اعتقالات في قضية فضيحة "1MDB" تهدد بفتح ملفات الفساد الحكومية الكويتية

أخبار

اعتقالات في قضية فضيحة "1MDB" تهدد بفتح ملفات الفساد الحكومية الكويتية

10 تموز 2020 21:47

أمرت السلطات الكوينية مساء أمس الخميس بالقبض على أحد أبرز شيوخ الكويت وهو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح بتهمة الفساد وتبييض الأموال

أمرت السلطات الكوينية  مساء أمس الخميس بالقبض على أحد أبرز شيوخ الكويت وهو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح بتهمة الفساد وتبييض الأموال. 

وتم القبض على الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح اليوم الجمعة حوالي الساعة 10 صباحاً بتوقيت الكويت، إلى جانب شريك الأعمال حمد الوزان، المعروف بصلته بممول فضيحة الاحتيال الشهيرة MDB 1 "جو لو"، بالإضافة إلى المحامي الشخصي للشيخ جابر مبارك الحمد الصباح، سعود عبد المحسن، الذي أدار شركة Bogus Cayman Island subsidiary Silk Road Southeastasia Real Estate Limited، التي قام ممول شركة MDB1 بتبييض وغسل أموالها عبر ماليزيا.

4f077f4040d7e19f704b5ef084403030e2f112d8.jpg
حمد الوزان والشيخ الصباح

وبحسب السلطات، يتم حاليا استجواب الرجال بعد أن ورد أن أمير الكويت قد رفض التدخل في قضية قريبه الملكي وابن رئيس الوزراء الكويتي السابق، الشيخ جابر المبارك الصباح الذي استقال وسط مزاعم فساد في شهر نوفمبر الماضي.

ومن المتوقع أن يظل الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح وشريكه حمد الوزان بالإضافة الى المحامي الشخصي للشيخ جابر مبارك الحمد الصباح، سعود عبد المحسن رهن الاحتجاز خلال عطلة نهاية الأسبوع للرد على الاستفسارات المتعلقة بعمولات شركة MDB1 الواضحة التي تمت عبر شركات البناء الصينية التي تم غسلها، بما في ذلك عمولات شركة bogus Cayman Island subsidiary Silk Road Southeastasia Real Estate Limited المتصلة بالشيخ جابر مبارك الحمد الصباح.

وكشف تقرير وكالة ساراواك الفضيحة من خلال سلسلة من المقالات التي بدأت بإصدارها منذ شهر مايو الماضي.

ومع ذلك، مع تبادل الأخبار حول الكويت، بدأ اكتشاف الروابط و الصلات بين قضية الاحتيال الخاصة بشركة MDB1 والقضايا التي لم يتم حلها والتحقيق فيها حالياً، والتي أدت إلى استقالة رئيس الوزراء في نوفمبر.

وتتصدر قائمة القضايا ادعاءات و ملفات رشاوي متعلقة ببناء مشروع بجسر الأحمد الصباح المكتمل حديثاً، والذي يعد أحد أطول الجسور التي بنتها شركة هيونداي الكورية الجنوبية في العالم .

6e46554cb0cab1ca0df66a91502f3aeadc8346ee.jpg
جسر الأحمد الصباح

الإضافة إلى ذلك، هناك أيضا قضية دعوى مدنية رفعت العام الماضي من الولايات المتحدة، حيث زعم وزير الدفاع الكويتي السابق و المساعد السياسي المقرب للشيخ جابر المبارك أنه قد الاحتيال عليه بمبلغ 160 مليون دولار في صفقة شراء منزل في بيفرلي هيلز من قبل شخص تبين أنه ليس مالكا للعقار.

ولكن ما يمكن أن يثير اهتمام الكويتيين أكثر هو كيف حصل هذا السياسي على هذا المبلغ الضخم من المال، والذي تم النصب فيه عليه في المقام الأول، فهل كان مجرد وكيل لرئيسه السياسي؟

كما وكانت الدعوى المدنية التي بلغت قيمتها 160 مليون دولار محور تحقيق سري في ملفات وسلوك وزير الدفاع السابق الشيخ خالد الجراح الصباح، الذي حل محله الابن الأكبر للأمير الشيخ ناصر صباح الأحمد قبل عامين.

