علوم

هل يجب على الأشخاص الأصحاء ارتداء أقنعة الوقاية من فيروس كورونا؟

4 نيسان 2020 17:17

إذا لم يكن لديك أي أعراض تشير إلى إصابتك بفيروس كورونا التاجي المستجد Covid-19، فهل يجب عليك ارتداء قناع الوقاية "الكمامة"؟

إذا لم يكن لديك أي أعراض تشير إلى إصابتك بفيروس كورونا التاجي المستجد Covid-19، فهل يجب عليك ارتداء قناع الوقاية "الكمامة"؟

إن هذا السؤال هو أحد أكثر الأسئلة التي تم طرحها خلال هذه الجائحة الفيروسية التي اجتاحت جميع دول العالم. وحتى وقت قريب، كان أحد أكثر الأسئلة سهولة في الرد عليه، خاصة إذا كنت ممن يتابعون إرشادات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

حيث أن إجابة مركز السيطرة على الأمراض، وصولا إلى يوم الجعة 3 أبريل كانت بكل بساطة "لا"، فوفقاً لإرشاداتها الأولية، يجب ارتداء أقنعة الوجه فقط من قبل الأشخاص المرضى أو الذين يرعون شخصا مريضاً، خاصة إن كان المريض لا يستطيع ارتداء القناع لأسباب صحية قاهرة، حيث يساعد القناع على التقاط بعض جزيئات سعال الشخص المريض المتناثرة في الهواء، وهو ما يحمي الآخرين من الإصابة بالفيروس التاجي الخطير.

لكن التوجيه الفيدرالي حول ارتداء الكمامات قد تغير. ففي مساء أمس الجمعة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أصبح يوصي الآن بأن يرتدي عامة السكان أقنعة طبية وغير طبية، والتي قد تكون مصنوعة من أي أنسجة يمكنها تغطية الوجه والأنف، مثل عصبات الرأس أو القمصان القطنية، وذلك عندما يتعين عليهم مغادرة منازلهم مثل الذهاب إلى محل بقالة.

كما وأشار ترامب إلى أن هذا الإجراء طوعي وليس إجباري، كما وقد قدم كل من حاكمي لوس أنجلوس ونيويورك توصيات مماثلة بالفعل.

أما بالنسبة لأجزاء أخرى من البلاد، مثل تكساس على سبيل المثال، فقد قال المسؤولين أن ارتداء أقنعة الوقاية هو إجراء إجباري وليس طوعي، فمن يخل بهذه التدابير الصحية ولا يرتدي الكمامة في الأماكن العامة يمكن أن يواجه غرامة تصل إلى 1000 دولار.

وفي أجزاء أخرى من العالم، قدمت الحكومات إجابات مختلفة على هذا السؤال منذ بداية الجائحة الحالية. حيث أوصت الصين باتباع المبادئ التوجيهية الوطنية، و التي شملت التباعد الاجتماعي وضرورة ارتداء عامة الناس أقنعة الوقاية, وخاصة أولئك العاملين في القطاع الصحي.

لكن التضارب الواضح في الإرشادات الأولية للحكومة الأمريكية كانت قوية جداً، لدرجة أن الجراح العام الأمريكي الدكتور جيروم آدامز، غرد عبر موقع "تويتر" بتاريخ 29 فبراير قائلاً: " هل أنتم جادون! .. توقفوا عن شراء الأقنعة!، إنها ليست فعالة في منع عامة الناس من الإصابة بفيروس كورونا، ولكن إذا لم يتمكن مقدمو الرعاية الصحية من ارتداءها أثناء رعاية المرضى المصابين بالفيروس، فإن ذلك هو ما سيعرضهم ويعرض الأمة بالكامل للخطر!".

وفي الأسابيع القليلة التي تلت تغريدة آدامز، أصبحت تغريدات وتصريحات الخبراء أكثر غموضاً، مما يشير إلى أن نقص الإمدادات في البلاد، والذي ليس بالضرورة أن يكون نقصاً كاملاً وقاتلاً. ولكن ربما يكون هو السبب الحقيقي في اختلاف التوجيهات الصحية التي أطلقها الخبراء والإدارة الأمريكية من قبل، وخاصة فيما يتعلق بالأقنعة الواقية.

وفي مقابلة بتاريخ 26 مارس، قال الدكتور أنتوني فوسي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية: "عندما نقول أنك لست بحاجة إلى ارتداء قناع، فما نقوله حقا هو أنه يجب التأكد من إعطاء الأولوية لأولئك الذين يحتاجون إلى القناع. ففي عالم مثالي، إذا كان لديك كل الأقنعة التي تريدها، فإن شخصا ما يمشي في الشارع بقناع لا يزعجني، حيث أنه يمكنك الحصول على القدر الذي تريده من الحماية حينها".

لذلك ، هل تساعد الأقنعة حقا في حماية الأشخاص الأصحاء من الإصابة بفيروس كورونا بعد كل شيء؟ وهل يمكن للقميص أو عصابة الرأس أن تحميك من الفيروس؟. في الحقيقة، إن الإجابات على هذه الأسئلة مثيرة للجدل وليست دقيقة بالكامل، وذلك بحسب ما قاله الأطباء وصانعي الأقنعة الواقية.

• ما الذي تغير مؤخراً؟

أصبح العلماء يعرفون الآن أن الأشخاص المصابين بفيروس كورونا يمكنهم نشره حتى عندما لا تظهر عليهم أعراض الإصابة. وهو أمر لم يكن معروفا في الأيام الأولى من تفشي الوباء.

حيث قال مدير مركز مكافحة الأمراض والوقاية من الأمراض والوقاية منها، الدكتور روبرت ردفيلد في مقابلة حديثة مع برنامج NPR: " إن ما يصل إلى 25٪ من الأشخاص المصابين بالعدوى لم تظهر عليهم أعراض الإصابة في الأساس" .

كما وقد تعلم العلماء أيضا أن الأشخاص الذين يعانون من أعراض التخلص من الفيروس خلال أول يومين من تعرضهم له ، قد يكون تعافي مزيف .حيث قال الدكتور ريدفيلد: "إن هذه المعرفة الجديدة تساعد في تفسير مدى سرعة انتشار هذا الفيروس في جميع أنحاء البلاد".

وأضاف ريدفيلد: "يعزز هذا الانتشار الصامت أيضا حالة من الخوف بالنسبة للأشخاص الأصحاء، حيث أن ذلك يدفعهم لارتداء الأقنعة في الأماكن العامة والمحافظة على سياسة التباعد الاجتماعي، فهم أصبحوا يدركون أن أي شخص يمكن أن يكون مريضاً.

والآن، مع هذا الإدراك بأن هناك أشخاصا لا تظهر عليهم أعراض، وأن هؤلاء الأفراد الذين لا تظهر عليهم الأعراض يمكن أن ينشروا العدوى بسهولة، فمن الصعب تقديم توصية بأن الأفراد المرضى فقط هم من يجب أن يرتدو أقنعة الوقاية، لأنه أصبح الآن من غير الواضح من هو المريض ومن لا".

 

النهضة نيوز