قال مسؤول إيراني في وقت متأخر من يوم أمس أن إيران قد وافقت أخيراً على إرسال الصندوق الأسود الخاص بالطائرة الأوكرانية التي تم إسقاطها من قبل القوات الجوية الإيرانية عن طريق الخطأ إلى كييف لتحليلها، في خطوة من شأنها إنهاء الأزمة والتوتر المستمر منذ شهرين بين الدولتين.
ووصولا إلى يوم أمس، رفض مسؤولون إيرانيون كبار تسليم الصندوق الأسود الخاص بطائرة رحلة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية، التي أسقطها الجيش الإيراني بتاريخ 8 يناير عن طريق الخطأ.
وقال فرهاد بارفاريش، الذي يرأس الوفد الإيراني في منظمة الطيران المدني الدولي التابعة للأمم المتحدة في مونتريال، أن هيئة الطيران الإيرانية في طهران قد دعت الدول المهتمة الأخرى للمشاركة في قراءة البيانات الموجودة على ذاكرة التخزين الخاصة بالصندوق الأسود.
وقالت العديد من المصادر أن هذا الأمر سيفتح الباب أمام الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا وكندا ووكالات الأمم المتحدة للتدخل والتحقيق في الحادثة المأساوية. فعادة ما تترك تحقيقات تحطم الطائرة للدول الأعضاء في منظمة الطيران المدني الدولي التابعة للأمم المتحدة، والتي يبلغ عدد أعضائها حوالي 193 دولة.
وقال وزير الخارجية الكندي فرانسوا فيليب شامبان إن هذه الخطوة الإيرانية هي خطوة جريئة وكبيرة في الاتجاه الصحيح لإنهاء هذه الأزمة، مضيفا: "نحن نرحب بهذه الخطوة، و لكن من الواضح أننا سنحكم على إيران من خلال أفعالها".
كما وحثت كندا إيران مرارا على تسليم الصندوق الأسود الموجود على الطائرة الأوكرانية المستهدفة، والذي قتل على متنها 57 مواطنا كنديا.
وقال شامبان أن إيران أوضحت في وقت سابق أثناء التحقيقات في الحادث المأساوي أنها ستقوم بنقل الصندوق الأسود إلى فرنسا لفحصه إذا لزم الأمر.
كما وحث رئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو إيران في شهر يناير على إرسال الصندوق الأسود على وجه السرعة إلى فرنسا، والتي تعتبر إحدى الدول القليلة التي لديها القدرة على قراءة بيانات الصناديق السوداء التالفة أو المتضررة.
وصرح السفير الأوكراني في كندا، أندري شيفتشينكو أن هذا الإعلان الإيراني يعتبر " نتيجة مهمة للغاية".
وبموجب قواعد الأمم المتحدة، تحتفظ إيران بالسيطرة العامة على التحقيق بينما يتم اعتماد السماح لكل من الولايات المتحدة وأوكرانيا في التدخل ومعرفة تفاصيل التحقيق بالكامل، لأنهما البلدان التي تم فيها بناء وتشغيل الطائرة. ولكن لا يزال من غير الواضح حجم التعاون بين الولايات المتحدة وإيران في التحقيق، حيث وصلت العلاقات إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات.
كما ورحب سالفاتور سكياشيتانو رئيس مجلس إدارة وكالة الأمم المتحدة، بالإعلان الإيراني حول تأكيدها على التزامها بتحليل بيانات الصندوق الأسود في أوكرانيا أو فرنسا .
النهضة نيوز