أخبار

روسيا تسعى لاستغلال قمة سوتشي لتقوية العلاقات مع أفريقيا

23 تشرين الأول 2019 12:09

سيجتمع العشرات من المسؤولين وقادة الأعمال الأفريقيين في مدينة سوتشي الروسية هذا الأسبوع لحضور قمة سوتشي التي ستستمر ليومين ، والتي تهدف إلى تعزيز العلاقات بين روسيا وجميع الدول الأفريقية البالغ عددها

سيجتمع العشرات من المسؤولين وقادة الأعمال الأفريقيين في مدينة سوتشي الروسية هذا الأسبوع لحضور قمة سوتشي التي ستستمر ليومين ، والتي تهدف إلى تعزيز العلاقات بين روسيا وجميع الدول الأفريقية البالغ عددها 54 دولة.

وتأمل موسكو أن تبدأ القمة، التي يرأسها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، شراكاتٍ اقتصادية و أمنية و سياسية ، لتقوية العلاقات بين روسيا و تلك الدول.

صرح جيمس جوناه، نائب الأمين العام السابق للأمم المتحدة للشؤون السياسية، لوكالة VOA الإعلامية أن العلاقات الموسعة مع روسيا ستعني المزيد من المرونة للدول الأفريقية بحثاً عن التعاون الدولي في مجالات عديدة.

وقال جوناه: "إنها ستفتح الكثير من الخيارات أمام الدول الأفريقية لعدم الاعتماد على قوة واحدة فحسب، سواء كانت تلك القوة هي اليابان أو الصين أو الاتحاد الأوروبي ".

قد تأمل روسيا أيضاً في ملء الفراغ الملحوظ الذي خلفته الولايات المتحدة، والذي يبدو أن وجودها في إفريقيا يتضاءل تدريجياً طوال الفترة الماضية ففي شهر أغسطس من عام 2018 ، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة ستبدأ في سحب القوات و تقليص عدد مهامها في جميع أنحاء القارة الأفريقية.

كما أنه من غير الواضح كيف ستعيد الاستراتيجية الجديدة التي صدرت هذا الصيف بعنوان "Prosper Africa" ​​تشكيل مشاركة الولايات المتحدة ووجودها في إفريقيا، وخاصةً بعد الرحيل المفاجئ لمستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، الذي كشف النقاب عن هذه الاستراتيجية في مؤسسة التراث الإفريقية في شهر ديسمبر الماضي.

وقال جوناه إنه عندما أغفل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إفريقيا من تصريحاته في ظهوره الأخير في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أرسل رسالة واضحة للعالم لموقف أمريكيا من تواجدها أو مشاركتها في أفريقيا.

وأضاف جوناه: "إذا استمعت إلى الخطاب الذي ألقاه الرئيس ترامب في الأمم المتحدة، فهو لم يتطرق بأي شكلٍ كان لأفريقيا و لم يذكرها حتى فلماذا يجب عليه الاهتمام بأفريقيا إذا كانت الفائدة ليست كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية؟".

من جانبها، اتبعت موسكو مقاربةً عملية، حيث أقامت تحالفاتٍ أمنية واقتصادية بشكل واسع في أفريقيا ، ابتداءً من جمهورية إفريقيا الوسطى ووصولاً إلى إريتريا.

لكن جود ديفيرمونت، مدير برنامج إفريقيا في مركز الدراسات الاستراتيجية و الدولية ، قال إنه من الصعب إيجاد حل يمكن أن تتنافس فيه روسيا مع دول مثل الولايات المتحدة و الصين ، على الرغم من الاتجاهات الحديثة التي تشير إلى تجدد النشاط و التعاون بين روسيا و الدول الأفريقية .

وقال ديفرمونت : " علينا أن ننظر إلى نفوذ روسيا و مشاركتها بشكل منفصل و مغاير تماماً عن الولايات المتحدة و أوروبا و الصين ، فروسيا هي الطفرة النسبية و النفوذ الأكثر غرابة مقارنةً بتلك البلدان الأخرى في أفريقيا ".

و أضاف ديفرمونت أن المبالغة في نفوذ موسكو يمكن أن يفيد بنية الحكومة في خلق انطباع علة قدرة روسيا على المنافسة على قدم المساواة مع أكبر اللاعبين الدوليين في إفريقيا ، بما فيهم الاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأمريكية .

حيث يقول : " عندما تتحدث الولايات المتحدة و الحكومات الأخرى عن منافسة القوى الكبرى ، و يقولون أن موسكو تشبه بكين أو واشنطن أو بروكسل ، فهم مخطئون تماماً ،  و أعتقد أنهم يقدمون خدمةً هائلة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، الذي يريد أن يقدم نفسه كقوة عالمية منافسة و ذات شأن أكبر بكثير منهم ".

التعاون و الصراع

في قمة سوتشي ، سينضم رؤساء الدول الأفريقية و الوزراء و قادة الأعمال من أكثر من نصف دول القارة إلى جلساتٍ لاستكشاف التعاون المحتمل مع الوكالات و الشركات الروسية الضخمة .

و سيعمل الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني في لجنةٍ تدرس الآثار الأمنية للأوبئة و تفشي الأمراض ، و سينضم موسيفيني و الرئيس النيجيري السابق أولوسيجون أوباسانجو إلى مناقشةٍ حول ممارسة الأعمال التجارية في إفريقيا .

كما سيشارك في هذه الفعاليات ممثلون عن المنظمات الحكومية الدولية ، بما في ذلك الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي ، و مفوضية الاتحاد الأفريقي ، و منظمة سيدات إفريقيا من أجل التنمية . و سيكون المنتدى الذي سيعقد إلى جانب القمة بمثابة منفذ إضافي لاستكشاف نقاط التعاون المحتمل بين روسيا و تلك الدول .

لكن التعاون و حسن النية في التركيز في قمة هذا الأسبوع يعكس أحد جوانب العلاقات الروسية-الأفريقية . ففي بلدان مثل جمهورية إفريقيا الوسطى ، غرقت موسكو في صراعاتٍ طويلة الأمد ، و غالباً ما كانت تنتج تلك الصراعات من خلال استخدام المقاولين العسكريين الخاصين ، الذين يمنحون روسيا طرقاً مرنة للعمل مع كل من الحكومات الأفريقية و الجماعات المتمردة في تلك الدول .

و في حين أن موسكو قد تلعب دوراً بارزاً في حفظ السلام ، فإن بعض المحللين ، بما في ذلك ديفيرمونت ، أثاروا مخاوفاً كبيرة بشأن وجود روسيا في المناطق التي تتسم بالصراع و عدم الاستقرار في القارة الأفريقية . و قال ديفرمونت " أن روسيا التي يعتبرها البعض لاعباً صغيراً ، قد تقوم بعدد من الأشياء المقلقة بشدة و التي قد تزعزع الاستقرار في المنطقة ".