يعتقد العلماء أن الطقس الدافئ يمكن أن يجلب رؤى جديدة في الفيروس التاجي

علوم

هل يمكن أن تساعد حرارة الصيف في التغلب على فيروس كورونا؟

6 نيسان 2020 07:44

يعتقد العلماء أن الطقس الدافئ يمكن أن يجلب تغيرات جديدة على الظروف التي سببتها جائحة فيروس كورونا التاجي الجديد، وذلك من خلال إظهار ما إذا كان سيتفاعل مع ارتفاع درجات الحرارة البسيطة مع بداية فصل الربيع.

يعتقد العلماء أن الطقس الدافئ يمكن أن يجلب تغيرات جديدة على الظروف التي سببتها جائحة فيروس كورونا التاجي الجديد، وذلك من خلال إظهار ما إذا كان سيتفاعل مع ارتفاع درجات الحرارة البسيطة مع بداية فصل الربيع.

حيث تميل الأوبئة والفيروسات التاجية كالأنفلونزا إلى الموت مع نهاية الشتاء، ولكن هل يمكن أن تؤثر أشعة الشمس على فيروس كورونا التاجي Covid-19 وانتشاره؟.

وتشير الدراسات الأولية التي أجريت على الفيروسات التاجية الأخرى الشائعة، و التي تسبب نزلات البرد في المملكة المتحدة إلى وجود نمط موسمي لها، مع حدوث ذروة تفشيها خلال فصل الشتاء وتبدأ بالاختفاء تدريجيا مع دخول فصل الربيع معتدل الحرارة .

ومن المثير للاهتمام أن فترة الذروة هذه تميل إلى أن تتزامن مع فترة تفشي فيروس كورونا الحالي، في حين أنه على النقيض من ذلك، يبدو أن عدداً قليلاً للغاية من الفيروسات التاجية تنتقل خلال فصل الصيف.

تم نشر دراسة رئيسية للفيروسات التاجية الشائعة التي تشملHCoV-NL63 و HCoV-OC43 و HCoV-229E، خلال الأسبوع الماضي من قبل العلماء في جامعة امبريال كوليدج في لندن. والتي تمت من خلال تحليل العينات التي تم جمعها قبل عدة سنوات، حيث وجد الباحثين وجود معدلات عالية من انتشار عدوى تلك الفيروسات التاجية في شهر فبراير، بينما كانت منخفضة للغاية في أشهر الصيف. كما وأظهرت دراسات أخرى أن الفيروسات التاجية ذات طابع موسمي فيما يتعلق بسلوك تفشيها وأنها تميل إلى الخمود في المناخات المعتدلة.

مع ذلك، بدا المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور روب إلدريدجحذرا عندما تحدث عن نتائج الدراسة قائلا : "يمكن أن نرى مستويات مستمرة ولكن أقل لانتقال الفيروسات التاجية في الصيف، ولكنها قد تعود من جديد في فصل الشتاء إذا كان لا يزال هناك عدد كبير من السكان المعرضين للإصابة بها في تلك المرحلة".

وأضاف: "بالنظر إلى أن فيروس كورونا التاجي Covid-19 جديد تماما على البشرية، فإننا لا نعرف ما إذا كان النمط الموسمي سيستمر خلال الصيف، وذلك نظرا للمستويات العالية من قابلية تفشيه بين السكان على الكوكب. ولهذا فمن المهم للغاية في هذه الفترة الحرجة والمهمة أن نعمل جميعا على إتباع النصائح والإرشادات الصحية وإتباعها".

أكد علماء آخرون هذه النقطة التي تطرق لها الدكتور إلدريدج، وقد حذروا أيضاً من أن فيروس كورونا التاجي المستجدCovid-19 هو فيروس معدي وجديد تماماً على الطب الحديث، وبالتالي لم تكن هناك أي فرصة في السابق للبشر باكتساب أي مناعة ضده. ونتيجة لذلك، من المرجح أن يستمر في الانتشار بالمعدلات الحالية على الرغم من اقتراب بداية فصل الصيف.

وبدوره قال عالم الفيروسات الدكتور مايكل سكينر من جامعة امبريال كوليدج في لندن: "أنا متأكد من أن التغيرات الموسمية في سلوك الفيروس ستلعب دوراً في انتشاره. ولكن مقارنة بالتأثير الذي نحدثه من خلال إتباع سياسة التباعد الاجتماعي حالياً، فسيكون له تأثير طفيف للغاية. وقد ينتج عنه بعض الآثار الهامشية ولكنه لن يكون بديلاً عن الحجر الذاتي بأي حال من الأحوال".

كما وكان الباحث بن نيومان من جامعة ريدينغ أكثر تأكيداً لهذه المعلومات، حيث قال أن هذا الفيروس بدأ في ظروف مناخية شبه متجمدة في الصين، وكان ينمو وينتشر بسرعة كبيرة في أيسلندا وعلى خط الاستواء في البرازيل والإكوادور. فمع تحول الشتاء إلى الربيع، تسارع تفشي فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم.

وقال: "إن هذه ليست حرب أجناس، وليس هناك آلية للخروج من هذه الأزمة بلا شك. ولكن علينا أن نتغلب على الفيروس بأنفسنا".

ومع ذلك، فإن وصول الربيع لن يؤثر فقط على سلوك الفيروس، حيث يشير باحثون آخرون إلى أنه سيؤثر أيضا على جهاز المناعة البشري.

فقد قالت عالمة المناعة ناتالي ريدل في جامعة سراي الأسترالية: "إن جهاز المناعة لدينا يتعرض لتغييرات بشكل يومي، ولكن الشيء الغير معروف بشكل واسع هو كيف يتأثر جهازنا المناعي من فصل لآخر".

لمعرفة ذلك، قامت الدكتورة ريدل وباحثون آخرون في جامعتي سراي وجامعة كولومبيا بدراسة التغيرات المناعية التي تحدث في البشر مع اختلاف المواسم و فصول السنة، وفي أوقات مختلفة من اليوم أيضاً.

حيث تم أخذ عينات بيولوجية من متطوعين في فترة الانتقالات الفصلية الشتوية والصيفية، وأثناء فترات الاعتدال الربيعي والخريفي. وقد أشارت النتائج الأولية إلى أن مجموعة فرعية من خلايا الدم البيضاء التي تلعب دوراً رئيسياً في جهاز المناعة ترتفع في أوقات معينة من اليوم، مما يشير إلى أن النظام يستجيب بشكل مختلف في أوقات مختلفة.

وعلى سبيل المثال، تم العثور على خلايا "B" التي تنتج الأجسام المضادة مرتفعة النشاط أثناء فترة الليل فقط.

كما وقالت رئيسة الدراسة، الدكتورة ميكايلا مارتينيز من جامعة كولومبيا، أن تأثير اختلاف الفصول والمواسم السنوية على الخلايا المناعية لا يزال قيد التحقيق. مشيرة إلى أن النتائج التي ستخرج بها باقي الدراسات التي يقومون بها ستكون ذات أهمية كبيرة للطب.

وأضافت: "إن معرفة نقاط الضعف في أجسامنا تجاه الأمراض والفيروسات المختلفة على مدار العام يمكن أن يفيد في تحديد توقيت حملات التطعيم التي ستساعدنا في الوقاية والقضاء على العدوى بشكل أفضل".

النهضة نيوز