طبيعة لبنان وتنوعه الثقافي والتاريخي كنتيجة للحضارات المختلفة التي مرت عليه جعلته مقصدًا بارزًا للسائحين الأجانب، فمن مستوطنات العصر الحجري إلى مدن عهد الفينيقيين، من المعابد الرومانية إلى الصوامع المنحوتة من الصخر، ومن القلاع الصليبية إلى المساجد المملوكية والحمامات العثمانية، يتغنى لبنان بآثاره وثروته السياحية البالغة الأهمية التي تعكس تاريخ العالم القديم والحديث، فهناك العديد من الآثار الإغريقية والرومانية الباقية، الحصون والقلاع العربية والبيزنطية والصليبية، الكهوف الكلسيّة، الكنائس والمساجد التاريخية.
وما ساعد هذا البلد الصغير على جذب السواح هو طبيعة مناخه المعتدل المتوّسط، ففي مناطق السواحل يكون حارّاً رطباً صيفاً وبارداً ممطراً شتاءً، وفي مناطق الجبال يكون تكون درجة الحرارة معتدلة صيفاً وباردة شتاءً. ما جعله غنيا بالشطآن الرملية والصخرية، والملاهي والمرابع الليلية، منتجعات التزلج الجبلية.
وكيف ننسى المطبخ اللبناني الغني وسفرته الشهيرة من ميزا لبنانية "ساخنة وباردة"، ومشاوي ومقبلات وفتوش وتبولة...
وفيما يلي أهم المناطق السياحية اللبنانية والمنتجعات التي على كل لبناني وسائح عربي أو أجنبي زيارتها.
1- شلال بالوع بلعا في تنورين:
لمحبي المغامرة ننصحكم بالتوجه الى منطقة تنورين وزيارة شلال بالوع بلعا، الذي يبلغ عمره 160 مليون سنة ويعد من أقدم الشلالات في العالم ويصل طولة الى 250 متراً. والمنطقة تتالف من هوة أولى يبلغ عمقها 90 متراً وعرضها 100 متر، وتخترق هذه الهوة في وسطها جسور ثلاثة طبيعية متراكمة. أما الهوات الثلاث الباقية في البالوع فهي شديدة التعقيد وتحتوي على سراديب وبرك وهوات متفرقة وقاعات مغمورة بالمياه، متشابكلة في بعضها ومنفصلة في البعض الآخر. وفوق الجسر الأوسط للبالوع «محبسة» هي عبارة عن هوّة ومغارة معاً طولها 15 متراً بعمق 61 مترا استغرق التكون الطبيعي لفوهة البالوع نحو 150 مليون سنة كمنفذ للمياه.
2- شاطئ تحت الريح في انفه
كلا انتم لستم في اليونان بل في لبنان!
تمكن شاطئ «تحت الريح» في أنفه من لفت أنظار المهتمين بالسياحة والترفيه والتراث، لما تختزنه المنطقة من جمال طبيعي وأهمية تاريخية وأثرية.
يقع شاطئ «تحت الريح» شمالي قلعة أنفه. وهو يُعَدّ خليجًا طبيعيًا لامتداده الصخري العمودي العميق في البحر. ما يجعل مياهه نظيفة وصافية. جاءت تسمية الموقع نتيجة طبيعته الجغرافية المحمية من الرياح الغربية – الجنوبية، ومن التيارات البحرية التي تحمل نفايات المناطق الأخرى وملوثاتها. وهو ما شجع على السباحة وصيد الأسماك.
تعود الشاليهات القائمة على شاطئ «تحت الريح» الى العام 1973 تاريخ صدور مرسوم تصنيف الشاطئ معلماً أثريًا. توقف العمل باستثمار الملاحات التي تحوّلت، إثر الحرب الأهلية، الى شاليهات متواضعة. الا انها مؤخرًا، لبست حلة جديدة باللونين الأبيض والأزرق، نظراً لتشبيه الزوار الأجانب، للشاطئ، بجزيرة «سانتوريني» اليونانية، وإطلاقهم لقب «أنفوريني» على المكان.
3-جزيرة الارانب في طرابلس
هي جزيرةٌ كبيرةٌ ومسطحةٌ وخاليةٌ من التّضاريس البارزة، وتبلغ مساحتها ثمانية عشرة ألف وسبعمائةٍ وستةٍ وتسعين متراً مربعاً (18.8كيلومتر مربع)، ويبلغ ارتفاع أعلى نقطة فيها ستة أمتار ما يعادل عشرين قدماً، وتحيط بالجزيرة شواطئ صخرية تمتد من الشّمال الغربي إلى الجنوب منها، وتمتد الشواطئ الرّملية فيها من الجهة الشّمالية والشّرقية فيها. ترجع تسمية هذه الجزيرة باسم الأرانب نتيجةَ الأعداد الكبيرة للأرانب الموجودةِ فيها، فالأرانب لم توجد صدفةً ولكن تكاثرتْ وتناسلتْ خلال مطلعِ القرن العشرين؛ عندما قام القنصل الفرنسي بإحضارها ووضعها في الجزيرة لممارسةِ هوايةِ صيد الأرانب، وعلى الرّغم من خروج الفرنسيين من الجزيرة ومن لبنان بقيت الأرانب في الجزيرة وتناسلتْ.
