قالت روسيا والصين "إن تجربة صاروخية أمريكية جديدة زادت من حدة التوترات العسكرية والمخاطر الناجمة عن سباق تسلح، بعد أسابيع من انسحاب واشنطن من اتفاقية الأسلحة التي أبرمت في عهد الحرب الباردة مع موسكو".
وأنهت الولايات المتحدة وروسيا معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى هذا الشهر بعد اتهام بعضهما البعض بانتهاك الاتفاقية، وقالت واشنطن في حينها "إن الاتفاقية قيدت أيديها في التعامل مع قوى أخرى مثل الصين".
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها اختبرت نوعًا من الصواريخ الباليستية الارض جوية والتي تم حظرها بموجب اتفاقية الوقود النووي المشع 1987م، والتي حدت من استخدام الأسلحة النووية التقليدية متوسطة المدى.
من الواضح أن الولايات المتحدة اتخذت طريقًا نحو تصاعد التوترات العسكرية، فقد قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف لوكالة أنباء تاس الحكومية "لن نرد على الاستفزازات الأمريكية, ولن نسمح لأنفسنا بالدخول في سباق تسلح مكلف".
وقال ريابكوف إن الاختبار أظهر أن واشنطن كانت تعمل على مثل هذه الصواريخ قبل فترة طويلة من انسحابها الرسمي من الصفقة.
في بكين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ، قنغ شوانغ ، "إن هذا الإجراء من الولايات المتحدة سيؤدي إلى جولة جديدة من سباق التسلح، مما سيؤدي إلى تصعيد المواجهة العسكرية".
وقال "إن الاختبار سيكون له تأثير سلبي خطير على الوضع الأمني الدولي والإقليمي" مضيفاً أن على الولايات المتحدة التخلي عن عقليتها وسياستها المشابهة للحرب الباردة وبذل المزيد من الأشياء التي تفضي إلى السلام و الهدوء على الصعيدين الدولي والإقليمي".
واشار قنغ إلى ان إطلاق الصاروخ من جزيرة سان نيكولاس التي تسيطر عليها الولايات المتحدة قبالة سواحل كاليفورنيا.
وقال فلاديمير بوتين من فرنسا اليوم الثلاثاء "إن روسيا ستنشر سوى صواريخ متوسطة أو قصيرة المدى ردًا على تحركات مماثلة من جانب الولايات المتحدة".
واضاف الرئيس الروسي في مؤتمر صحفي قبل اجتماع مع الزعيم الفرنسي إيمانويل ماكرون: " إذا أنتجت الولايات المتحدة مثل هذه الأنظمة الهجومية فسنفعل نحن ذلك بكل بساطة".
ولطالما انتقدت موسكو وواشنطن المعاهدة ، لكن بوتين قال إن الولايات المتحدة هي التي اتخذت قرار الانسحاب من جانب واحد. و كان السلاح الذي تم اختباره يوم الأحد نسخة من صاروخ توماهوك كروز ذي الرأس النووية. والذي تم إزالته من ترسانة القوات الأمريكية ووقف تصنيعه منذ توقيع الاتفاقية السابقة مع روسيا.
من جانبهن قال وزير الدفاع الاميريكي مارك إسبر ، إن الولايات المتحدة قد بدأت العمل على تطوير أنظمة الصواريخ المحمولة والصواريخ الباليستية التقليدية والمتنقلة.
وقال "الآن و قد انسحبنا، ستتابع وزارة الدفاع بالكامل تطوير هذه الصواريخ التقليدية التي تطلق من الأرض كرد فعل حكيم على تصرفات روسيا ".
وأكد إسبير أن الولايات المتحدة لم تشرع في سباق تسلح جديد , و قال "إن المعنى التقليدي لسباق التسلح كان في سياق نووي, و لكن في الوقت الحالي ، ليس لدينا خطط لتصنيع أسلحة ذات رؤوس نووية أو ذات مواد مشعة . فالروس هم الذين طوروا أسلحة ربما تكون مشعة، وربما تكون أسلحة نووية في الأساس".
وجاءت تجربة إطلاق الصاروخ الأمريكي بعد أسابيع من انفجار قاتل في موقع تجارب روسي، حيث ربطه خبراء غربيون بمحاولات موسكو لتطوير صاروخ جديد يعمل بالطاقة النووية .
وأسفر الانفجار عن مقتل خمسة علماء وتسبب في ارتفاع مستويات الإشعاع في المنطقة، على الرغم من أن السلطات الروسية ظلت شبه متكتمة حول طبيعة الانفجار، وقال خبراء أمريكيون إنه قد يكون مرتبطًا باختبار الصاروخ البالستي "بوريفنيك" ، الذي طرحه بوتين هذا العام.