من المستفيد من انفجار بيروت؟

أخبار لبنان

انفجار مرفأ بيروت .. ابحث عن المستفيد

5 آب 2020 16:14

بذلت كل من وسائل الإعلام السعودية والأمريكية والعناصر المرتبطة بالصهيونية داخل لبنان وخارجه منذ اللحظة الأولى للانفجار الهائل الذي شهده مرفأ بيروت كل جهد لاتهام حزب الله وحلفاء حركة المقاومة بالمسؤولية المباشرة عن الانفجار

بذلت كل من وسائل الإعلام السعودية والأمريكية والعناصر المرتبطة بالصهيونية داخل لبنان وخارجه منذ اللحظة الأولى للانفجار الهائل الذي شهده مرفأ بيروت كل جهد لاتهام حزب الله وحلفاء حركة المقاومة بالمسؤولية المباشرة عن الانفجار.

كما وسيحاول الأميركيون، الذين لم يتخذوا موقفاً واضحا بعد الانفجار مباشرة، فرض رغباتهم على الحكومة اللبنانية بحجة إعادة بناء أو تقديم المساعدة المالية في الوضع الاقتصادي المضطرب في لبنان، حيث ستكون أهم رغباتهم هي القضاء التدريجي على المقاومة من الساحة السياسية اللبنانية وتطبيق قانون قيصر على سوريا.

بالإضافة إلى ذلك، سيمنح الانفجار النظامين الأمريكي والإسرائيلي المزيد من الوقت لتصميم مؤامراتهما، لأن التعامل مع الانفجار سيحتاج إلى جزء كبير من وقت الحكومة اللبنانية وجهودها.

يأتي كل ذلك في حين يمكن وصف الوضع السياسي في لبنان حسب وكالة "مهر" الإيرانية خلال الأيام القليلة الماضية بأنه كان "الهدوء الذي يسبق العاصفة "، وأن عدم الاستقرار وخلق أحجية سياسية في البلاد كان على رأس جدول الأعمال الخاص بمشروع مشترك بين العناصر المحلية والمنافسين السياسيين والحركات الأجنبية المعادية للبنان الذين لم ينجحوا في تحقيق أهدافهم في الماضي، حسب "مهر".

وأضافت "مهر" أن التلاعب بالاحتجاجات الداخلية التي تم تشكيلها في البداية لأغراض اقتصادية، لم يفعل سوى القليل في عرقلة عملية تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، على الرغم من أن مثل هذه الضجة يمكن أن تحدث اضطرابات لفترة قصيرة فقط في الغالب.

وأشارت وكالة "مهر" أنه على الرغم من أن أولوية الحركات الأجنبية لم تكن في إعاقة تشكيل حكومة جديدة، إلا أنها كان من الممكن أن تمنحهم فرصة لفترة من الوقت لإعادة تنشيط موقفهم السياسي وإعادة بنائه من جديد. حيث أن مثل هذه الحركات اعتمد قادتها منذ فترة طويلة على الدعم الأجنبي لتحويل الأزمات المحلية إلى فرص لتأمين رغباتهم السياسية.

وأضافت "مهر" أن يمكن وصف الحركات السياسية في لبنان على أفضل نحو بأنها "شركاء مع اللصوص ويتظاهرون بأنهم أصدقاء مع المضيف، فقد تحالفت مع "حكومة البنوك" وساهمت في الانهيار الاقتصادي للبلاد.

والجدير بالذكر أن مصطلح "حكومة البنوك" هو مصطلح سياسي مثير للاشمئزاز يحدد الطبقة السياسية الفاسدة في لبنان والمرتبطة بالبنوك بشكل أساسي.

ورأت وكالة "مهر" أن من الممكن للتطورات التي حدثت في الأيام الماضية أن تكشف عن "إشارات تحذيرية" بشأن التدخل الأجنبي والمؤامرات المحددة سلفا التي سعت لدفع لبنان إلى سيناريو جديد ومتغير. فالهدف الرئيسي حسب "مهر" لمثل هذا السيناريو هو توفير الأمن والحماية للنظام الإسرائيلي وتدمير ردع حركة المقاومة والتعويض عن الهزيمة الأمريكية في سوريا، وقد تتشابه بعض هذه الإشارات مع الوضع الذي تطور في لبنان بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005.

وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام العربية والأمريكية اتهمت حزب الله في اللحظة الأولى بالوقوف وراء الحادث، إلا أنه يمكن القول أن الاحتمالات كبيرة تشير إلى احتمالية وجود خطة تخريبية مقصودة.

وتضيف "مهر" أما إذا ما كانت هذه الحادثة الجديدة لها أهداف مشابهة، مثل خلق وضع مشابه لما بعد اغتيال رفيق الحريري الذي وفر الأساس للجيش السوري للانسحاب من الحدود اللبنانية والأراضي المحتلة، سيتم الرد عليها في الأيام القليلة المقبلة بمراقبة الموقف والنهج الأمريكي مع لبنان.

ومع ذلك، فإن نطاق هذا السيناريو الجديد من الممكن أن يكون أوسع وأعمق وأكثر خطورة من أي سيناريو سابق.

وأشارت وكالة "مهر" في تحليلها أنه حتى لو قبلنا أن الإسرائيليين والولايات المتحدة لم يتورطوا في انفجار بيروت وتجاهلنا إمكانية وجود أي خطة تخريبية، فإنهم بالتأكيد لن يتجاهلوا هذه الفرصة للسعي وراء استغلال الانفجار بشكل سياسي وتمهيد الطريق لتشكيل لبنان جديد ذو بنية سياسية تتوافق مع مصالحهم.

والجدير بالذكر أن الانفجار قد وفر مرة أخرى فرصة لقناة الحدث والعربية والإعلام الغربي لإشعال النيران التي من المحتمل أن تكون الولايات المتحدة قد أشعلتها بالفعل.

بالإضافة إلى ذلك، فإن زيارة وزير الخارجية الفرنسي لبيروت وفرض فرنسا للضغوط على البلاد، إلى جانب تدخلات السفير الأمريكي العرضية، وتحركات النظام الإسرائيلي على الحدود المحتلة، و تواجد طائرات تجسس أمريكية تقوم بدوريات على الساحل اللبناني السوري قبل يوم واحد من انفجار بيروت، والاجتماع بين هيئة الأركان المشتركة للولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي خلال الأسبوع الماضي، والاستقالة المفاجئة لوزير الخارجية اللبناني ناصيف حتي، والضغوط الخارجية والإقليمية للإطاحة بالحكومة اللبنانية، وتحديد المناطق اللبنانية الضعيفة من قبل النظام الصهيوني، هي من بين الأحداث الأكثر أهمية في لبنان خلال الأسابيع الأخيرة، التي يجب أخذها في الاعتبار عند مراجعة انفجار بيروت والأهداف والأسباب التي تقف وراءه .

ومن جانب آخر لفتت وكالة "مهر" إلى أن تخزين هذه الكمية من المواد الكيميائية في مرفأ بيروت ليس شيئا لم يكن الإسرائيليون على علم به، حيث يمكن أن تظهر التحليلات بعد الانفجار أي حركة ستستفيد من انفجار بيروت إلى أقصى حد.

والجدير بالذكر أن مرفأ بيروت هو المرفأ الرئيسي للبنان، والذي يتم من خلاله استيراد أكثر من 70٪ من واردات لبنان لتوفير الاحتياجات الأساسية للناس .

وفي مثل هذه الظروف، سيتضرر الاقتصاد اللبناني بشكل خطير، لذلك فإن هذه الحادثة في صالح خصوم المقاومة، ويمكن أن تساعدهم على ممارسة أقصى ضغط ممكن على حركة المقاومة، أو على الأقل لتخفيف أو تحييد إجراءاتها ضد النظام الصهيوني. لذلك، يبدو أن كل أجزاء اللغز أعدت لوضع لبنان في حالة من الاضطراب الاقتصادي والسياسي من أجل تصميم سيناريو جديد.

لذلك وحسب وكالة "مهر" يبدو أن سيناريو اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005، الذي شهد بداية فصل جديد في التدخلات الأجنبية في لبنان، يعاد من جديد على نطاق أوسع وأخطر مع انفجار بيروت.

ومع ذلك تؤكد "مهر" أنه لا ينبغي تجاهل دور تجارب حزب الله القيمة في إدارة المواقف السياسية الحرجة وتغيير المعادلة في أعتى الأوقات.

النهضة نيوز