العلماء يكتشفون السبب الذي يجعل فيروس كورونا خطيرا

علوم

العلماء يكتشفون السبب الذي يجعل فيروس كورونا خطيرا

25 تموز 2020 22:14

تطلق الفيروسات أو الكائنات المسببة للأمراض إلى جسم الإنسان إنذارات محلية لتنبيه جهاز المناعة لاتخاذ الإجراءات وتدمير الكيان غير المعروف وهذا صحيح سواء أكان فيروسا أو بكتيريا أو أنواعا أخرى من الكائنات الحية الدقيقة

تطلق الفيروسات أو الكائنات المسببة للأمراض إلى جسم الإنسان، إنذارات محلية لتنبيه جهاز المناعة لاتخاذ الإجراءات وتدمير الكيان غير المعروف، وهذا صحيح سواء أكان فيروسا أو بكتيريا أو أنواعا أخرى من الكائنات الحية الدقيقة.

وهذا ما يحدث مع فيروس كورونا التاجي المستجد، حيث أن أجساد البعض تحتوي على استجابات مناعية أكثر كفائة من غيرهم، ولهذا السبب يعاني البعض من أعراض خفيفة مقارنة بغيرهم الذين قد يحتاجون إلى العلاج الطارئ وأجهزة التنفس للباقاء على قيد الحياة، بينما لا يظهر آخرين أي أعراض إصابة على الإطلاق.

وسيعاني الأشخاص الذين يعانون من مناعة ضعيفة، وبالتالي يستجيب جسمهم مناعياً بشكل بطيء للفيروس التاجي من مضاعفات مهددة للحياة لأن ذلك يتيج للفيروس أن يتكاثر ونتشر بسرعة وسهولة أكبر داخل الرئتين. ثم أن هناك بعض الأشخاص الذين يظهرون استجابة مفرطة من الجهاز المناعي، والتي في حقيقة الأمر تكون مضرة أكثر مما تنفع، حيث أنها قد تؤدي إلى الوفاة أيضاً.

وفي الوقت الراهن، لا يزال الأطباء يحاولون معرفة سبب حدوث كل هذا وكيف يمكن مواجهته، ولكن الحقيقة هي أن هناك بعض الأدوية مثل "الديكساميثازون" تقدم علاجاً محتملاً للمرضى الذين يعانون من استجابة التهابية شديدة، ولكن ما زال هناك حاجة إلى أدوية أفضل لتقليل المضاعفات والوفاة بشكل كبير بلا شك.

ومؤخراً، اكتشف باحثون من مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس في سان أنطونيو ما يمكن أن يكون عنصرا حيويا في سلوك فيروس كورونا التاجي المستجد، حيث اكتشفوا أن الفيروس يمتلك طريقة لتمويه نفسه داخل الخلية لتجنب اكتشافه من قبل الجهاز المناعي. ولكن لا يستطيع أن يفعل ذلك لوقت طويل، وهذا ما يجعله خطيراً للغاية، ويفسر الصعوبة الكبيرة التي يعاني منها المرضى والأطباء على حد سواء في القضاء على الفيروس.

ونشر الباحثون نتائج دراستهم هذه في مجلة Nature العلمية الإلكترونية، موضحين أن تقنية التمويه هي التي تسمح لفيروس كورونا التاجي المستجد بالإفلات والهروب من الاستجابة المناعية الفورية.

وحدد العلماء إنزيما يسمى nsp16، والذي ينتجه الفيروس ليستخدمه في تعديل الغطاء النووي الريبيزي الخاص به للتمويه، وبمجرد أن يرتبط الفيروس بالخلايا البشرية، يستخدم الحمض النووي الريبي الخاص به لإرشاد تلك الخلايا إلى إنتاج آلاف من نسخ الفيروس بكميات كبيرة، فلا يكتشفه جهاز المناعة بسرعة.

كما ويتم تدمير الخلية خلال هذه العملية، ويمكن أن تصيب النسخ الجديدة الخلايا الأخرى المجاورة بعد ذلك، حيث سيحجب الجهاز المناعي بعضها ويدمر الخلايا المصابة أيضا معهاً.

كما وقال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور يوغيش جوبتا عن آلية التمويه الخاصة بفيروس كورونا: "نظراً للتعديلات الجينية التي يقوم بها فيروس كورونا لخداع جهاز المناعة، يتحول الحمض النووي الريبيزي الذي يطلقه الفيروس في الخلايا إلى جزء من الخليه نفسها، ولا يعتبر جسماً معادياً، مما يخدع جهاز المناعة مؤقتاً".

ويمكن أن يكون هذا الاكتشاف مهما لتطوير الأدوية المضادة للفيروسات في المستقبل، حيث يمكن للأدوية الجديدة استهداف إنزيم nsp16 ومنعه من إجراء أي تغييرات في الخلايا البشرية. ونتيجة لذلك، سيتعرف الجهاز المناعي على الفيروس بشكل أسرع ويبدأ في مكافحته بشكل أكثر كفاءة.

كما ويمكن لهذه الأدوية المستقبلية تسريع شفاء المريض، فكما هو الحال مع أي دراسة من دراسات فيروس كورونا التاجي المستجد، فهذه الدراسة يمكن أن تفيد الدراسات المستقبلية بلا شك.

النهضة نيوز