حثت منظمة الصحة العالمية دولة روسيا البيضاء على ضرورة فرض إجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي مع دخول حالة تفشي فيروس كورونا التاجي مرحلة العدوى في البلاد، في حين أن رئيس البلاد ألكسندر لوكاشينكو يعتبر أن أكبر تهديد يهدد اللأمة البيلاروسية هو الانهيار الاقتصادي.
حيث يصدر هذا البيان على خلفية الانتقادات المتزايدة للسلطات البيلاروسية التي ترفض فرض الحجر الصحي على البلاد.
وفي وقت سابق من مارس، طلب رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو من المواطنين التوجه إلى الحقول وتشغيل الجرارات لصد خطر الفيروس، وأبغ حكومته أن جائحة فيروس كورونا ليست وباء بل مجرد "وهم" لا أكثر.
في حين أفادت السلطات الصحية في روسيا البيضاء أمس أن العدد الإجمالي لحالات الفيروس التاجي في الدولة الواقعة في أوروبا الشرقية والبالغ عدد سكانها 10 ملايين شخص تقريباً، قد ارتفع إلى 7281 حالة، بالإضافة إلى وفات 58 شخص حتى الآن.
وبحسب توصيات فريق من خبراء منظمة الصحة العالمية في نهاية تقييمهم لاستجابة الدولة للجائحة الفيروسية، قالت منظمة الصحة العالمية في بيان لها صدر الثلاثاء: "لقد نفذت حكومة روسيا البيضاء بالفعل العديد من الإجراءات الوقائية، بما في ذلك اختبار الحالات المشتبه بها وتتبع اتصالاتهم وعزلهم. كما وركزت على زيادة قدرتها على إدارة الأزمة مع الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية الأساسية للمرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة والأمراض العقلية. ومع دخول البلاد لمرحلة تفشي العدوى، من المهم استكمال هذه الإجراءات من خلال فرض الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي للسكان".
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، إن قائمة تدابير التباعد الاجتماعي تشمل هذه التدابير:
- تأجيل التجمعات الكبيرة، بما في ذلك الأحداث الرياضية والدينية والثقافية.
- وضع المرضى المؤكدين والمشتبه بهم و من قاموا بالاتصال بهم في الحجر الصحي.
- تقديم خيارات للعمل عن بعد، والتعلم عن بعد للمدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى.
- تعليق الأعمال غير الضرورية.
- الحد من الحركات غير الأساسية، خاصة بالنسبة للمجموعات عالية المخاطر ككبار السن والمرضى.
في غضون ذلك، قال الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو أمس أن روسيا البيضاء لن تتجاهل توصيات منظمة الصحة العالمية بخصوص التباعد الاجتماعي، ولكنها ستقوم بتنفيذها وفقا للتطورات التي تراها على أرض الواقع.
كما ونقلت وكالة أنباء "بيلتا" المحلية عن الرئيس قوله: "إن الإجراءات التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية يجب أن تدرس بالتفصيل، ولكن ماذا لو أوصونا بفرض حظر التجول؟ أؤكد مرة أخرى: إذا دعت الحاجة إلى ذلك، فسوف نفرض حظر التجول ونعزل المدن والبلدات والقرى بشكل صارم. ولكن هل تواجه البلاد مثل هذا المشكلة اليوم؟ لا. لذلك، فنحن لن نتجاهل هذه التوصيات، ولكن يجب أن نتصرف وفقاً للتطورات وما نراه مناسباً على أرض الواقع. بالإضافة إلى ذلك، فقد زادت روسيا البيضاء بشكل كبير من قدرة مؤسسات الرعاية الصحية وإنتاج الأدوية والمعدات الطبية".
في الوقت نفسه، أبلغت مجموعات من عمال النظام الصحي المحلي عن وجود نقص خطير في معدات الحماية خلال الأسابيع الماضية. حيث اضطر المتطوعون لبدء حملة تمويل جماعي بهدف تزويد العاملين الصحيين الذين يعالجون مرضى فيروس كورونا بمعدات حماية شخصية حيوية.
النهضة نيوز