كشفت دراسة جديدة أن الكبد الذي يتم زراعته وإنماءه في العقد الليمفاوية للخنزير يمكن أن يجلب الأمل للمرضى الذين يعانون من أمراض الكبد المزمنة.
وأظهر باحثون من كلية الطب بجامعة بيتسبرغ أن الخنازير التي كانت تعاني من أكباد متضررة كانت قادرة على استخدام خلايا الكبد الخاصة بها التي لديها قدرة تجديدية طبيعية، لإنماء عضو جديد في العقد الليمفاوية الخاصة بها.
وصرح كبير مؤلفي الدراسة، الدكتور إريك لاغاسي، أستاذ مشارك في علم الأمراض بجامعة بيتسبرغ، في بيان صحفي: "إن الأمر كله يتعلق بالمكان والآلية. فإذا ما وصلت خلايا الكبد إلى المكان الصحيح وكانت هناك حاجة لدعم وظائف الكبد، فإنها ستشكل كبداً جديداً في العقد الليمفاوية".
وبحسب الدكتور لاغاسي، إن هذه أخبار جيدة لمرضى الكبد مثل ميريديث ستون، التي تعاني من التهاب الأقنية الصفراوية الأولي، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية الذي يهاجم القنوات الصفراوية في الكبد، مما يؤدي إلى تندب وربما التسبب في فشل الكبد في نهاية المطاف.
وقالت ستون في مقابلة عبر شبكة فوكس نيوز التلفزيونية: "إن فكرة الحاجة إلى زرع كبد لم تفارق ذهني على الإطلاق. ولكنني دائما ما أحاول أن أبقى بصحة جيدة، كما أنه لمن المخيف أنه لا يوجد الكثير من الدراسات التي تخص حالتي، حيث قيل لي أن حالتي المرضية ليست ضمن أمراض الكبد الشائعة. لذلك، فهي لا تحظى باهتمام كبير من قبل العلماء والباحثين، ولسوء الحظ، لم يتبق لي سوى الصلاة من أجل التوصل إلى علاج معجزة يوما ما".
كما وأضافت ستون أن هذه الدراسة الجديدة قد منحتها بعض الأمل، قائلة: "ربما تفتح هذه الدراسة الطريق لعلاج مرض التهاب الأقنية الصفراوية الأولي PBC و أمراض الكبد الأخرى".
ووفقاً لبيان نشرته الجامعة، قام الباحثون بتكرار مرض الكبد في مجموعة من الخنازير عن طريق تحويل إمدادات الدم من الكبد وفي نفس الوقت إزالة قطعة من الكبد السليم، حيث نجحوا في استخراج خلايا الكبد من الأنسجة السليمة، وحقنوها في العقد الليمفاوية في البطن من نفس الخنزير، والتي نمت على الرغم من اصابة الخنزير بالمرض.
بالإضافة إلى ذلك، قال القائمين على الدراسة أن جميع الخنازير الستة التي شاركت في التجربة قد استعادة وظائف الكبد الخاصة بها مع مرور الوقت، وأظهرت العقد الليمفاوية ازدهارا في خلايا الكبد وشبكة القناة الصفراوية والأوعية الدموية التي تشكلت تلقائيا بين خلايا الكبد المزروعة.
وقال الباحثين في البيان الصحفي: "إن خلايا الكبد تتجدد بشكل طبيعي ولكنها تحتاج إلى بيئة صحية ورعاية لتجديدها. ومع ذلك، عندما يكون مرض الكبد في مرحلته النهائية، يرتبط الكبد بنسيج ندبي وهو شديد السمية بحيث لا تستطيع الخلايا النمو من جديد".
بالإضافة إلى ذلك، ذكر الباحثون في بيانهم أن الكبد الجديد قد نما في الحجم اعتمادا على مدى تلف الكبد الأصلي. حيث قال مؤلفو الدراسة أن هذا يشير إلى أن أجسام الخنازير كانت قادرة على الحفاظ على التوازن بدلاً من حدوث نمو غير طبيعي غير متحكم فيه مشابه للسرطان.
النهضة نيوز