اضطراب ما بعد الصدمة

علوم

الطرق الأساسية لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة

14 أيار 2020 18:43

يعاني الكثير من الناس من اضطراب ما بعض الصدمة وهو حالة نفسية تصيب الشخص الذي يتعرض لصدمة نفسية أو عاطفية قوية للغاية مما يترك تأثيرا سلبيا نفسيا و سلوكيا عليه لفترة من الزمن

يعاني الكثير من الناس من اضطراب ما بعض الصدمة، وهو حالة نفسية تصيب الشخص الذي يتعرض لصدمة نفسية أو عاطفية قوية للغاية، مما يترك تأثيرا سلبيا نفسيا و سلوكيا عليه لفترة من الزمن.

ويقوم الأطباء والخبراء غالباً بوصف طرق علاج أساسية لمرضى اضطراب ما بعد الصدمة، حيث يتم وصف طرق العلاج المذكورة في هذا المقال لكل شخص على حدى، فأحدها قد يكون مناسبا لمريض وقد لا يؤثر بمريض آخر. وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى تجربة علاجات مختلفة للعثور على أفضل طريقة علاجين تتناسب مع أعراضهم.

وبغض النظر عن طريقة العلاج التي سيختارها الشخص، فمن المهم أن يقوم بطلب العلاج من أخصائي صحة نفسية لديه خبرة في علاج اضطراب ما بعد الصدمة، وخاصة في حال زيادة الأعراض المرضية أو التأثر النفسي المرتبط بالحالة

• العلاج النفسي: العلاج السلوكي المعرفي (CBT):

إن العلاج السلوكي المعرفي هو نوع من العلاج النفسي الذي دائما ما اعتبره الخبراء أنه العلاج الأكثر فعالية لاضطراب ما بعد الصدمة على المدى القصير والمدى الطويل، حيث يركز العلاج السلوكي المعرفي لاضطراب ما بعد الصدمة على الصدمة نفسها، مما يعني أن أحداث الصدمة هي مركز العلاج.

حيث يركز على تحديد وفهم وتغيير أنماط التفكير والسلوك الخاصة بالمريض، ولهذا يعتبر علاجاً نشيطاً وتشاركياً. بحيث يتطلب من المريض الحضور والمشاركة في المواعيد الأسبوعية وخارجها وتعلم المهارات التي يجب تطبيقها في حياته بناء على أعراضه. ثم تتم ممارسة تلك المهارات المكتسبة خلال جلسات العلاج بشكل متكرر وتساعد في دعم تحسين الأعراض حتى زوالها بشكل كامل. والجدير بالذكر أن هذه الطريقة العلاجية تتم تقليديا خلال فترة زمنية تتراوح ما بين 12 إلى 16 أسبوعا .

•التدخلات الرئيسية للعلاج السلوكي المعرفي:

في حين أن العلاجات النفسية والاجتماعية المختلفة لها معايير مختلفة من التعرض للحالة المرضية والتدخلات النفسية والمعرفية، إلا أنها مكونات رئيسية للفئة الأكبر من العلاجات السلوكية التي تم اكتشافها وتجربتها مرارا و تكرارا من قبل أطباء وعلماء علم النفس، والتي أثبتت قدرتها على تقليل أعراض اضطراب ما بعد الصدمة بشكل ناجح.

إليكم التدخلات الأساسية للعلاج السلوكي المعرفي :

- علاج التعرض للصدمة: يساعد هذا النوع من التدخل الناس على مواجهة مخاوفهم والسيطرة عليها من خلال تعريضهم لذكرى الصدمة التي يعانون منها في سياق بيئة آمنة. حيث يمكن أن يستخدم هذا الاسلوب صوراً ذهنية أو كتابة أو زيارات إلى أماكن أو أشخاص يذكرون المريض بالصدمة النفسية التي تعرض لها. كما ويمكن استخدام الواقع الافتراضي (إنشاء بيئة افتراضية تشبه الحدث الصادم) لتعريض الشخص للبيئة التي تحتوي على الموقف المخيف أيضا . و لكن بغض النظر عن طريقة التعرض للصدمة، غالباً ما يتم تعريض الشخص للصدمة بشكل تدريجي لمساعدته على أن يصبح أقل حساسية تجاهها بمرور الوقت.

- إعادة الهيكلة المعرفية: يساعد هذا النوع من التدخل الناس على فهم الذكريات السيئة المرتبطة بالصدمة التي تعرضوا لها في الماضي. ففي كثير من الأحيان يتذكر الناس صدماتهم النفسية بشكل مختلف عما حدث في حقيقة الأمر، وقد يتذكرونها بطريقة مفككة أو على أجزاء قد يتداخل فيها الخيال مما يزيد من مدى خوفهم. فمن الشائع أن يشعر الناس بالذنب من جوانب الصدمة التي تعرضوا لها، والتي لم تكن في الواقع خطأهم، حيث تساعد إعادة الهيكلة المعرفية الناس على النظر إلى ما حدث في الحياة الواقعية والتفكير بالأمر للحصول على منظور واقعي للصدمة من جديد.