4-محمية أرز الشوف:
تعد المحمية من أكبر المحميات في لبنان، فهي تشكل 80% من المناطق المحمية فيها. مساحتها حوالي 550 كيلومتر مربع، بطول 50 كم وعرض 11 كم، ويتراوح ارتفاعها بين 1200 متر و1984 متر. يقع 70% منها في منطقة الشوف و 30% في البقاع الغربي.
تشرف على وادي البقاع. وتتكون محمية الشوف من ثلاث غابات من الأرز (معاصر الشوف والباروك وعين زحلتا- بمهرين)، تم زراعة جزء منها في الستينات في محاولة مكثفة لإعادة تشجيرها. وتعتبر هذه المحمية الطبيعية، الواقعة على طريق هجرة الطيور العابرة للقارات، موقعاً ملائماً لحماية الثدييات الكبيرة مثل الذئب والوشق.
5- منتجع روكا مارينا في البترون:
منتجع سياحي لبناني يسحركم بجماله الفريد من نوعه، استطاع جمع أجواء "سردينيا"، وطبيعة "ايفيسا" ومعالم "ميكونوس"، يقع المنتجع قرب جبال البترون بمنظر خلاب، الجبال ورائكم والبحر امامكم، كما يمتاز بتقديم جميع أنواع الماكولات بطريقة غريبة فالطاولات في البحر! نعم يمكنكم تناول الطعام حرفيا في المياه!
6- وادي قاديشا:
وادي قاديشا هو ممر يقع داخل منطقتي بشري وزغرتا في محافظة لبنان الشمالية. تم نحت الوادي بواسطة نهر قاديشا ، المعروف أيضًا باسم نهر أبو علي عندما يصل إلى طرابلس. قاديشا تعني "المقدسة" في الآرامية ، والوادي ، وأحيانًا يسمى الوادي المقدس. وقد قامت بإيواء المجتمعات الرهبانية المسيحية لقرون عديدة. يقع الوادي عند سفح جبل المكمل شمال لبنان.ويمتاز بمناظره الطبيعية الخلابة.
7-بحر صور:
ذاع صيت شاطئ صور في السنوات القليلة الماضية، وصنف من بين أنضف الشواطئ في لبنان،الأجواء التي تؤمنها الخيم متنوعة، بعضها جوه عائلي ومحافظ، وبعضها الآخر شبابي وأكثر تحرراً. هنا، البحر يتسع للجميع، على اختلاف ثقافاتهم ومشاربهم وجنسياتهم.
8- غابات ارز الرب:
تمتد غابة أرز الرب على مساحة 11 هكتارا، تمتاز بأنها تضم أقدم أشجار الأرز في العالم، ولم يبق فيها سوى 48 شجرة معمرة يصل عمر أكبرها إلى أكثر من ألف سنة، وبعضهم يشير إلى 2500 سنة. كما تضم 375 شجرة يصل عمرها إلى بضع مئات من السنين من بينها اربع يصل ارتفاعها إلى 35 مترا وقطرها بين 12 و14 مترا. وتمتاز هذه الاشجار باستقامة جذوعها، وبأغصانها المروحية الشكل التي تنبثق متعامرة مع الجذوع.
9-مغارة جعيتا
مغارة جعيتا تعتبر من أشهر كهوف ومغارات لبنان، وهي عبارة عن مغارة ذات تجاويف وشعاب ضيقة، وردهات وهياكل وقاعات نحتتها الطبيعة، وتسربت إليها المياه الكلسية من مرتفعات لبنان لتشكل مع مرور الزمن عالماً من القباب والمنحوتات والأشكال والتكوينات العجيبة. يعتبرها اللبنانيون جوهرة السياحة اللبنانية، وقد صنفت من عجائب العالم الـ7.
10- بلدة قرنعون
إذا كنت من هواة العودة إلى الجذور واستكشاف تفاصيل حياة أيام زمان في القرى اللبنانية، ما عليك عزيزي السائح إلا أن تزور موقع «قرنعون فيلادج» شمال لبنان في منطقة البترون.
وطبعا لا تقتصر الأماكن السياحية في لبنان على هذه الخيارات الـ10،حيث تنضم اليهم عنجر وقلعة مدينة الشمس بعلبك وأسواق مدينة جبيل، وصخرة الروشة وأسواق بيروت، وقصر بيت الدين، ومتحف الشمع، ومتحف جبران ومتحف بيروت، ومنطقة كفردبيان لمحبي التزلج وقلعة صيدا وحريصا، وقلعة موسى، وكازينو لبنان، وبحيرة القرعون، ونهر العاصي ....
نعم فهذا البلد الصغير يحمل في طياته الكثير والكثير من الغنى والثروات!
وبكل ثقة نقول للسياح اليوم "تعوا علبنان"!
النهضة نيوز