أخبار

كيف ضربت الإمارات والسعودية الاستقرار في العالم العربي؟

16 آب 2019 19:09

بدءًا من الحرب في اليمن، ومروراً بدعم الليبي المشير خليفة حفتر إلى الحصار المفروض على قطر، تساهم الرياض وأبوظبي بشكل كبير في عدم الاستقرار العالم العربي. منذ بداية "الانتفاضات العربية" او ما سمي با

بدءًا من الحرب في اليمن، ومروراً بدعم الليبي المشير خليفة حفتر إلى الحصار المفروض على قطر، تساهم الرياض وأبوظبي بشكل كبير في عدم الاستقرار العالم العربي.

منذ بداية "الانتفاضات العربية" او ما سمي بالربيع العربي في عام 2011م، تدخلت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بنشاط في عدة دول لوضع حد للتطلعات الديمقراطية لمواطني تلك البلدان مثل اليمن والبحرين.

وفي بعض الحالات لم تمتنع الدولتان عن التدخل العسكري المباشر، ودعم أمراء الحرب وفرض المقاطعة الاقتصادية، من أجل شق طريقهما وتحقيق أهدافهم الشخصية على حساب الشعوب العربية.

وفي ظل حكم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الرياض ومحمد بن زايد في أبو ظبي، شاركت القوات الإماراتية والسعودية عسكريا في اليمن، كذلك دعمت القوات الموالية لأمير الحرب خليفة حفتر في ليبيا.

وهنا ننظر إلى بعض البلدان التي تدخل فيها الاثنان بن زايد و بن سلمان, وكيف أثَّر تدخلهما على استقرار تلك البلدان:

ففي ليبيا.. سارعت السلطات الإماراتية إلى التوجه للمنشق خليفة حفتر خليفة الزعيم معمر القذافي، فبعد سقوط نظام القذافي، قدم حفتر نفسه بسرعة كقوة علمانية قادرة على توحيد ليبيا المنقسمة.

وبعد الاستيلاء على مدينة بنغازي الشرقية، كانت السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس, حيث مقر الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة, مهمة أكثر صعوبة بالنسبة لحفتر وقواته.

وعلى الرغم من دعم الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وفرنسا له، فقد فشلت قوات حفتر في السيطرة على المدينة، لكن هذا لا يعني أن قواته لم يكن لها التأثير المطلوب، فقد قام مقاتلو حفتر بعمليات قتل غير مشروعة للسجناء، وكلفت حملته المستمرة مليارات الدولارات.

يقول أندرياس كريج ، أستاذ مساعد ومحلل أمن الشرق الأوسط في كلية كينجز كوليدج في لندن: "لقد حاول حفتر بشكل منهجي تقويض أو هزيمة التعددية الحزبية في ليبيا بذريعة محاربة الإرهاب".

مضيفاً : "إنه مصطلح يتم استخدامه باستخفاف ضد أي قوة منشقة أو معارضة لا تتعاون مع جيش التحرير الوطني الذي ينتمي إليه, والذي في حد ذاته كيان فضفاض لميليشيات مختلفة قام بشرائها بأموال إماراتية وسعودية.

اما في اليمن، ففي عام 2015م أطلقت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية حملة عسكرية ضد أفقر دولة عربية في المنطقة، ظاهريًا كانت تهدف إلى استعادة حكم الرئيس اليمني الهارب منصور هادي، الذي اضطر إلى الفرار من البلاد بسبب جماعة أنصار الله.

وعلى الرغم من القوة الجوية الساحقة، بعد خمس سنوات من الصراع، فشل الحلفاء في الاستيلاء على جزء كبير من البلاد، ولم يستطيعوا مواجهة انصار الله الذين ما زالوا يسيطرون على العاصمة اليمنية صنعاء.

الامارات العربية المتحدة, كانت غير راضٍية عن طرد قوات أنصار الله من الجنوب وعدن فقط، بل دعمت أيضًا الانفصاليين في الجنوب، في محاولة لتحويل اليمن لدولة خالية من سيطرة الحكومة اليمنية و تقسيمها.

وقد حولت الحرب على اليمن بقيادة بن سلمان وبن زايد لأكبر كارثة إنسانية ومجاعة في القرن الواحد والعشرين, حيث قتلت الحرب والمجاعة والمرض في اليمن ما يقرب من 100.000 شخص.

وفي قطر، في يونيو 2017م، قطعت الإمارات والسعودية ومصر والبحرين جميع العلاقات مع قطر وفرضت حصارًا بريًا وبحريًا وجويًا على الدولة الخليجية، حين اتهمت السعودية والامارات دولة قطر بدعم المتطرفين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وهي التهمة التي رفضتها الدوحة بشدة.

وشملت مطالب استئناف العلاقات إغلاق شبكة الجزيرة الإعلامية ودفع مليارات الدولارات كتعويضات، حيث رفضت القيادة القطرية تلك المطالب في حينها.