لشراكة صناعية أوسع

وإن تفضيل "EMADS" يعززه تقارب متطلبات الجيش والبحرية، حيث أن الأخيرة تستخدم نظام Sea Ceptor القائم على صاروخ CAMM في فرقاطاتها الجديدة، فهذا التوافق يوفر فوائد في الصيانة والتدريب واللوجستيات، ويفتح المجال لتوحيد الصواريخ عبر الأفرع العسكرية المختلفة، ما قد يتيح إنشاء خط إنتاج محلي مستقبلي، كما تناقش إمكانية ربط الصفقة بطائرة Embraer KC-390 في إطار حزمة دفاعية أوسع مع إيطاليا، رغم عدم وجود ربط رسمي حتى الآن.

ويمثل اعتماد البرازيل على "EMADS" خطوة نوعية في تحديث منظومتها الدفاعية، من خلال الاستثمار في نظام معياري وقابل للتطوير، يتماشى مع الحاجة إلى مواجهة تهديدات مثل الصواريخ المجنحة والطائرات دون طيار، كما يمهد لتعاون دفاعي إقليمي أوسع في أمريكا الجنوبية.