السعودية تسعى لتنشيط السياحة وتحلم بإيرادات تصل إلى 100 مليار دولار

السعودية تسعى لتنشيط السياحة وتحلم بإيرادات تصل إلى 100 مليار دولار
منذ عام 2016م، تقوم المملكة العربية السعودية بتقليص اعتماد اقتصادها على إنتاج النفط، حيث تعمل حكومة المملكة برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان على تنويع الاقتصاد السعودي الغير معتمد على النفط و تحسينه.

منذ عام 2016م، تقوم المملكة العربية السعودية بتقليص اعتماد اقتصادها على إنتاج النفط، حيث تعمل حكومة المملكة برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان على تنويع الاقتصاد السعودي الغير معتمد على النفط و تحسينه.

اليوم، جاءت الأنباء عن وجود توجهاً لدى المملكة نحو النشاط السياحي، والتي تعتبر أخباراً جيدة وتدعو للاحتفال بها ولكنها أيضاً تعد بمثابة تحذير من عدم جدوى خطة التنويع الخاصة بولي العهد محمد بن سلمان.

يقاد التنويع الاقتصادي السعودي بشكل عام عبر برنامج يسمى ” رؤية 2030 “، والذي يهدف إلى خلق صناعات جديدة وفرص عمل جديدة في المملكة، ففي ربيع عام 2016م.

قال الأمير محمد: “أعتقد أنه بحلول عام 2020م، إذا توقف انتاج النفط سيمكننا البقاء على قيد الحياة “، مع تبقي أربعة أشهر حتى عام 2020م، لا تزال شركة النفط الوطنية “أرامكو” المساهم الرئيسي في الاقتصاد السعودي و في ميزانية الحكومة .

حيث ساهمت أرامكو على 63٪ من إيرادات الحكومة قبل عامين ، لكن وفقاً لـ KPMG”” ، كان من المتوقع أن تساهم صناعة النفط بنسبة 68٪ من الإيرادات في عام 2019م ، وقد فرضت الحكومة ضرائب جديدة على غير الصناعات المتعلقة بالنفط، مثل ضريبة القيمة المضافة ، ولكن الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي لم يتحسن رغم ذلك.

وتروج الآن الحكومة لخططها للدخول في مجال الصناعات السياحية الجديدة عبر إعلان حكومي حصري لقناة “CNBC” يتزامن مع إعلان حصري صادر عن الرئيس التنفيذي لشركة “Six Flags”.

وأصدرت المملكة رؤية عظيمة، ولكن بلا مضمون ونظرة مخيبة للآمال على أهداف غير واقعية، سوف يكون التعاون مع شركة “Six Flags” محوراً حالياً وإنشاء القطارات الأفعوانية الشهيرة الخاصة بها في مركز ترفيهي مخطط له خارج الرياض يُطلق عليه اسم “القدية”.

وتعتبر شركة “Six Flags” أول مستأجر كبير يتم الإعلان عنه في القدية، على الرغم من أن الفكرة من وراء القدية، بما في ذلك العروض التفصيلية و الإعلانات، كانت علنية منذ شهور، ففي المشروعات الكبرى الأخرى، تعتزم المملكة جذب المستثمرين والشركات لإنشاء المنتجعات والفنادق، رغم أن هذا لم يتحقق بعد.

وفقاً لـ “CNBC”، تتوقع المملكة العربية السعودية أن تصبح أفضل خمس وجهات سياحية عالمية، حيث إنها تهدف من السياحة امساهمة بنسبة 10 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي والتي من المحتمل أن تتجاوز 100 مليار دولار بحلول عام 2030م.

ومع ذلك، لا تقدم المملكة حالياً تأشيرة سياحية على الإطلاق للسياح في أنحاء العالم، حيث تقتصر على تأشيرات الحج والعمرة لقضاء الشعائر الإسلامية بشكل مخصص كشيء شبيه بالسياحة الدينية.

وقد أخبرت الحكومة “CNBC” أنها ستبدأ بإصدار التأشيرات السياحية الشهر المقبل، والذي كان مقرراً في الأساس منذ أبريل 2018م .

قد يكون من المفيد مقارنة بعض هذه الأهداف بقطاع السياحة في فلوريدا، حيث يبلغ عدد سكان ولاية فلوريدا نفس حجم المملكة العربية السعودية ضمن أقل من عُشر المنطقة الجغرافية ، بينما تمتاز فلوريدا بطقس أفضل وأكثر قابلية للتحمل من طقس المملكة السعودية، فمعظم مناطق المملكة العربية السعودية شديدة الحرارة في شهور الصيف، حيث يبلغ متوسط ​​درجات الحرارة العالية حوالي 110 درجة فهرنهايت.

مع الوضع بعين الاعتبار أن فلوريدا جزء من الولايات المتحدة ، وبالتالي فهي وجهة سهلة لأكثر من 300 مليون أمريكي، وأن الكحول و القمار مسموحان فيها كذلك من خلال الكازينوهات الهندية الأمريكية، بالإضافة للحرية الشخصية للرجال والنساء على حد سواء في مسألة اللباس و حرية التعامل بينهم، بالإضافة لوجود الحرية الدينية وممارسة الطقوس و الشعائر الدينية المسيحية واليهودية والهندوسية و أي أديان أخرى.

و الأهم من ذلك أن فلوريدا تحمي وتكفل حرية التعبير والحقوق المدنية وتتبع الإجراءات القانونية الواجبة .

و تضم فلوريدا شاطئ ميامي، ديزني وورلد، يونيفرسال ستوديوز، ملاعب الغولف العالمية الشهيرة ، صالات البولينج الجماعية، والرياضات المتنوعة و صناعة الرحلات البحرية المزدهرة .

ومع ذلك، في عام 2017م ، بلغ إجمالي الإنفاق السياحي في فلوريدا 88.6 مليار دولار فقط.