يستعد الجيش الروسي لتوظيف أنظمة الحرب الالكترونية المدعمة بالذكاء الاصطناعي في عملياته الميدانية، ونقلت الصحيفة البلغارية العسكرية عن صحيفة "إزفستيا" الروسية أن القوات المسلحة الروسية تستعد للبدء في عمليات تسليم جماعية لأنظمة الحرب الإلكترونية المدعومة بقدرات الذكاء الاصطناعي المتطورة "Bylina".
و بحسب المصادر ، ستحصل القوات الروسية على هذه القدرات المتقدمة و المهمة للغاية بحلول عام 2025، و يمكن لأنظمة "Bylina" تحليل الوضع و العثور على الأهداف المعادية و تصنيفها دون الحاجة لوجود مشغلين، ثم يقوم النظام تلقائيا باختيار الوسيلة الأفضل لقمع أو تدمير أهداف و معدات العدو.
ويشير الخبراء إلى أن استخدام هذه الأنظمة سيزيد بشكل كبير من فعالية معدات الحرب الإلكترونية في ساحة المعركة مستقبلا.
و قالت مصادر في وزارة الدفاع الروسية لصحيفة إزفستيا أن الوزارة قد وافقت بالفعل على خطط تزويد القوات الروسية بتشكيلاتها المختلفة بأحدث أنظمة الحرب الإلكترونية ، حيث سيتم تزويد كافة وحدات الجيش الروسي بأنظمة "Bylina" بحلول عام 2025 .
و أضافت مصادر وزارة الدفاع الروسية أنه في الوقت الراهن ، يوجد في كل وحدة و منطقة عسكرية روسية لواء متخصص في الحرب الإلكترونية ، و يتضمن مجموعات و أفراد متخصصين في الحرب الإلكترونية و السيبرانية و التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي . دون الكشف عن مزيد من التفاصيل المتعلقة بهيكلية التوظيف الداخلي لهذه الوحدات العسكرية .
فالمعروف فقط هو أن كل لواء يتكون من أربع كتائب وسرية واحدة ، و هي تكون جاهزة لقمع أنظمة الطيران و الاتصالات و التحكم و الاختراق السيبراني ، و كذلك رصد و استهداف الأصول الفضائية على بعد مئات الكيلومترات.
وقال فيكتور موراخوفسكي وهو رئيس تحرير مجلة أرسنال التابعة لصحيفة إزفستيا الروسية : " إن هذه الأنظمة الجديدة ستزيد من فعالية استخدام قواتنا لمعدات الحرب الإلكترونية بزيادة قد تصل إلى 40-50% ".
و أضاف: " إن مساحة المعركة الجديدة ستكون مشبعة بالمعدات و التقنيات الإلكترونية الحديثة ، سواء الخاصة بنا أو بالعدو ، فنحن نتحدث عن طائرات مسيرة تعمل دون اتصالات بالبشر أو دون الاعتماد على الرادار التقليدي ، ففي مثل هذه الحالة ، من المهم اكتساب القدرة على التعامل مع التقنيات و القدرات الإلكترونية للأعداء ، دون أن تتسبب بالضرر لتقنياتك و معداتك المتطورة في نفس الوقت، و في الحقيقة ، فإن أنظمة "Bylina" المتطورة توفر هذه الميزات بشكل مرضي للغاية ".
ويعتمد نظام "Bylina" على الذكاء الاصطناعي بشكل كبير ، فبناء على المعلومات المتاحة للنظام ، يقرر الطريقة الأفضل لشن الضربات أو التدخل الحربي، و ذلك وفقاً لأي مخطط ، و أي ترددات و أي قوة يجب استخدامها ضد أهداف معينة، حيث أشار الخبير ، إلى أن نظام "Bylina" في الوقت الحقيقي يجري تغييرات على تشغيل المكونات الفردية و ردود الاستجابة الفعلية السريعة للنظام .
بالإضافة إلى ذلك ، تتيح قدرات الذكاء الاصطناعي للنظام القدرة على العمل خلال العوامل و الظروف المتغيرة و غير المستقلة ، مما سيوفر الوقت و الجهد الذي يستغرقه الشخص عادة للتفكير و القيام بالحسابات الإضافية قبل اتخاذ القرارات ، فبفضل نظام "Bylina" ، تتخذ الآلة القرار و تقوم بكل شيء من تلقاء نفسها .
- من الأقمار الصناعية إلى جهاز إرسال التجسس
يتم تركيب معدات نظام التحكم الآلي "Bylina" على خمس شاحنات ذات قدرة عالية على التنقل عبر البلاد و هي تحتوي على صناديق عملاقة مغلقة تحوي بداخلها المعدات الإلكترونية و أجهزة الاتصالات و معدات دعم الطاقة . حيث يوفر هذا الترتيب الاستقلال القتالي مع الاستقلال التام و ظروف العمل المريحة إلى حد ما في الميدان . فعند الوصول إلى مكان الانتشار ، يمكن للجنود و الضباط البدء فورا في تنفيذ المهمة القتالية بمجرد إعداد و نشر النظام.
فبعد نشر نظام "Bylina" ، يقوم تلقائيا بإنشاء اتصال مع المقر الأعلى و مراكز القيادة للكتائب و الألوية ، و حتى مع محطات الحرب الإلكترونية الفردية؛ و ذلك بهدف تبادل المعلومات والسيطرة القتالية بشكل مباشر .
وفي البداية، تكتشف الأنظمة الوضع التشغيلي في منطقة الوصول في غضون ثواني معدود ، مما يساعده على التعرف على جميع محطات الراديو و أنظمة الاتصالات و الرادارات و رادارات الإنذار المبكر و حتى الأقمار الصناعية المعادية في مجال عملها . و المثير للإعجاب أنه حتى أجهزة الراديو اللاسلكية الفردية منخفضة الطاقة التي يستخدمها الأفراد لن تفلت من رصد أنظمة "Bylina" .
و الجدير بالذكر أن هذه الأنظمة قد اجتازت بالفعل اختبارات شاملة ضمن مناورات القوات الروسية الداخلية ، و لكن من أجل التأكد الكامل من قدراتها و عملها على نطاق واسع ، يجب القيام بمناورات واسعة في مساحات كبيرة ، و هو ما سيسمح للأنظمة بالعمل و إظهار قدراتها الكاملة . و قد تم استخدام أنظمة "Bylina" لأول مرة سياق تمارين غرب روسيا لعام 2017 ، التي شاركت فيها روسيا البيضاء بجانب القوات الروسية . حيث كانت ظروف تلك المناورة أشبه بظروف القتال و الحرب الشاسعة ، فقد شارك أكثر من 20 ألف جندي و ما يصل إلى 70 طائرة مقاتلة و هليكوبتر و حوالي 250 دبابة و مركبة عسكرية مدرعة .
- القدرات الإلكترونية الخاصة
يمكن لأنظمة الحرب الإلكترونية المتاحة كجزء من القوات المسلحة الروسية الكشف عن قدرات العدو و قمعها بدقة عالية و تدميرها و التشويش عليها و اختراق الاتصالات الخلوية ، بالإضافة إلى تعطيل أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية أيضا .
النهضة نيوز - بيروت