والجدير بالذكر أنه ينظر إلى الشيخ ناصر على أنه إصلاحي وأحد القائمين على حملة مكافحة الفساد، وكان يحقق في عمليات اختلاس ضخمة مزعومة لأموال وزارة الدفاع في عهد أسلافه، والتي يقول الأشخاص المطلعون على تلك التحقيقات أنها تنطوي على تحويل مبالغ كبيرة من الأموال إلى فروع بنوك لثلاثة كويتيين رئيسيين بشكل رسمي باسم وزارة الدفاع الكويتية في لندن.

بحسب ما قالته المصادر، كان يتم إيداع سجلات غير كافية في الكويت حول استخدام هذه المبالغ، وقد أبدى الشيخ ناصر قلقا من وجود أدلة على تدفق ما يصل إلى مليار دولار إلى حسابات خاصة على مدار عقد من المعاملات التي تضمنت اثنين من الحسابات الرئيسية في البنوك البريطانية.

وتضمن الشكوى التي قدمها الشيخ ناصر في نوفمبر من العام الماضي العديد من الأدلة الدامغة، التي تفيد أن تلك الأموال كانت تستخدم لشراء القصر المزيف الذي تبلغ تكلفته 160 مليون دولار في بيفرلي هيلز. في حين نفى الشيخ خالد هذا الاتهام، لكن يبدو أنه أثار الأزمة الكبرى التي تسببت في قلب الحكومة.

بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن الشيخ ناصر قد أجبر بنفسه على الاستقالة من قبل والده، لكن رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح قدم استقالته أيضا بشكل مفاجئ، وقد أعلن الشيخ ناصر عن مزاعم بأن السبب يكمن في مزاعم الفساد المتعلقة بتلك التملك غير المشروع من وزارة الدفاع.

كما وكانت هناك علاقات وثيقة معروفة بين رئيس الوزراء المنتهية ولايته الشيخ جابر مبارك ووزير الدفاع السابق الشيخ خالد في صميم القضية، الذي خلف الشيخ جابر في هذا المنصب الذي كان يشغله بنفسه قبل أن يصبح رئيسا للوزراء في عام 2011.

ومن المثير للاهتمام أن الشيخ خالد انتقل ليصبح وزيرا للداخلية بعد أن حل محله الشيخ ناصر، وقد كان في ذلك الوقت على وزارة الداخلية أن تعمل كوكالة رئيسية عندما يتعلق الأمر بالتحقيقات التي بدأت في تورط الشيخ صباح في فضيحة الاحتيال الشهيرة لشركة MDB1 التي بدأت أعمالها في ماليزيا عام 2018.

وفي عهد الشيخ خالد، أغلقت وزارة الداخلية تلك التحقيقات المتعلقة بنجل حليفه السياسي تماما، وأبلغت ماليزيا أنه لم يكن هناك أي قضية لترد عليها الكويت في ديسمبر 2018.

• التحقيقات الجديدة في فضيحة احتيال MDB1 تعيد التحقيق في ملفات الفساد الأخرى.

مع إزالة الشخصيات الرئيسية من المشهد خلال نهاية العام الماضي ، و مع إغلاق ملف القضية ضد الشيخ صباح فيما يتعلق بغسيل أموال جو لو، يخشى الكثيرين في الكويت من أن مخاوف الفساد قد يتم التستر عليها من جديد.

كما وقام الشيخ صباح بملاحقة أحد كبار رجال الأعمال الرئيسيين السابق ومستشاريه بشار كيوان، وذلك بعد انهيار شراكتهما التجارية الطويلة التي دامت ثلاثة عقود بعد العديد من التهم الجنائية التي وجهها الشيخ صباح لكيوان، حيث حكم عليه بالسجن لمدة 35 سنة، لكنه هرب من الكويت.

ثم لجأ كيوان إلى باريس، واعترف عن كل ما كان له به علاقة فاسدة بالشيخ الصباح وعائلته، بما في ذلك رئيس الوزراء والأخ الشيخ فهد جابر المبارك الحمد الصباح الذي تولى منصب رئيس الحكومة ووصولا إلى موظفيه الصغار حتى.

كما وكشف تقرير وكالة ساراواك كيف اتفقت الشركات المملوكة للشيخ صباح مع بشار كيوان على غسل الأموال وتسهيل التدفقات النقدية للممول الماليزي المطلوب جو لو، حتى بعد أن تم تسميته من قبل وزارة العدل الأمريكية على أنه مرتكب سرقات ارتكب العديد من قضايا الاحتيال التي تقدر بمليارات الدولارات عبر شركة MDB1 نيابة عن رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق.

