الزراعة في لبنان

أخبار لبنان

تقرير صيني يتحدث عن مواجهة لبنان للأزمة الاقتصادية: زرعوا الأراضي المهملة منذ سنوات

3 أيار 2020 20:53

يعاني لبنان من أزمة اقتصادية تاريخية ربما تكون الأكثر شدة منذ خمسة عقود مضت وفي مواجهة ذلك أطلق السكان عددا من المبادرات للتخفيف من وطأة الأزمة المتصاعدة وذلك من خلال إحياء قطاع الزراعة لمحاولة ض

يعاني لبنان من أزمة اقتصادية تاريخية، ربما تكون الأكثر شدة منذ خمسة عقود مضت، وفي مواجهة ذلك، أطلق السكان عدداً من المبادرات للتخفيف من وطأة الأزمة المتصاعدة، وذلك من خلال إحياء قطاع الزراعة لمحاولة ضمان الأمن الغذائي و الاكتفاء الذاتي في هذا المجال الحيوي المهم .

وكالة شينخوا الصينية سلطت الضوء على تلك المبادرات، وقالت في تقرير نشرته اليوم، أنها جاءت نتيجة لاعتماد لبنان بشكل شبه كامل على استيراد مختلف السلع الغذائية ، ويؤمل من خلال تلك الجهود، انهاء احتكار العديد من التجار و الشركات التي  تستغل الأزمة الاقتصادية الحالية و تهدد برفع أسعارها باستمرار.

وأطلق أحد هذه المبادرات الشاب شادي حمزة ، و هو ناشط في المجتمع المدني في جبل لبنان ، و الذي قام بجمع مجموعة من الناس لمساعدة المواطنين الذين يعيشون في المناطق الجبلية على زراعة أراضيهم مجانا .

وصرح حمزة لوكالة انباء الصين (شينخوا) قائلاً : " لقد استخدمنا بعض اموالنا و قمنا بجمع بعض التبرعات من اشخاص قادرين على شراء الجرارات و الديزل و الشتلات و قدمناها للمزارعين و المواطنين العاديين الذين يمتلكون اراضي فارغة و لكنهم لم يزرعوها أو يستخدموها منذ زمن ".

كما أوضح أن هذه المبادرة ستساعد الناس على زراعة الخضروات و الفواكه الخاصة بهم بغرض تلبية احتياجاتهم الأساسية و بيع الباقي أو استبدال منتجاتهم الزراعية بمنتجات أخرى من الأشخاص الآخرين الذين يزرعون أراضيهم أو ينتجون شيئا آخر .

بدوره أوضح المهندس الزراعي مكرم فياض لوكالة أنباء الصين (شينخوا) ، أن  العديد من الموظفين و أصحاب الأعمال الذين فقدوا عملهم بعد اندلاع جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد فد عادوا للعمل في أراضيهم .

و أضاف فياض : " هناك عدد كبير من الأراضي التي تم تجاهلها من قبل ، و لكن يتم زراعتها الآن . فالقطاع الزراعي تم اهماله لفترة طويلة في لبنان ، لأن المزارعين قد كانوا يواجهون العديد من التحديات التي جعلتهم يبتعدون عن مهنتهم و التوجه للعمل في مهن أخرى ".

وكان القطاع الزراعي اللبناني قد واجه في السنوات الماضية تحديات متعددة بسبب التنافس بين دول الجوار من جهة و الحرب في سوريا المجاورة من جهة أخرى ، و التي منعت المزارعين من إرسال منتجاتهم عبر الأراضي إلى سوريا و بقية الدول العربية كما كان يحصل في السابق.

كما دمر الطقس البارد و العاصف كميات كبيرة من محاصيل المزارعين خلال العامين السابقين، علاوة على ذلك ، لم يكن قطاع الزراعة يشكل إحدى أولويات الحكومة اللبنانية في الماضي ، و لم يعوض مجلس الوزراء المزارعين عن أي خسائر تكبدوها على مدى السنوات الماضية .

يقول فياض : " إننا نطالب الحكومة بمزيد من الاهتمام بهذا القطاع ، لأن الأمن الغذائي أصبح الآن ضروريا للغاية ".

في حين قال أمين عمار ، و هو مزارع في قضاء الشوف بجبل لبنان ، أنه لم يعمل في أرضه منذ 30 عاما ، و لكنه أصبح الآن يبذل قصارى جهده في الزراعة بسبب التدهور المالي في البلاد ، و الذي أدلى إلى إفلاس آلاف الشركات .

و أضاف عمار : " لقد شجعتنا الأحداث الأخيرة في لبنان على التفكير في بدائل جيدة و جديدة ،  فالعودة إلى جذور المرء أمر مهم للغاية ".

كما  شهدت قرية عيناتا في شمال لبنان مبادرة أخرى أطلقها رئيس بلدية القرية السيد رياض فضل الله ، حيث قرر إحياء التراث الزراعي بعد أن شهد طوابير طويلة من المواطنين أمام المخابز لتأمين الخبز لعائلاتهم .

و قد قال : " عندما رأيت هذا المشهد ، قررت أن أبدأ مبادرة تهدف إلى تأمين بعض الحبوب و البقوليات و الخضروات التي يستهلكها المواطنون بشكل يومي ".

و أضاف السيد فضل الله أنه زرع حوالي 12 فدانا من الأراضي الممنوحة للبلدية باستخدام 50 مليون ليرة لبنانية (33000 دولار أمريكي) بدعم من وزارة الزراعة التي أرسلت مهندسيها للإشراف على العملية برمتها .

كما و وزعت وزارة الزراعة 250 طنا من بذور القمح مجانا على حوالي 963 مزارعا كمساعدة لتشجيع زراعة القمح في البلاد.

و الجدير بالذكر أن وزير الزراعة اللبناني عباس مرتضى كان داعما و مشجعا لهذه المبادرات، حيث شجع الناس في مناسبات عديدة على استخدام أراضيهم و تفعيل هذا القطاع الحيوي الذي يوفر فرص عمل عديدة للبنانيين .

ووفقا لمنظمة الأغذية و الزراعة التابعة للأمم المتحدة ، تشكل الزراعة 5٪ فقط من الناتج المحلي الإجمالي للبنان، و مع ذلك ، تمثل الأنشطة المتعلقة بالزراعة في المناطق الأكثر فقرا في لبنان ما يصل إلى 80 % من الناتج المحلي الإجمالي .

النهضة نيوز - ترجمة خاصة