أخبار

دراسة توضح جدوى استخدام المراوح في محاربة ارتفاع الحرارة

25 آب 2019 17:25

مع ارتفاع درجات الحرارة حول العالم، أصبح إيجاد طرق سريعة وفعالة للتبريد أولوية قصوى، ويعد جهاز تكييف الهواء خياراً رائعاً لدى الكثيرين، لكن في نفس الوقت ليست جميع البلدان تكون قادرة على توفير مكيفات ل

مع ارتفاع درجات الحرارة حول العالم، أصبح إيجاد طرق سريعة وفعالة للتبريد أولوية قصوى، ويعد جهاز تكييف الهواء خياراً رائعاً لدى الكثيرين، لكن في نفس الوقت ليست جميع البلدان تكون قادرة على توفير مكيفات لأسباب عديدة، إضافة إلى تركها العديد من السلبيات سواء على البيئة أو الانسان.

وتعد المراوح طريقةً أخرى مفيدة للتخفيف من حرارة الجو، لكن منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية في الولايات المتحدة، حذرت من أن المراوح لن تساعد الناس على التخلص من الحرارة العالية والأمراض المرتبطة بها، لاسيما عندما تصل درجات الحرارة إلى 90 درجة فهرنهايت فأكثر.

أولي جاي أستاذ مشارك في العلوم الصحية بجامعة سيدني ومدير مختبر البيئة الحرارية وفريقه اختبروا صحة هذه التوصيات المتعلقة بالصحة العامة، ففي ورقة بحثية نشرت في مجلة دورية طبية تعني بالطب الباطني، نشر جاي وزملاؤه دراسة شملت 12 رجلاً سليماً تطوعوا للجلوس لمدة ساعتين في غرفتين بدرجتي حرارة مختلفتين: الأولى كانت مناخ جاف، مع مؤشر حرارة 115 درجة فهرنهايت (46 درجة مئوية) ، والأخرى ذات رطوبة مرتفعة، مع مؤشر حرارة 133 درجة فهرنهايت (56 درجة مئوية).

واتخذ الباحثون أربعة تدابير مختلفة لقياس الإجهاد الحراري المحتمل الذي واجهه المتطوعون: "درجة حرارة المستقيم، والضغط على القلب باستخدام معدل ضربات القلب وضغط الدم، وجفاف الجسم ، وإفاداتهم عن شعورهم بالراحة أو عدمها في كلتا الغرفتين والفروق بينهما.

وقد وجد الباحثون أنه في ظل الظروف الرطبة، خفضت المراوح درجة حرارة الجسم الأساسية للرجال وقللت من الضغط على القلب، وكذلك تحسين الشعور بالراحة وتقبل الجو، بينما في ظل الظروف الجافة زادت المراوح من درجة حرارة الجسم والضغط على القلب والانزعاج الناتج عن الحرارة (عدم الراحة)، وبعبارة أخرى عملت المراوح بشكل أفضل في درجات حرارة مؤشر الحرارة الأعلى (مؤشر الحرارة هو وحدة القياس بوجود رطوبة عالية مع ارتفاع في الحرارة).

يقول جاي موضحاً : " هناك تفسير فسيولوجي لذلك، فعندما تفوق درجة حرارة الهواء درجة حرارة الجلد، فإن تبديل الهواء بين الجسم والهواء يتحول بدلاً من التبديد وابعاد الحرارة بعيداً عن الجسم، إلى جذب الحرارة من الهواء الساخن إلى الجسم وتدفقه نحوه، إنها نفس طريقة عمل فرن الحمل الحراري، حيث يتم طهي الديك الرومي بشكل أسرع إذا كانت المروحة تعمل، لأنك تزيد من درجة الحرارة عن طريق الحمل الحراري بشكل أسرع. لذا فإن تشغيل المروحة لن يؤدي إلا إلى تسريع تدفق الهواء الساخن إلى الجسم، مما يجعلك تشعر بالدفء، وربما يرفع درجة حرارة جسمك إلى مستويات غير صحية ومؤذية" .

يضيف جاي: "عملياً تكون المراوح ذات فائدة بينما لم يتجاوز الجو درجة حرارة 104 فهرنهايت، حيث يكون هناك نوع من الرطوبة في الجو، ولكن مع ارتفاع درجة الحرارة عن هذا الحد، وخاصةً في المناخ الجاف تصبح المراوح تدريجياً أقل فائدة وربما مضرة لجسم الانسان" .

الأخبار السارة بالنسبة لسكان الولايات المتحدة هي أن غالبية البلاد تعاني من الحرارة الرطبة، وإذا كانت هناك رطوبة كبيرة، يمكن أن تساعد المراوح في تبريد الناس.

يقول جاي : "الانسان يتعرق بطبيعته، وهي الطريقة الأكثر فعالية لتبريد الجسم، فإذا كان هناك هواء إضافي يتدفق عبر الجلد من مروحة، فذلك يساعده على التعرق لتبريد حرارة الجلد، والذي سيتبخر مما يضيف بعض الرطوبة حول الجسم، وهذا شيءٌ جيد ورائع".

يلاحظ جاي أن العديد من الأشخاص قد لا يستفيدون من طريقة التبريد هذه لأن مجموعات الصحة العامة تنصح الأشخاص بعدم استخدام المراوح فوق درجة حرارة 99 فهرنهايت، وهو يعمل الآن مع وكالات الصحة العامة لمراجعة نصائحهم لتحديد كيفية وتوقيت استخدام الناس للمراوح كي تكون ذات جدوى وغير ضارة.

وقال إنه بالنظر إلى الخسائر التي تسببها حلول تبريد الطاقة المرتفعة مثل أجهزة تكييف الهواء على البيئة، فإن إيجاد بدائل أرخص وأقل ضرراً على البيئة، مثل المراوح أو التبريد بالماء البارد، أمر بالغ الأهمية بالنسبة للعالم، فمشكلة ارتفاع الحرارة لن تنتهي، مضيفاً: "هناك العديد من الطرق لتبريد الجسم دون الحاجة إلى الاعتماد على أجهزة تكييف الهواء" .