وقد عملت شركتهم الوسيطة كواجهة لتمكين بيع حصة جو لو في فندق New York Park Lane بمدينة نيويورك الأمريكية، الذي تم شراؤه بأموال مقدمة من شركة MDB1 إلى مجموعة عقارات "Greenland" الصينية.

ووثق بشار كيوان كيف تم تحويل مئات الملايين من الدولارات بعملة اليوان الصيني إلى الحساب المصرفي لشركة ICBC لشركة أخرى يملكها الرجلين في عام 2016، وهي شركة Komoros Gulf General Trading وConstruction Company Limited في الكويت، والتي تعاملت وقامت بتصريف العديد من رشاوى للعقود المتضخمة الممنوحة للشركات الصينية في ماليزيا بواسطة نجيب.

بالإضافة إلى ذلك، تم استخدام الكثير من الأموال لتسديد ديون الممول المحتال جو لو، بما في ذلك شركة المحاماة الأمريكية Kobre & Kim وشركة المحاماة البريطانية Schillings، الذين سعوا إلى منع نشر كتاب The Sarawak Report وملفات أخرى آخر حول فضيحة واختلاسات قضية شركة MDB1.

كما واكتسب تقرير وكالة ساراواك على أدلة أن هناك مبالغ أخرى تقدر بالمليارات وترتبط بعمولات جو لو وشركة خط أبنابيب الغاز في الساحل الشرقي بماليزيا، التي تم غسلها من خلال شركات منفصلة افتتحها الشيخ صباح في عام 2017.

وكان أحد الموقعين على عقد إنشاء أحد تلك الحسابات هو المواطن الكويتي حمد الوزان، الذي تم الترويج له على نطاق واسع كصديق جامعي طويل الأمد لجو لو مما عزز الصلة الظاهرة بين الممول الماليزي والشيخ الصباح.

والجدير بالذكر أنه يبدو أن الكشف عن ارتباطات شركاء شركة الوسيط الكويتية مع الممول جو لو وإعادة فتح القضية قد أثارت ضجة في الكويت من تمويع قضايا الفساد في أواخر العام الماضي. لكن حملة الاعتقالات الحالية التي انطلقت الآن بعد أن أعلنت السلطات الكويتية بدء تحقيقها في الفساد بغض النظر عن الشخص المسؤول، تبدو إشارة تفاؤلية.

وبحسب التقارير، يبدو أن هناك رابطا قويا وواضحا أيضا بين ممول شركة MDB1 وموظفيها الكويتيين والأشخاص الذين تم اعتقالهم، وذلك بسبب الدور الذي لعبته شركة الوسيط في تلقي رشاوى من شركة هيونداي الكورية العملاقة الهندسية لعقد بناء جسر الجابر في الكويت، والذي اكتمل نهاية العام الماضي.

و فقا لشكوى صادرة عن بشار كيوان عام 2018، فإن حكومة الشيخ جابر المبارك الصباح قد رفعت شكاوى وأوقفت المشروع وسط مخاوف زائفة من قدرة شركة هيونداي على إكمال المشروع من أجل الحصول على 10٪ من إجمالي 73 مليون دينار كويتي (أكثر من 200 مليون دولار أمريكي)، والتي تم إيداعها في حسابات شركة الوسيط بأسماء سلسلة من مشاريع البناء الزائفة.

كما وتم تعميم شهادة خطية مزعومة من قبل مسؤول تنفيذي لشركة هيونداي على المشروع يشهد على حقيقة أن الشركة اضطرت إلى دفع المبلغ للاحتفاظ بالعقد بعد مدة من الاتفاق.

ولا شك في أن مثل هذه الأمور والادعاءات سيتم التحقيق فيها إلى جانب القضايا ذات الصلة المتعلقة بغسل الأموال، والملايين التي سرقت عبر الممول المحتال جو لو، ومن الواضح أن النشطاء المناهضين للفساد في الكويت لا يسعون لتسليط الضوء على دور رجل الأعمال ابن رئيس الوزراء السابق فحسب، بل ويسعون إلى الكشف عن التورط مزعوم من قبل عائلته في الفساد واسع النطاق أثناء حكمهم للحكومة السابقة.


194805a58ae14a0047fbc67397e6173de31766ae.jpg

النهضة نيوز