علماء يحاولون نمذجة انتشار الاضطرابات الاجتماعية وأعمال الشغب

علوم

علماء يحاولون نمذجة انتشار الاضطرابات الاجتماعية وأعمال الشغب

22 تموز 2020 10:35

بعد سلسلة من المظاهرات وأعمال الشغب التي امتدت عبر المجتمع التشيلي عام 2019، قرر فريق من الباحثين في تشيلي وبريطانيا، بما في ذلك باحثين اقتصاديين ورياضيين وفيزيائيين، معرفة ما إذا كانت الاضطرابات الاج

بعد سلسلة من المظاهرات وأعمال الشغب التي امتدت عبر المجتمع التشيلي عام 2019، قرر فريق من الباحثين في تشيلي وبريطانيا، بما في ذلك باحثين اقتصاديين ورياضيين وفيزيائيين، معرفة ما إذا كانت الاضطرابات الاجتماعية تتبع أنماطا يمكن التنبؤ بها أم لا.

من أجل دراستهم، التي نشرت نتائجها يوم الثلاثاء في مجلة Chaos، جمع العلماء بين النماذج الوبائية وأدوات تحليلية للاضطرابات وأعمال الشغب الشعبية، استخدم الباحثون نموذجهم الجديد لتحليل مسار الاضطرابات الاجتماعية لعام 2019 في تشيلي.

وأظهرت النتائج أن اندلاع أعمال الشغب ينطوي على عملات ديناميكية معقدة للغاية.

ووفقا لمؤلفي الدراسة، فإن النماذج الوبائية التقليدية تعتبر ذات قدرة قليلة على التنبؤ بانتشار الاضطرابات عما كانت عليه قبل عدة عقود، والتي كان يستخدمها العلماء لدراسة انتشار الأمراض ومسارها.

وقالت جوسلين أوليفاري ناريا، الأستاذة المساعدة في جامعة أدولفو إيبانيز في تشيلي، والمؤلفة المشاركة في الدراسة، في بيان صحفي: "في السبعينيات، تم استخدام هذا النوع من المنهجية العلمية التحليلة لفهم ديناميكيات أعمال الشغب التي حدثت في المدن الأمريكية في الستينيات. وفي الآونة الأخيرة، تم استخدامه لنمذجة أحداث الشغب الفرنسية في عام 2005".

وبحسب العلماء، تعتبر النماذج الرياضية الأكثر شيوعا المستخدمة للتنبؤ بانتشار الأمراض بالنماذج الوبائية SIR. والتي تقسم السكان إلى ثلاثة مجموعات، وهي: الأفراد المعرضين للإصابة بالعدوى، الأفراد المصابين، الأفراد المتعافين.

كما وقالت كاتيا فوجت-جيس، أستاذة علم الأحياء الرياضية في جامعة أدولفو إيبانيز والمشاركة في الدراسة: "في سياق أعمال الشغب، يكون شخص مامثيران نشطا للشغب، وشخص محتمل لإثارة الشغب، وشخص الذي توقف عن أعمال الشغب. حيث تنتشر أعمال الشغب عندما يحدث اتصال فعال بين مثيري الشغب ومثيري الشغب المحتملين، أي الشخص المصاب والمحتمل إصابته بحسب نموذج SIR".

في حين قال المؤلف المشارك سيرجيو ريكا ميري، أستاذ الفيزياء في جامعة أدولفو إيبانيز: " لقد سمح لنا استخدام هذه النماذج بتطبيق أدوات معروفة لفيزياء الفوضى، وذلك بهدف إظهار أنه في ظل وجود قوة خارجية، تصبح الديناميكيات معقدة ومتشعبة للغاية. حيث أن القوة الخارجية التي أدرجناها في النموذج تمثل الزناد العرضي الذي يزيد من نشاط الشغب ويدعم اندلاع الاضطرابات".

وعندما تم تعديل النماذج لاحتساب مسببات الشغب، وجد الباحثون أن مسار الاضطراب الاجتماعي اللاحق تأثر بشدة بعدد المشاغبين المحتملين ومثيري الشغب النشطين، فعلى الرغم من العمليات الديناميكية التي فرضت انتشار الاضطرابات الاجتماعية خلال القرن الحادي والعشرين، إلا أن الباحثون يشيرون إلى أنه من الممكن تعديل النماذج الوبائية وتحديثها للتنبؤ بانتشار أعمال الشغب والاضطرابات.

النهضة نيوز