بسبب استمرار جائحة فيروس كورونا.. الأطفال في كشمير يواجهون مشاكل عقلية

أخبار

بسبب استمرار جائحة فيروس كورونا.. الأطفال في كشمير يواجهون مشاكل عقلية

14 حزيران 2020 19:32

يعاني الأطفال في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية من مشاكل صحية عقلية متنامية، وذلك بسبب العنف الذي لا ينتهي واستمرار تفشي جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد.

يعاني الأطفال في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية من مشاكل صحية عقلية متنامية، وذلك بسبب العنف الذي لا ينتهي واستمرار تفشي جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد.

وبعد فرض الإغلاق في المنطقة لأكثر من 10 أشهر من قبل الحكومة الهندية، أدى الوباء إلى تفاقم حالة الصحة العقلية للعديد من الأطفال والبالغين. حيث تم الإبلاغ عن مئات الحالات العقلية في مركز توجيه الطفل ورفاهه الذي تديره وكالة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة في مستشفى شري مهراجا هاري منذ بدء تفشي الجائحة الفيروسية .

و تقول عالمة الطب النفسي فرحانة ياسين: "لقد قدمنا جلسات مساعدة واستشارات نفسية لما يقرب من 300 حالة منذ تفشي فيروس كورونا في المنطقة، وقد كانت ما نسبته 90٪ من الحالات تتواصل معنا عبر الهاتف، بينما اضطررنا إلى تقديم الجلسات لما نسبته 10٪ وجهًا لوجه. ولكن في جميع الحالات، أصيب الأطفال بالقلق الشديد والاكتئاب بسبب الأزمة، ومعظمهم أصيبوا بالاكتئاب عندما شاهدوا أخبار فيروس كورونا، ومتابعة أعداد الوفيات والإصابات التي تحدث على مستوى العالم".

وبدورها حثت منظمة الصحة العالمية بشكل خاص الأطفال على تقليل استهلاك الأخبار حول جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد COVID-19، كونها تسبب لهم القلق والاكتئاب.

وشددت منظمة الصحة العالمية على منح الأطفال المزيد من الاهتمام والحب والتعامل معهم بصدق من قبل عائلاتهم وسط الإغلاق المفروض و البقاء في المنزل.

ومن جانبه قال ياسر راثر، وهو طبيب نفسي في معهد الصحة العقلية وعلوم الأعصاب في العاصمة سريناجار: " أولاً وقبل كل شيء، نحن بحاجة إلى منع الأطفال من متابعة هذه الأخبار، وخاصة أولئك الأطفال الذين يعانون في الأساس من مشاكل الصحة العقلية، فهم معرضون بشكل أكبر من غيرهم للخوف من الإصابة بالعدوى الفيروسية".

وأضاف: " في 50٪ -60٪ من حالات الصحة النفسية للأطفال التي شهدناها خلال أزمة الوباء الحالية، كان هناك مستويات عالية من القلق والاكتئاب ونوبات الهلع والأفكار الانتحارية".

• العنف والجائحة الفيروسية

انتشرت الجائحة الفيروسية القاتلة لتسيطر على أكثر من 188 دولة حول العالم، وأصابت ما يقرب من 8 ملايين شخص وأودت بحياة 430.000 شخص حتى الآن، لكن منطقة كشمير التي تديرها الهند تعاني من جرعات يومية من العنف المستمر و حالات الإصابة.

وعلى الرغم من الدعوات المتعددة لوقف إطلاق النار من قبل الأمم المتحدة، إلا أنه منذ بداية عام 2020، شهدت المنطقة 40 حالة عنف وقتل في المنطقة، حيث قتل 90 مسلحا و25 من أفراد الحكومة وحوالي 12 شخص مدني أيضاً، كما وتضرر أكثر من 30 مبنى خلال تلك الهجمات.

وقال أستاذ علم النفس متكلم ألطاف: "سيكون لهذه الأحداث تأثير نفسي طويل الأمد على جميع سكان هذه المنطقة، وخاصة الأطفال. فعلى الرغم من الوباء، لم تتراجع وتيرة أعمال العنف في المنطقة المتنازع عليها، وأكثر من يعاني من هذه الحالة المأساوية هم الأطفال".

وأنهت الحكومة الهندية في أغسطس الماضي الوضع الخاص للمنطقة بفرض حصار عسكري وحظر اتصالات صارم، ولم يذهب الأطفال إلى المدرسة منذ ذلك الحين، وظل الإنترنت معطلاً أيضاً.

وأضاف ألطاف: "وسط تفشي الوباء الفيروسي في أجزاء أخرى من العالم، يأخذ الأطفال دروسا عبر الإنترنت، ولكن كان من الصعب للغاية على أطفال المنطقة المتنازع عليها أن يتلقوا دروسهم عبر الإنترنت في ظل الوصول المحدود والنادر للانترنت، مما أثر عليهم بشدة من الناحية النفسية والعقلية".

النهضة نيوز