السرطان

علوم

فحص دم جديد يكشف أكثر من 50 نوعا من السرطان حتى قبل ظهور أعراض بعضها

31 آذار 2020 08:41

في دراسة شملت آلاف المشاركين، توصل الباحثون إلى اختبار دم جديد يستطيع الكشف عن أكثر من 50 نوعا من السرطان ، بالإضافة إلى تحديد موقعها داخل الجسم بدرجة عالية من الدقة قبل ظهور بعضها أو اتضاح أعراضها، و

في دراسة شملت آلاف المشاركين، توصل الباحثون إلى اختبار دم جديد يستطيع الكشف عن أكثر من 50 نوعا من السرطان ، بالإضافة إلى تحديد موقعها داخل الجسم بدرجة عالية من الدقة قبل ظهور بعضها أو اتضاح أعراضها، و ذلك وفقا لفريق دولي من الباحثين بقيادة معهد دانا فاربر للسرطان و مؤسسة مايو كلينيك .

و تشير النتائج التي نشرت على الإنترنت يوم أمس الاثنين من قبل مجلات علم الأورام ، إلى أن الاختبار الجديد الذي حدد بعض أنواع السرطان الخطيرة بشكل خاص و التي يفتقر الطب إلى أساليب تشخيصية حديثة لكشفها ، يمكن أن يلعب دورا رئيسيا في الكشف المبكر عن العديد من أنواع السرطان؛ فغالبا ما يكون الكشف المبكر أمرا بالغ الأهمية لنجاح العلاج و الوقاية من السرطان.

ويستخدم الاختبار ، الذي طورته شركة GRAIL التي يقع مقرها في مينلو بارك ، بكاليفورنيا ، تسلسل الجيل التالي لتحليل ترتيب الوحدات الكيميائية التي تسمى مجموعات الميثيل على الحمض النووي للخلايا السرطانية .

حيث أن التمسك بأقسام معينة من الحمض النووي يساعد مجموعات الميثيل على تحديد ما إذا كانت هذه الجينات السرطانية نشطة أم خاملة .

ففي الخلايا السرطانية ، غالبا ما يكون وضع مجموعات الميثيل مختلفا بشكل ملحوظ عن تلك الموجودة في الخلايا الطبيعية؛ فمن المعروف لدى الأطباء أن أنماط مجموعات الميثيل غير الطبيعية هي أكثر خصائص الخلايا السرطانية التي تنشأ بسبب الطفرات الجينية .

و عندما تموت الخلايا السرطانية ، يفرغ الحمض النووي مع مجموعات الميثيل بقوة في الدم ، و لكن يمكن تحليله عن طريق الاختبار الجديد ، و هو ما لم تستطع الاختبارات السابقة القيام به.

و قد أشار الدكتور جيفري أوكسنارد من مؤسسة مايو كلينيك إلى أن : " نتائج هذه الدراسة تؤكد أن مثل هذه الاختبارات يمكن أن تكون طريقة مجدية لفحص الأشخاص لتشخيص مجموعة متنوعة من السرطانات " .

 

وكان الباحثون قد استخدموا خلال الدراسة الاختبار لتحليل الحمض النووي الخالي من أنماط الميثيل غير المستقرة في كل من الخلايا الطبيعية و السرطانية التي دخلت مجرى الدم عند موتها في 6689 عينة دم ، بما في ذلك 2482 عينة مأخوذة من الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان ، و 4207 عينة مأخوذة من أشخاص لم يصابوا سابقا بالسرطان .

حيث مثلت العينات المأخوذة من مرضى السرطان أكثر من 50 نوعا مختلفا من السرطان ، بما في ذلك سرطان الثدي و القولون و المستقيم و المريء و المرارة و المثانة و المعدة و المبيض و الرأس و الرقبة و سرطان الدم اللمفاوي و الورم النقوي المتعدد و سرطان البنكرياس .

بحسب الباحثين ، كانت الدقة الإجمالية للاختبار 99.3٪ ، مما يعني أن 0.7٪ فقط من النتائج أشارت بشكل خاطئ إلى وجود سرطان . و قد كانت حساسية الفحص تتركز بشكل خاص على كشف 12 سرطانا تمثل ما يقرب من ثلثي وفيات السرطان في الولايات المتحدة بنسبة 67.3٪.

و ضمن هذه المجموعة ، كانت نسبة الكشف للمرضى المصابين بسرطان المرحلة الأولى تمثل 39٪ ، و مرضى بالمرحلة الثانية بنسبة 69٪ ،  و مرضى المرحلة الثالثة بنسبة 83٪ ، و مرضى المرحلة الرابعة بنسبة 92٪ .

 حيث كانت دقة الكشف المتوسطة بين جميع المراحل عبر جميع أنواع السرطان الخمسين بنسبة 43.9 ٪ . و عندما تم الكشف عن السرطان ، حدد الاختبار بشكل صحيح العضو أو الأنسجة التي نشأ فيها السرطان في أكثر من 90 ٪ من الحالات ، مما وفر معلومات مهمة لتحديد كيفية تشخيص المرض و إدارته .

وأضاف الدكتور أوكسنارد : " إن نتائجنا تظهر أن هذا النهج لاختبار الحمض النووي الخالي من أنماط الميثيل المضطربة في خلايا في الدم يمكن أن يكشف عن مجموعة واسعة من أنواع السرطان في أي مرحلة من مراحل المرض تقريبا ، مع دقة عالية تتناسب مع المستوى المطلوب لتعميم هذا الاختبار على مستوى السكان . كما و يمكن أن يكون هذا الاختبار جزءا مهما من التجارب السريرية للكشف المبكر عن السرطان في المستقبل القريب ".

النهضة نيوز - بيروت