توصلت دراسة علمية أجراها باحثون في جامعة غلاسكو إلى علاجٍ قد يقضي على مرض الملاريا بشكل ناجع.
وجد العلماء أن تثبيط البروتين PfCLK3"" في جسم الانسان يحجب عدة مراحل حاسمة لدورة حياة معقدة من الطفيل المسبب لهذا المرض القاتل.
وأظهرت الاختبارات التي اجريت على الفئران أن تثبيط البروتين PfCLK3"" منع الطفيلي داخل اجسام الفئران من التطور إلى "مرحلة النضوج".
ووصف أحد الخبراء الدراسة التي أجراها الباحثون في جامعة غلاسكو بأنها "مثيرة" وجديدة، لكنه حذر في الوقت ذاته من مقاومة الطفيل للعلاجات، فمع عدم وجود دواء قادر على القضاء على الملاريا من جذورها في جسم المريض، قد ينتج خطر جديد وهو اكتساب الطفيل مناعةً ضد المرض.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع حذرت منظمة الصحة العالمية (WHO) من أنه لن يتم القضاء على الملاريا في المستقبل القريب باستخدام العلاجات الحالية، إذ أن المرض يتطلب علاجات وأدوات جديدة ومتطورة .
وكتب الباحثون في مجلة ساينس العلمية أن أكثر من 200 مليون حالة ملاريا تحدث كل عام في جميع أنحاء العالم، مما يتسبب في وفاة حوالي 500 الف شخص.
واشار الباحثون إلى عقار تثبيط "PfCLK3" فعالاً للغاية في تطهير طفيليات الملاريا من الفئران المصابة، غير أنهم اشاروا إلى ان النهج نفسه قد لا يكون فعالا في البشر.
و قال الدكتور جيك باوم أستاذ بيولوجيا الخلية والأمراض المعدية في كلية إمبريال بلندن : "إننا نقف عند مفترق طرق رئيسي في مكافحة الملاريا والقضاء عليها، وهناك مقاومة متزايدة للأدوية في جنوب شرق آسيا، وقد توقفنا في جهودنا للحد من حالات الإصابة بالملاريا على مستوى العالم" .
و أضاف: "حتى الآن في هذه الورقة البحثية، أظهر الباحثون أن الدواء له نشاط قوي، حيث يستهدف طفيل الملاريا في عدة مراحل من دورة حياته، ولكن ما زال الوقت مبكراً جداً في علاج المرض من جذوره ... هناك طريق طويل قبل أن يتم اختبار هذه الأدوية على البشر، ونحن بحاجة إلى خطوات عديدة ومراحل متقدمة إذا أردنا تحقيق الاستئصال العالمي لهذا المرض القاتل والخطير".