• أساليب العلاج السلوكي المعرفي المخصصة لاضطراب ما بعد الصدمة:

إن العلاج السلوكي المعرفي المتخصص هو آلية لتكييف العلاج المعرفي بهدف التعرف على و إعادة تقييم طريقة التفكير و منظور العقل الباطن للصدمة و ذكرياتها المرتبطة بها . حيث يركز هذا العلاج على الطريقة التي ينظر بها الناس إلى أنفسهم و الآخرين و العالم بعد تعرضهم لحدث صادم. وغالبا ما يكون التفكير غير الدقيق بعد وقوع الصدمة يبقي الشخص عالقا في ذكرياتها، وبالتالي يمنع تعافيه من الصدمة.

و في هذه الطريقة العلاجية، فإن المريض ينظر إلى سبب حدوث الصدمة في الأساس و تأثيرها على تفكيره، وهو يمكن أن يكون مفيدا بشكل شخص للأشخاص الذين يلومون أنفسهم بشأن صدمة حدثت لهم.

وبحسب الخبراء، فإن أهم أساليب العلاج المعرفي السلوكي المتخصص لاضطراب ما بعد الصدمة :

- التعرض المطول للصدمة: هو شكل آخر من أشكال العلاج المعرفي السلوكي الذي يعتمد بشكل أكبر على تقنيات العلاج السلوكي لمساعدة الأفراد على الاقتراب تدريجيا من الذكريات و المواقف و العواطف المرتبطة بالصدمة وتقبلها . حيث يركز هذا الأسلوب على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة على التوقف عن تجنب تذكر الصدمة. وعلى الرغم من أن تجنب هذه الذكريات قد يساعد الشخص على المدى القصير، إلا أنه يمنع الشفاء من الصدمة على المدى الطويل.

- تدريب تقنين الإجهاد: إن هذا النوع الآخر من أساليب العلاج السلوكي المعرفي لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة يهدف إلى تقليل القلق من خلال تعليم المصاب مهارات التكيف للتعامل مع الإجهاد الذي قد يصاحب اضطراب ما بعد الصدمة. حيث يمكن استخدام هذا الأسلوب كعلاج مستقل بذاته أو برفقة أساليب أخرى من أساليب العلاج السلوكي المعرفي لاضطراب ما بعد الصدمة.

• علاجات أخرى لاضطراب ما بعد الصدمة :

هناك أنواع أخرى من تدخلات وأساليب علاج اضطراب ما بعد الصدمة التي لا تعتبر جزء من العلاج السلوكي المعرفي، مثل:

- إزالة حساسية حركة العين وإعادة معالجتها (EMDR): إن هذا الأسلوب العلاجي يعتبر شكلا من أشكال العلاج النفسي الذي ينطوي على معالجة الذكريات والأفكار والمشاعر المرتبطة بالصدمة النفسية. حيث يتطلب من المريض الانتباه إلى الصوت تحريك جسم ما ذهابا و إيابا أثناء التفكير في ذكريات الصدمة. وقد وجد الخبراء أن هذا العلاج فعال في علاج اضطراب ما بعد الصدمة، لكن بعض الأبحاث أظهرت أن تحريك جسم ما ذهابا و إيابا لا يعتبر عنصرا نشطا في العلاج .

- العلاج المركزي الحاضر (PCT) : هو نوع من العلاج الذي يركز على عدم تذكر الصدمات ، بل التركيز على المشاكل الحالية و محاولة حلها بدلا من معالجة الصدمة بشكل مباشر. حيث تنطوي هذه الطريقة على تقديم معلومات تعليمية حول تأثير الصدمة على حياة المرء بالإضافة إلى تعليمه استراتيجيات لحل المشكلات والتعامل مع ضغوطات الحياة الحالية التي يعيشها الآن.

- الأدوية:

تستخدم الأدوية في بعض الأحيان كعامل مساعد لأحد العلاجات النفسية الموضحة أعلاه. حيث أن أحد أكثر الأدوية المستخدمة في علاج اضطراب ما بعد الصدمة شيوعا هو مثبطات السيروتونين (هرمون السعادة) الانتقائية (SSRI) ومضادات الاكتئاب، وذلك لان الاكتئاب قد يكون نتيجة مباشرة للإصابة باضطراب ما بعض الصدمة.

كما و تستخدم البنزوديازيبينات في بعض الأحيان على المدى القصير وكعلاج مساعد للحالات المستعصية من اضطراب ما بعد الصدمة، وهي أدوية سريعة المفعول وفعالة ولكنها قابلة للإدمان عليها أيضاً.

النهضة نيوز