مصابين

تقارير وحوارات

اتهام حزب الله بانفجار بيروت مثيرة للسخرية .. خبير عسكري لـ "النهضة نيوز": فرضية وجود عمل تخريبي غير تقليدي واردة

فريق التحرير

5 آب 2020 18:29

اجتهد الإعلام المعادي منذ مساء يوم أمس الثلاثاء في محاولة الزج باسم حزب الله في واقعة انفجار مرفأ بيروت وكان ملاحظا أن قنوات خليجية مثل العربية الحدث حشدت عشرات المحللين العسكريين واستجرتهم للح

اجتهد الإعلام المعادي منذ مساء يوم أمس الثلاثاء في محاولة الزج باسم "حزب الله" في واقعة انفجار مرفأ بيروت، وكان ملاحظاً أن قنوات خليجية مثل "العربية الحدث" حشدت عشرات المحللين العسكريين، واستجرتهم للحديث عن قيام حزب الله بتخزين أسلحة في المرفأ، أو استخدامه لأغراض عسكرية.


ورغم أن هوية السفينة التي نقلت شحنة نترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت معروفُة بتاريخ قدومها الذي يعود للعام 2014، إلا أن تلك الحقائق الصارخة، لم تقنع "قناة الحرة الأمريكية" مثلاً، بالكف عن محاولة الصاق التهمة لحزب الله.

"النهضة نيوز" تحدثت مع العميد الأردني المتقاعد ناجي الزعبي، والذي طرح فرضيتين اثنتين لطبيعة الانفجار، الأول وفق ما رأى، هو أن يكون الانفجار حدث بواقع الصدفة، التي مهد الإهمال والفساد لها، حيث أن المواد المتفجرة مخزنة في المرفأ منذ العام 2014، ووفقاً للعميد الأردني، فإن طبيعة الانفجارات التي حدثت على مراحل، ترجح أن يكون السبب فيه اندلاع حريق في احدى الحاويات، امتد إلى مكان تخزين الأمونيوم، وحدث الانفجار الهائل على اثر ذلك.

مع أن الزعبي استبعد أن يكون الانفجار نتج عن استهداف مباشر وتقليدي من قبل الجيش الإسرائيلي، أي بواسطة "صاروخ أو مسيرة"، إلا إنه لا يستبعد أن تكون "إسرائيل" تسببت بحدث كهذا بشكل غير مباشر، يشرح الزعبي: "لو كنت في قيادة أركان الجيش الإسرائيلي لما أقدمت على استهداف كهذا، خصوصاً إن أضعاف ذلك الحجم من الحاويات من ذات المادة تتواجد في مدينة حيفا، وهي في مرمى صواريخ المقاومة"، يستدرك الخبير العسكري :" لكن تبقى فرضية أن يكون الانفجار ناجم عن عمل تخريبي غير مباشر، بشكل سبراني أو خلية عملاء، أو فتيل اشعالي بواسطة مؤقت واردة، خصوصاً وإن تلك المنطقة رخوة أمنياً، وهي بيئة لعمل أجهزة الاستخبارات المعادية".

في "إسرائيل" لم يتورع المسؤولون عن الزعم بأن ملكية المواد المتفجرة تعود لحزب الله، حيث قال نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي السابق في تعليقه على مشهد الإنفجار: هل تفهون أنه كان من المفترض أن يسقط علينا كل هذا الجحيم على شكل أمطار من الصواريخ .. شكر حقيقي وضخم لله ولكل العباقرة والأبطال الذين نظموا هذا العرض المذهل من الانفجارات".

الزعبي سخر من فرضية أن يكون لحزب الله علاقة بالمواد المخزنة في مرفأ بيروت، وأوضح إن مادة نترات الأمونيوم، لا تثير شهية الجيوش المحترفة لاستخدامها في صناعة المتفجرات، خصوصاً في ظل توفر بدائل تفوق وقتها بمئات الأضعاف مثل "tnt  وc4".

ويرى العميد الأردني المتقاعد، إن هذه المادة تستثير المليشيات التي تعتمد عليها في صناعة العبوات والقنابل، لأنها ثنائية الاستخدام، إذ تستخدم في مجال الزراعة، لذا يمكن لها أن تمر عبر الموانئ بصورة شبه طبيعية، ودون أن تثير الريبة.

غير أن ما ينسف تلك الفرضية، هو أن حزب الله يعتمد طريقاً واحداً لإدخال سلاحه إلى لبنان، وهذا الطريق معروف للعدو والصديق وهو الحدود السورية.


الاستثمار الإسرائيلي في الحدث

في غضون ذلك، يبدو أن الكارثة التي عاشتها بيروت، ستمثل حبل النجاة لجيش الاحتلال الذي يعيش حالة من الاستنفار على الحدود مع لبنان، في انتظار رد حزب الله على اغتيال كادره علي كامل محسن، إذ من المتوقع أن يؤجل حزب الله موعد رده، إذ أن البلاد لم تعد بوارد احتمال أحداث أخرى وسط تلك الكارثة.

كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يعيش أيام أفول نجمه السياسي، لن يتورع في الاستثمار في الحدث، في محاولة تمرير جملة من القضايا المعلقة، مثل ضم الضفة الغربية وغور الأردن، وليس من المستبعد أيضاً، أن يوسع نشاطه الأمني في سوريا، لمحاولة تحقيق اختراق ما في وقف تمدد محور المقاومة هناك.

غير أن كل تلك الافتراضات ستبقى مرهون بكل تأكيد في المعلومات التي ستكشفها الأيام المقبلة عن طبيعة الانفجار ومسبباته، وأيضاً موقف حزب الله تجاه كل تلك التطورات.

وكان الانفجار الذي هز مرفأ بيروت يوم أمس الثلاثاء، قد تسبب في استشهاد 113 شخصاً على الأقل، واصابة ما يزيد عن أربعة آلاف آخرين.

 

النهضة نيوز - بيروت