السالمونيلا المقاومة: تهديد للصحة العامة
أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة ولاية بنسلفانيا أن الكلاب المنزلية قد تنقل السالمونيلا المقاومة للمضادات الحيوية إلى البشر، حيث تم التعرف على 77 حالة مشتبه بها في 17 ولاية أمريكية. الدراسة تدعو إلى تحسين ممارسات النظافة وتعزيز استخدام المضادات الحيوية بحذر لتقليل خطر انتقال العدوى بين الأنواع، مع التأكيد على فوائد تربية الحيوانات الأليفة.
السالمونيلا: عدوى متزايدة الخطورة
السالمونيلا المقاومة للمضادات الحيوية تمثل تهديدا متزايدًا للصحة العامة، حيث تطورت هذه البكتيريا لتصبح قادرة على مقاومة العلاج بالمضادات الحيوية. وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يمكن أن ينتقل المرض عن طريق الطعام الملوث أو من خلال الاتصال المباشر مع الأشخاص أو الحيوانات المصابة، وغالبا ما يكون ذلك نتيجة التعرض غير المقصود للبراز أو لمس الحيوانات.
الكلاب المنزلية: مصدر غير متوقع
أوضحت الدراسة أن الكلاب المنزلية تُعد مصدرا غير معترف به لنقل السالمونيلا المقاومة للمضادات الحيوية. ويزيد التواصل القريب بين البشر والكلاب، بالإضافة إلى استخدام المضادات الحيوية في الطب البيطري، من احتمالية انتشار هذه البكتيريا.
دراسة مقاومة السالمونيلا
للتحقق من مخاطر السالمونيلا المقاومة للمضادات الحيوية، استعان الباحثون بشبكة التحقيق والاستجابة البيطرية التابعة لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية. تم تحليل 87 حالة لسلالات السالمونيلا المعزولة من الكلاب المنزلية بين مايو 2017 ومارس 2023، ومقارنتها بالسلالات البشرية. ووجدوا 77 حالة انتقال مشتبه بها بين الكلاب والبشر، تشمل 164 سلالة من 17 ولاية.
تم تحديد سلالات متعددة من السالمونيلا، بعضها مقاوم لأهم فئات المضادات الحيوية حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية. وقد أشارت النتائج إلى أهمية تحسين استخدام المضادات الحيوية في الطب البيطري للحيوانات الأليفة للحد من مخاطر انتقال العدوى.
أمثلة من الواقع وإجراءات وقائية
أشار أحد الباحثين إلى تفشي السالمونيلا المقاومة المرتبطة بمكافآت الكلاب في الولايات المتحدة، مما أصاب 154 شخصًا عبر 34 ولاية. هذا يبرز الحاجة إلى ممارسات نظافة بسيطة مثل غسل اليدين لحماية البشر والحيوانات.
توازن الفوائد والمخاطر
بينما تمثل السالمونيلا خطرا صحيا، أكدت الدراسة أن تربية الكلاب توفر فوائد جسدية ونفسية كبيرة، مثل تقليل التوتر وزيادة النشاط البدني. الهدف ليس تقليل تربية الحيوانات الأليفة، بل زيادة الوعي بالمخاطر واتخاذ إجراءات وقائية بسيطة لحماية العائلات وحيواناتها الأليفة.
توصيات الباحثين
غسل اليدين بعد التعامل مع الحيوانات الأليفة.
التعامل بحذر مع طعام الحيوانات ومنتجاتها.
تعزيز المراقبة الحيوية واستخدام المضادات الحيوية بحذر.
بينما تمثل السالمونيلا خطرا يجب الانتباه إليه، يظل تربية الكلاب جزءًا لا يتجزأ من حياة العديد من الأسر، بشرط اتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة لضمان سلامة الجميع.