فيروس كورونا كان يتطور بصمت في الخفافيش منذ عقود

علوم

فيروس كورونا كان يتطور بصمت في الخفافيش منذ عقود

31 تموز 2020 11:42

يبحث العلماء عن أصل فيروس كورونا التاجي المستجد منذ بداية الجائحة الفيروسية العالمية، وأشارت العديد من التقارير المبكرة أن الفيروس قد نشأ في الخفافيش قبل أن ينتقل إلى حيوان ثديي وسيط، الذي من المحتمل أن يكون آكل النمل الحرشفي، قبل أن ينتقل في نهاية المطاف إلى البشر.

يبحث العلماء عن أصل فيروس كورونا التاجي المستجد منذ بداية الجائحة الفيروسية العالمية، وأشارت العديد من التقارير المبكرة أن الفيروس قد نشأ في الخفافيش قبل أن ينتقل إلى حيوان ثديي وسيط، الذي من المحتمل أن يكون آكل النمل الحرشفي، قبل أن ينتقل في نهاية المطاف إلى البشر.

وفي حين أن الباحثين لم يحددوا المسار الدقيق الذي أخذه الفيروس للوصول إلينا بشكل مؤكد بعد، إلا أنهم يعتقدون أنه من المحتمل أن يكون قد نشأ في الخفافيش ولم يحتاج إلى المرور عبر الأنواع الوسيطة للوصول إلينا.

وتشير دراسة جديدة الآن نشرت يوم أمس الخميس في مجلة Nature Microbiology العلمية أن النسب الفيروسي لفيروس كورونا ربما كان يتطور دون أن يلاحظه أحد في الخفافيش منذ عقود. وإذا ما كان هذا صحيحاً، فإن هذه الدراسة تلمح إلى الحاجة الماسة إلى تحسين مراقبة الوسائط والبيئات المشتركة بين الإنسان والحيوان حيث يمكن أن تنتشر الأمراض الحيوانية المنشأ.

وبحسب المؤلف الرئيسي للدراسة البروفيسور ماسييج بوني، أستاذ علم الأحياء في جامعة ولاية بنسلفانيا: "إن الغرض من هذا التحليل هو معرفة ما إذا كان لدى فيروس كورونا أي أشقاء أو أبناء عم أو فيروسات أخرى متداولة في أي مكان في العالم ". فإذا ما كان هناك أقارب بيولوجيين له، فيمكن أن يقارن بوني وباحثون آخرون الجينوم الخاص بهم الجينوم الخاص بفيروس كورونا لدراسته وفهمه بشكل أفضل.

كما وقارن بوني وزملاؤه فيروس كورونا بفيروس آخر تم أخذه من عينات من خفافيش حدوة الحصان في عام 2013، وهو فيروس من نفس النوع الفرعي من الفيروسات المعروفة باسم "فيروسات السارك"، وذلك عبر استخدام العديد من تقنيات التسلسل الجيني، حيث تمكنوا من تقدير أن فيروس RaTG13 و Covid-19 قد تطوروا معاً من سلف مشترك قبل 40 إلى 70 عاماً، كما وتضمنت تحليلات لعدة فيروسات ساركية وجدت في آكل النمل الحرشفي التي يعتقد العلماء أنها قد نشأت في الخفافيش وأنها مرتبطة بفيروس كورونا أيضاً.

كما وقال العلماء أنه إذا كان هناك المزيد من الفيروسات موجودة وتعيش في مجموعات حيوانية مثل الخفافيش أو آكل النمل الحرشفي، فمن الممكن أن تنتقل إلى البشر مع مرور الوقت أيضاً.

وبالنظر إلى هذا التحليل، يقول البروفيسور بوني: "من المحتمل للغاية أن يكون هناك زملاء آخرون فيروسات أخرى تتطور بهدوء في الخفافيش، كما أنه لمن المحتمل أن هذه السلالات لديها القدرة على إصابة الخلايا البشرية أيضاً".

بالإضافة إلى ذلك، يقول البروفيسور بوني أن اكتشاف كل هذه المعلومات لم يكن مهمة سهلة على الإطلاق، وذلك نظراً لأن الفيروسات التاجية مؤتلفة للغاية، مما يعني أنها تحصل على موادها الجينية من العديد من المصادر المختلفة خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً، حيث يتعين على الباحثين القيام بالكثير من العمل الإضافي لمعرفة مصدر صفاتها الجينية. وكان على بوني وزملاؤه أن يفهموا أجزاء الجينوم الفيروسي ذات الصلة بالفيروسات الأخرى المتطورة في الخفافيش، ثم يقوموا بدراستها بمعزل عن المواد الوراثية الأخرى.

كما وتشير الدراسة إلى أنه قد لا يكون هناك مضيف وسيط بين الخفافيش والبشر، حيث تقول البروفيسورة ألينا تشان، زميلة ما بعد الدكتوراه في معهد برود لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: "منذ بداية هذه الجائحة الفيروسية، كانت الصين تبحث عن المضيف المتوسط بين الخفافيش و البشر ، قائلة أن الوسيط الثديي الأكثر ترجيحاً هو حيوان آكل النمل الحرشفي، في حين أنه كان معرضاً للإصابة بالفيروس، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن يكون ضرورياً لنقل المرض إلى البشر أيضاً".

النهضة نيوز